الإلحاد
 إذا تتبعنا كلمة "لحد" في المعاجم اللغوية وجدناها تشير إلى معنى الميل والتجافي، والعدول والمخاصمة، والظلم، والشق، والطعن والجدال والمماراة ، أما فى الاصطلاح فتعنى الكفر بالله والميل عن طريق أهل الإيمان والرشد وظهور التكذيب بالبعث والجنة والنار وتكريس الحياة كلها للدنيا فقط.
والإلحاد آفة من آفات العصر الحديث يختص بها إذ لم يكن للملاحدة وجود ولا وزن يذكر في تاريخ البشر حتى عصر قريب ، وقد كان وراء ذلك عدة أسباب منها :
 الانحطاط الذي منيت به الكنيسة الأوربية ودخولها في صراع مع النهضة العلمية مما كرس في أذهان الغربيين فكرة التناقض بين العلم والدين ومن ثم انتقلت تلك الفكرة بالتقليد فظن بعض الجهال على سبيل التعميم أن كل دين يتناقض مع العلم بما في ذلك الإسلام ، إضافة إلى مظالم العالم الرأسمالي، وقد ساعد على ذلك  هزيمة العالم الإسلامي أمام الهجمة الأوربية التي حملها المستعمرون وطفقت الشعوب الإسلامية تقلد المستعمر وتتشبه بأخلاقه وعاداته وتدخل في عقيدته الإلحادية.
ولعل أهم آثار الإلحاد المعاصر في العالم والذي يظهر جليا في سلوك الإنسان وفي أخلاق الأمم ونظام المجتمعات ينحصر في الآتي: القلق والصراع النفسي الذي يؤدى إلى أنواع الاكتئاب وينتهي بصاحبه إلى الانتحار، فضلا عن هدم بنيان الأسرة واستقرار المجتمع ، وشيوع الجريمة نتيجة للأنانية وضعف الوازع أو انعدامه ، وأخيرا وليس بآخر الإجرام السياسي الذي أودى بحياة الملايين على أيدي الشيوعيين وغيرهم من أصحاب المذاهب السياسية الإلحادية .

Post a Comment

Previous Post Next Post