الوعي البيئي
إنّ مستوى الوعي البيئي العام متدني في
أهم الأمور البيئية. وإذا افترضنا أن الوعي البيئي
لدى الناس الذين لم يحصّلوا
تعليماً في الجامعات هو أقل، فإن الوضع يصبح بائساً للغاية على مستوى مجمل سكان
البلاد. ولكن الإجابة التي تثير الحيرة هي معرفة جلّ الطلبة وعددهم 84 عن طبقة
الأوزون؛ بينما لم يسمع بظاهرة الانحباس الحراري سوى 26% من المشاركين في العينة،
فكيف نفسر ذلك؟
نعتقد أن وسائل الإعلام تلعب دوراً مهماً
بهذا الشأن، وبما أن مشكلة الأوزون قد تم الاتفاق العالمي حولها منذ زمن في
اتفاقية مونتريال – كندا عام 1987، ثم منع إنتاج المركـّبات التي تضر بطبقة
الأوزون منذ عام 2000، فإن الترويج لهذا النجاح قد انداح في العالم عبر وسائل
الإعلام وبلغ مسامع الطلبة قيد الدراسة.
أما فيما يتعلق بالانحباس الحراري، ولما
كانت هناك اختلافات كبيرة في المواقف بين الدول حول الاتفاقيات العالمية، كاتفاقية
كيوتو، فإن الإعلام يظل حذراً من هذه المسألة ولا يروّج لمخاطرها كثيراً خوفاً من
إثارة الرأي العام. وقد عالجنا هذه المسألة بالتفصيل عند البحث في ظاهرة الانحباس
الحراري وطبقة الأوزون في الفصل الثاني، نرجو العودة إليه.
وعليه، فإن مهمة الثقافة البيئية تمتد
لمواجهة أي تعتيم إعلامي أو تلفيق أو
تعمية قد تمارسها وسائل الاتصال المعاصرة،
وبالتالي للترويج لحماية البيئة من خلال دراسة إرث البشرية الإنساني، بوصفه وسيلة
ضرورية لإحياء وعي الأمة المعاصر بذاتها وبتاريخها للوقوف عند مسؤولياتها في
مواجهة تدهور أحوال البيئة العالمية.
إرسال تعليق