التنوع في مصادر الطاقة
اليوم، هناك ما يقرب من خمسمئة مفاعل نووي يعمل في أكثر من ثلاثين دولة، ويمد العالم بأكثر من 15 % من مجمل الطاقة الكهربائية. وبالرغم من ذلك فإن التوقعات العالمية تشير إلى زيادة الطلب على مصادر الطاقة المتجددة الأخرى. والسبب هو تطور تقانة توليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية، فضلاً عن أن المصادر الأخيرة أكثر أماناً وأبسط تكنولوجياً. فمن المتوقع أن يتم بناء أكبر منشأة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 1GW عام 2009، وفق تصريح شركة M&W Zander & Partner باستعمال الخلايا الضوئية PV cells، وهي تكاد تعادل نصف حاجة الأردن من الطاقة الكهربائية.
كما تتطور اليوم صناعة توربينات الرياح بحيث أصبح الجهاز الواحد يتألف من عمود ضخم يحمل شفرة يبلغ قطرها نحو 180 متراً وتولد طاقة تتراوح بين MW 12 – 8، ويعني ذلك أن بضع مئات من هذه المراوح العملاقة التي ستشرع أوروبا في تركيبها عام 2009 سوف تؤدي مثيلاتها إلى اكتفاء الأردن من الطاقة. وإذا كانت تكلفة الطاقة المنتجة بهذه الوسائل أكبر من تكلفة إنتاجها بالوسائل التقليدية، كالغاز والنفط مثلاً، هل هذا سبب كاف لمحدودية طموحاتنا في هذا المجال، وبخاصة في ضوء ارتفاع أسعار النفط المضطرد وضبابية اتفاقات الغاز على المدى الطويل؟
إن فكرة التنوع في مصادر الطاقة فكرة في غاية الأهمية، ولكننا يجب أن نحذر من الاحتكارات الغربية في مجال الطاقة النووية، بحيث لا نعتمد عليها بصورة أساسية. فالتنوع ضروري والطاقة الكهربائية يمكن أن يتم إنتاجها من طاقة الشمس وطاقة الرياح كذلك، مع إدراكنا لبعض العقبات الماثلة أمامنا. وقد أصبح إنتاج هذه التكنولوجيا متطوراً للغاية بحيث أخذت مؤخراً تنافس مصادر الطاقة التقليدية (طاقة الرياح، مثلاً، وضمن سرعات مرتفعة).
في حال إنتاج طاقة الرياح يمكن الاعتماد على الخبرات الغربية لفترة قصيرة نسبياً؛ بحيث تصبح بعدها الكوادر الأردنية قادرة على إدارة شؤونها بنفسها؛ إدارة تامة وكاملة ومن دون إشراف احترازي من هيئات دولية تنتهك السيادة الوطنية، على عكس الطاقة النووية التي سيكون الإشراف عليها محتماً لفترات طويلة جداً؛ لغايات ضمان السلامة العامة والأمن الإقليمي والعالمي وما إلى ذلك. وربما تتفاجأ دول الجنوب بعد بضع سنين من الاستثمار أن افتتاح المفاعلات للإنتاج التجاري غير ممكن!

Post a Comment

Previous Post Next Post