يتم
توليد الطاقة الكهرومائية من مياه
الأنهار الطبيعية أو الاصطناعية بعمل سدود تجمع
المياه خلفها، ثم يسمح للمياه بالسقوط الحر لتحريك توربينات تقوم بدورها بتوليد
الطاقة الكهربائية، كسد الفرات في سورية الواقع بالقرب من مدينة الرّقة؛ الذي
يولـّد 880 كيلو واط/ ساعة من الكهرباء. وهناك مشروع قناة البحرين (البحر الأحمر–
البحر الميت) الذي يقدر له أن ينتج نحو 850 كيلو واط / ساعة من الكهرباء عند
تشغليه، ومشروع السد العالي في مصر، وغيرها من مشروعات كهرومائية في الوطن العربي.
وإذا عدنا إلى تاريخ إنتاج الطاقة
الكهرومائية في العالم، نجد أن إيطاليا قد شرعت في توليد الطاقة الكهربائية من
البخار عام 1904 في منطقة Tuscany – Larderello،
وبدأ إنتاج الكهرباء تجارياً عام 1913، في حين بدأت آيسلندا في استثمار الطاقة
الحرارية الجوفية منذ عام 1930.
ومن
الأمثلة المعاصرة التي يمكن أن نقتدي بها تجربة النرويج، حيث تحصل على 99% من
استهلاكها للكهرباء من الطاقة الكهرومائية، فيما تشكل الطاقة الكهرومائية 73% من
استهلاك دول جنوب أمريكا من الكهرباء(9).
ومن الدول التي تمتلك إمكانات هائلة لتوليد الطاقة
الكهرومائية: الصين والولايات المتحدة الأمريكية وجنوب كندا وآسيا وأوروبا
واليابان، وبعض مناطق شرقي الاتحاد السوفياتي السابق.
وقد استثمرت أوروبا أكثر من نصف طاقاتها المتوافرة
لتوليد الطاقة الكهرومائية، وهي تكافئ ضعف ما تنتجه آسيا، بالرغم من أن الأخيرة
تمتلك أربعة أضعاف قدرة أوروبا على إنتاج الطاقة الكهرومائية وبالرغم من أن دولاَ،
كألمانيا، قد استثمرت معظم مواردها المائية المتوافرة لإنتاج الطاقة الكهرومائية.
وهذا الخلل يمكن ربطه بفقر دول آسيا وعلاقات الشمال جنوب المضطربة، ويتمظهر هذا
الخلل في أوضح صورة من خلال تخلف إفريقيا في إنتاج الطاقة من مصادرها المائية، حيث
تنتج إفريقيا اليوم نحو 5% فقط من الطاقات العظيمة الكامنة لديها، ومعظم هذه
النسبة تنتجه ثلاثة سدود فقط، هي:
سد كاريبه Kariba في إفريقيا الشرقية، وسد أسوان في
مصر، وسد أكوسومبو Akosombo
في غانا(10).
تعتبر الطاقة الكهرومائية طاقة نظيفة لا تؤدي إلى تلوث
في الهواء، ولكن مساحة المشروع
الكبيرة تؤثر على البيئة المحلية وتغير من معالمها،
فمجال أثرها يمتد من البيئة الطبيعية والاصطناعية إلى مجال البيئة الاجتماعية
والجمالية ونحوهما، فضلاً عن أن تخزين المياه يُحدث بعض الحركات الزلزالية بفعل
الضغط المرتفع على القشرة الأرضية؛ الذي يحفز حركة الصفائح التكتونية التي تطلق
الطاقة الهائلة المختزنة على جهتي الفالق على شكل هزات أرضية. كما يمكن أن يهدد
السد المناطق المنخفضة إذا انهار بفعل خطأ إنشائي أو عمل عدواني أو ربما إذا تعرضت
المنطقة إلى زلزال مدمّر، كما حدث مؤخراً من مخاطر بعد زلزال سيشوان في الصين.
إرسال تعليق