بالرغم من ارتفاع أسعار توليد الكهرباء من
الطاقة الشمسية، مثلاً، بواسطة الخلايا الشمسية،
فإن الأبحاث اليوم قد خفضت من سعر
الكيلو واط المنتج بمعدلات كبيرة نتيجة الأبحاث المتلاحقة في هذا المضمار، حيث تم
هذا العام (2008) اختراع لواقط شمسية من السيليكون معززة بنتوءَات صغيرة جداً Nano Spikes بحيث تزيد من كفاءَتها
بقدر كبير. فلا داعي للخوف إذاً من ارتفاع سعر الكيلو واط المنتج في أيامنا هذه من
الخلايا الشمسية، لأن الأسعار ستهبط إلى أقل من النصف، وبخاصة في البلدان التي تزيد شدة الشمس الساقطة 3 – 5 مرات عن معدل
شدتها في أوروبا، الأمر الذي سوف يجعل من السعر (25 سنتاً أمريكياً) ينخفض إلى 12
سنتاً وربما أقل.
لقد آن الأوان أن نستعد لحصد ثمار هذه النعمة الكبيرة
التي تتمتع بها بلادنا العربية ونخصص لها الأراضي ونجهزها بالبنية التحتية
المناسبة، ونزرع محيطها بالأشجار كي نحميها من الأغبرة والزحف الصحراوي ونحو ذلك
من معيقات.
وتأتينا الأدلة على أهمية هذا المصدر من
الطاقة من إنتاج العالم من الكهرباء بالخلايا الضوئية منذ عام 1996، حيث ازداد
الإنتاج في العالم بمقدار 51% عام 2007 ليصل إلى نحو 10 GW،
حيث تم إنتاج نحو 3 GW في عام 2007 وحده(2).
تقود ألمانيا العالم في إنتاج الكهرباء من
الخلايا الضوئية، حيث أنتجت ألمانيا وحدها
1.063 GW
عام 2007، تلتها اليابان. ومن أهم أسباب نجاح ألمانيا في ذلك هو تعهد الحكومة
بشراء الكهرباء من هذه الأنظمة بأسعار تفضيلية، حيث توفر هذه الصناعة وظائف لنحو
40,000 ألماني. كذلك طفقت دول العالم المتقدمة في التنافس لتوليد الكهرباء من
الخلايا الضوئية، إذ يمكن اعتبار اليابان في المركز الثاني ثم الولايات المتحدة
الأمريكية وتليها أسبانيا. وتحتكر هذه الدول الإنتاج بحيث أن الطلب على هذه
التكنولوجيا أصبح مرتفعاً جداً بحيث لم تعد الشركات المصنعة تنظر في طلبات الشراء
المتواضعة من الدول الفقيرة أو النامية إلا بعد سنوات طويلة.
يتوقع بعض الخبراء أن ترتفع حاجة العالم
إلى الطاقة في عام 2030 بمقدار 60% مما كانت عليه في عام 2002، وتتوقع بعض
السيناريوهات أن يتم تغطية هذا الطلب المتزايد بالتوجه صوب إنتاج مصادر الطاقة
المتجددة والنظيفة (طاقة رياح وكهرومائية وشمسية وحرارية جوفية) مع انحدار في
كميات الوقود الأحفوري المستخدم في إنتاج الطاقة.
أما الطاقة النووية فإن إنتاجها يبدو أنه سوف يرتفع في
العالم، ربما لمدة عقد أو عقدين حيث تكون مصادر الطاقة المتجددة عند ذلك قد اشتد
عودها وغدت تنتج بكميات كبيرة وبوتيرة متسارعة وبأسعار منافسة، فيتم بعدها انحسار
الطلب على الطاقة النووية للمشاكل التقنية والاستراتيجية والتلويثية التي ترافق
مراحل إنتاجها.
إرسال تعليق