نتطلع
للاستفادة من تجارب بريطانيا التي شرعت في التحضير لبناء ستة مفاعلات نووية لتعويض
المفاعلات القديمة التي ستتوقف عن العمل بعد أعوام نتيجة قدمها. وسوف يكـُـلف بناء
ستة مفاعلات حوالى 12 بليون جنيه إسترليني، وهذا يعني بليوني جنيه إسترليني
للمفاعل الواحد. وهذه الأسعار مرشحة للارتفاع الفلكي في ضوء ما نشهده من عدم
استقرار في السوق العالمي وفي ضوء الهيمنة التكنولوجية التي تقودها الدول المتقدمة
بالتنسيق فيما بينها على اقتسام العالم.
والمفاعلات
التي تعمل حالياً في بريطانيا تنتج نحو 19 % من حاجة المملكة المتحدة للطاقة
الكهربائية، فيما يشكل الغاز رافداً لإنتاج حوالى 40 % من الطاقة الكهربائية.
والرقم الأخير لنسبة الغاز الطبيعي كبير نسبياً وخطير أيضاً، فقد اتضح ذلك في شتاء
2006 عندما انقطعت إمدادات الغاز من روسيا وأوكرانيا عن بريطانيا لأسباب تتعلق
بالاختلاف على أسعار الغاز. فأغلب الظن أن البريطانيين سوف يخفضون اعتمادهم على
الغاز في المستقبل مقابل تطوير مصادر الطاقة الأخرى، ومنها الطاقة النووية، أو
أنهم سيدعمون مشروع وصول خط الغاز العربي إلى أوروبا.
هناك
شروط لإنشاء المشروع: المادة الخام واستدامتها، المادة الأولى المصنعة، رأس المال،
الاحتكارات، الخبرات وتطويرها، تحقيق الحد الأدنى من درجة الأمان، العلم
والتكنولوجيا. فهل جميع هذه الشروط متوافرة لدينا؟
الأجدر
التوجه صوب إقامة البنية التحتية لمصادر الطاقة المتجددة والنظيفة التي لا تنضب،
كطاقة الشمس والرياح والحرارة الجوفية المتوافرة والمتجددة ذاتياً باستمرار؟ صحيح
أن إنتاجها ما زال مكلفاً اليوم ولكنه سوف يصبح منافساً واقتصادياً في القريب
العاجل بارتفاع أسعار النفط أو اقتراب نضوبه. لذلك ينبغي الشروع بتأسيس القاعدة
العلمية والتقانية والاجتماعية والمادية (البنية التحتية) للتحضير للمستقبل كما
فعلت بعض دول الخليج الغنية بالنفط.
وهل
يجوز ألا تشير الاستراتيجية الوطنية للطاقة إلى أي طموحات ملموسة في مجالي الطاقة
الشمسية والطاقة الحرارية الجوفية، ولو بنسب متواضعة ومشاركة في رفع درجة حرارة الماء
المبدئية، وبخاصة في ضوء نتيجة استدلالاتنا في هذه الدراسة الموجزة عن مدى
"نظافة" و"استدامة" و"تجدد" الطاقة النووية
التقليدية؟
إرسال تعليق