ترشيد استهلاك الطاقة
.
هناك مصادر عديدة للطاقة، منها ما هو
تقليدي، كالوقود الأحفوري السائل،
أي مشتقات النفط التي نعرفها، الوقود بأنواعه،
ومنه البنزين والديزل والكاز، وكذلك الغاز الطبيعي والوقود الأحفوري الصلب، ومنه
الفحم الحجري والنباتي أيضاًَ.
ومن
هذه المصادر نقوم بتزويد مركباتنا وحارقات المراجل لتدفئة البيوت وتشغيل المصانع،
كما نقوم بتشغيل محطات توليد الكهرباء بالديزل والزيت الثقيل والغاز. وهذه المصادر
جميعها تتجه صوب النضوب خلال عقود قليلة من الزمن، لذا، بات ضرورياً الترشيد في
استهلاكها لإطالة أمد الانتفاع منها، ولمواجهة التلوث الذي يصيب العالم باحتراقها
بكميات غير مسبوقة في تاريخ البشرية، فضلاً عن ضرورة ترشيد استهلاكها نتيجة ارتفاع
أسعارها بشكل كبير ولانخفاض دخول الأفراد وتآكل مدخراتهم، وبخاصة في الدول الأقل
حظاً والواقعة جنوب الكرة الأرضية.
والترشيد هنا يأتي بمعنى اتخاذ الإجراءَات
التي من شأن القيام بها الحد من هدر الطاقة التقليدية ، والتي تشهد ارتفاعاً
كبيراً في الأسعار عالمياً، إذ تجاوز البرميل الواحد مئة وأربعين دولاراً في النصف
الأول من عام 2008، إذاً، فإن ترشيد الاستهلاك أصبح ضرورياً لارتفاع أسعار الوقود.
ثم
إن احتراق الوقود يؤدي إلى تلوث كبير بالبيئة كما شرحنا في فصل الطاقة والتلوث/
الفصل الثالث، وعليه، فإن ترشيد الاستهلاك يؤدي إلى تقليل كمية الغازات الملوثة
للبيئة والمنبعثة عن الاحتراق.
وهذا ما نحن في أمس الحاجة إليه أيضاً في ضوء
التلوث المتعاظم التي تعاني منه المدن ، ، وفي ضوء ظاهرة الانحباس الحراري التي
يعاني منها العالم بأسره.
إرسال تعليق