معنى الشفاعة والفرق بين الشفاعة
المثبتة والشفاعة المنفية :
الشفاعة
الشفاعة في اللغة: اشتقاقها
من الشفع الذي هو ضد الوتر ويدل على ضم شيئين ومقارنتهما، وتعنى الانضمام إلى آخر من
أجل نصرته وأركانها ثلاثة
:
أما الشفاعة في الاصطلاح: فقد
عرفها ابن الأثير بقوله: "هي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم". وعرفها الشريف الجرجاني بقوله: "هي السؤال في التجاوز
عن الذنوب من الذي وقع بالجناية في حقه" ونقل السفاريني -رحمه الله- في تعريفها
أنها: "سؤال الخير للغير".
المراد بالشفاعة المثبتة
والشفاعة المنفية
فأما المثبتة:
فهي التي ثبتت بالنصوص الشرعية.ومنها شفاعات النبي صلى
الله عليه وسلم: كالشفاعة العظمى في أهل الموقف، وشفاعته صلى الله عليه وسلم في أهل
الكبائر من أمته، وشفاعته صلى الله عليه وسلم في استفتاح باب الجن،ة وكذلك شفاعته في
عمه أبى طالب لتخفيف العذاب عنه .
ومنها أيضا شفاعة الأنبياء والملائكة
والشهداء والصالحين يوم القيامة، وشفاعة أبناء المسلمين الذين ماتوا قبل أن يبلغوا
الحلم في آبائهم ... كل ذلك ثبت بالنصوص الصحيحة من الكتاب والسنة.
وأما المنفية: فهي التي نفاها القرآن الكريم ودل النقل الصحيح والعقل الصريح
على نفيها. وهي التي يتشبث بها الغلاة من القبوريين ومن شابههم وكذلك الشفاعة التي
يدعيها أهل الشرك لأصنامهم، وهي المذكورة أيضاً في هذه الشبهة التي نحن بصدد دحضها
والرد على القائلين بها.
وقد أخبرنا الله تعالى عن المشركين
الذين زعموا أن أصنامهم وتماثيلهم تشفع لهم عند الله تعالى، كما قال تعالى: {مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:3]، وقال تعالى: {هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا
عِنْدَ اللَّهِ} [يونس:18].
وهذه الشفاعة
تختلف عن الشفاعة المثبتة؛ لأن الشفاعة عند الله ليست كالشفاعة عند البشر لأن الشفاعة
عند البشر قد تحصل بدون إذن المشفوع إليه أو دون رضاه عن المشفوع له لسبب من الأسباب
بخلاف الشفاعة عند الله تعالى كما سبق بيان ذلك.
كما أن الله تعالى نفى هذا النوع من الشفاعة بقوله
تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ
لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأنعام:51].
وبقوله عز وجل: {قُلْ لِلَّهِ
الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} [الزمر:44].
فثبت بطلان تمسك هؤلاء القبوريين
بالأحاديث التي وردت في الشفاعة وبطلان ادعائهم بأن ما يفعلونه من دعاء الأموات والاستغاثة
بهم والنذر والذب لهم ليس من الشفاعة المثبتة في الشرع بل هو من نس الشفاعات المنفية
المناقضة للتوحيد
.
ومن شبهات هؤلاء أيضا ادعائهم التمسك
بظواهر النصوص التي تثبت أن من أتى بكلمة التوحيد فقد برئ من الشرك وصار موحدا..
ولا شك أن كلمة "لا
إله إلا الله " هي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى،
وهي التي جعلها إبراهيم -على نبينا وعليه السلام- كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون،
كلمة عظيمة يدخل بها الإنسان في الإسلام، ويخرج بها من دائرة الكفر إلى ساحة الإيمان،
وليس المراد قولها باللسان مع الجهل بمعناها، فإن المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار
في الدرك الأسفل من النار، مع كونهم يصلون ويتصدقون، بل المراد قولها مع معرفتها بالقلب،
ومحبتها ومحبة أهلها، وبغض من خالفها، ومعاداته، ولكلمة: (لا إله إلا الله) أركان وشروط،
فأركانها: اثنان نفي وإثبات، وحد النفي من الإثبات (لا إله) أي: نافيًا جميع ما يعبد
من دون الله، وحد الإثبات (إلا الله)، أي: مثبتًا العبادة لله تعالى وحده لا شريك له
في عبادته كما أنه لا شريك له في ملكه، وأما شروطها فسبعة لا تصح هذه الكلمة، ولا تنفع
قائلها إلا إذا استجمعت له تلك الشروط
إرسال تعليق