مصادر الطاقة التقليدية
يمكن الحصول على الطاقة من المصادر التقليدية التالية :-
1)     الوقود العضوي كالأخشاب والمخلفات الزراعية كالقش وجفت الزيتون وغيرها، والدهون الحيوانية وهي مواد تقليدية كانت تستعمل في الماضي قبل اكتشاف الفحم والنفط، وما زالت تستخدم في الأرياف والدول الفقيرة وفي المواقد التقليدية.
2)     الفحم الحجري وهو ناتج دفن نباتات ضخمة عاشت في مستنقعات عصور جيولوجية مغرقة في القدم، فتحولت إلى فحم نتيجة الضغط المرتفع والحرارة العالية في ظل انعدام وجود الأكسجين.
إنّ تعدين الفحم الحجري السطحي يشوه سطح الأرض ويساهم في التعرية السطحية للغطاء النباتي الحاضن للحياة المتنوعة والمثبت للتربة من الانجراف، أما تعدينه العميق فمرتفع التكلفة ويصاحبه إطلاق غازات ملوثة.
إن احتراق الفحم الحجري يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين الكربون وغيرها، فضلاً عن رماد متطاير في الجو، الأمر الذي يؤدي إلى سقوط أمطار حامضية تلوث التربة والمياه وتضر بالنباتات وتصيبه بالتلون Colored necrotic symptoms ونحو ذلك. وله دور كبير في تلويث البيئة ورفع درجة حرارة الأرض، وما يترتب على ذلك من نتائج كارثية قمنا بدراستها في الفصل الثاني.
                فيما يسبب البنزين الذي يحتوي على الرصاص أمراضاً وأضراراً عصبية متنوعة Neurological Damages، كذلك تؤدي المواد المضافة إلى البنزين كمادة MTBE بدلاً من الرصاص لرفع كفاءَة الاحتراق ورقم الاوكتان إلى تلوث بالبيئة.
وقد بدأ استخدام هذه المادة في العالم منذ أواخر السبعينيات لتحسين نوعية هواء المدن، وقد تم إدخالها في الأردن من دون القيام بدراسات تقييم الأثر البيئي واتخاذ إجراءَات في البنى التحتية للمرافق في مصفاة البترول كي تضمن عدم ضررها بالمياه الجوفية، وبالمحاصيل الزراعية، كما نبّهت وزارة المياه والري، وذلك بفعل ذوبان المادة المضافة إلى البنزين في الماء فضلاً عن تطايرها في الهواء في الظروف الاعتيادية لتصل إلى الإنسان مباشرة عن طريق الرئتين.
وقد أشار تقرير الهيئة القومية الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا في عام 1997 عن الأعراض الصحية الحادة التي أصيب بها المواطنون في المناطق التي استخدمت فيها مادة MTBE على البنزين، وعن وصول هذه المادة إلى مناسيب المياه السطحية والجوفية، ومنذ ذلك الوقت والولايات في أمريكيا تتسابق لمنع استخدام هذه المادة. ونحن شرعنا في إنتاجها عام 2008 من دون سابق إنذار لتضيف إلى تلوث الهواء بالديزل الأردني، السيء الذكر، الأمر الذي يؤدي إلى تعريض المواطنين للإصابة بأمراض الربو المزمن وسرطان الرئة ومشكلات والتهابات متعددة في الجهاز التنفسي بمجمله(4).
3)     الصخر الزيتي أو الرمل الزيتي، وهو مصدر للنفط المختبئ بين ثنايا الرمال أو الصخور بنسبة نحو 10 %، كما هي الحال في الأردن. وتعدينه يصاحبه تشويه لسطح الأرض، كما أن استخراج النفط منه ملوث كبير للبيئة ويستهلك كميات كبيرة من المياه، وقد شرعت بعض الأبحاث في تطوير وسائل تقلل من استخدام المياه بإعادة استخدامها مرة أخرى حماية للبيئة من التلوث.
                ومن المتوقع بدء إنتاج الطاقة الكهربائية بالحرق المباشر للصخر الزيتي عام 2015 بطاقة توليدية تتراوح ما بين 600 إلى 900 ميجاواط، ومع حلول عام 2020 سيبدأ إنتاج النفط بمعدل 37000 برميل يومياً(5).
4)     النفط، الذي تكوّن نتيجة ترسب الكائنات البحرية والبكتيريا على قاع المحيطات وردم هذه الكميات الهائلة في الطين، إذ تحوّلها الطبيعة بفعل قوتي الضغط والحرارة إلى نفط وغاز، ويتم فيما بعد استخراج النفط ثم تشرع مصافي النفط في عملية التقطير وتكسير المواد الهيدروكربونية؛ لاستخراج البنزين والديزل والكاز وغيرها من المشتقات.
وتطلق المركبات التي تعمل على الوقود التقليدي غازات CO، CO2، SO2، NO2، H2S، وجزيئات عالقة في الهواء وغيرها. يتحد غاز أول أكسيد الكربون مع الهيموغلوبين في الدم ويمنع الأكسجين من الاتحاد به، لذلك هو غاز سام، إذ يخفض كمية الأكسجين الضرورية للوظائف الحيوية في الجسم. أما غاز كبريتيدالهيدروجين، وهو غاز سام كحال أول أكسيد الكربون، فيتحد مع هيموجلوبين الدم محدثاً نقصاً في الأكسجين ويمنع وصوله بكفاءَة إلى خلايا الجسم المختلفة.
وتؤدي صناعة النفط إلى تلوث الهواء بأكاسيد النتروجين والكبريت والنشادر وكبريتيد الهيدروجين وكبريتيد الهيدروجين وأول أكسيد الكربون وغيره من الغازات السامة الملوثة للبيئة، وتطلق صناعات الألومنيوم والأسمدة الفوسفاتية العديد من مركبات الفلور الضارة بالبيئة وبطبقة الأوزون، وتطلق مكبات النفايات غازات الميثان والنشادر وكبريتيد الهيدروجين وأكاسيد الكربون وما إلى ذلك.
كما تنتشر أكاسيد الحديد من مصانع إنتاج الحديد والصلب، وينبعث غاز الميثان من مزارع الأبقار، وإذا أضفنا إلى ذلك ما تطلقه المركبات من غازات مماثلة لما ذكرناه سابقاً، فضلاً عن بروميدات وكلوريدات الرصاص والهيدروكربونات ومركبات الكبريت، فإننا نعيش اليوم في عالم ملوث، نستنشق الهواء الملوث ونأكل الخضروات التي يتم زراعتها في أراض ملوثة تـُروى بمياه سطحية ملوثة، ونأكل الأسماك التي تعيش في بحار ملوثة، والمواشي التي تقتات بالنباتات والحشائش الملوثة بالرصاص على جوانب الطرق، فأين هي البيئة النظيفة والتنمية المستدامة التي نتحدث عنها؟




Post a Comment

Previous Post Next Post