الفحم الحجري وهو ناتج دفن نباتات ضخمة عاشت في مستنقعات عصور
جيولوجية مغرقة في القدم، فتحولت إلى فحم نتيجة الضغط المرتفع والحرارة العالية في
ظل انعدام وجود الأكسجين
.
إنّ تعدين الفحم الحجري السطحي يشوه سطح الأرض ويساهم في
التعرية السطحية للغطاء النباتي الحاضن للحياة المتنوعة والمثبت للتربة من
الانجراف، أما تعدينه العميق فمرتفع التكلفة ويصاحبه إطلاق غازات ملوثة.
إن احتراق الفحم الحجري يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من
غاز ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين الكربون وغيرها، فضلاً عن رماد متطاير
في الجو، الأمر الذي يؤدي إلى سقوط أمطار حامضية تلوث التربة والمياه وتضر
بالنباتات وتصيبه بالتلون Colored
necrotic symptoms ونحو ذلك. وله دور كبير في تلويث البيئة ورفع درجة
حرارة الأرض، وما يترتب على ذلك من نتائج كارثية قمنا بدراستها في الفصل الثاني.
فيما يسبب البنزين الذي يحتوي على الرصاص
أمراضاً وأضراراً عصبية متنوعة Neurological Damages، كذلك تؤدي المواد المضافة إلى
البنزين كمادة MTBE
بدلاً من الرصاص لرفع كفاءَة الاحتراق ورقم الاوكتان إلى تلوث بالبيئة.
وقد بدأ استخدام هذه المادة في العالم منذ أواخر
السبعينيات لتحسين نوعية هواء المدن، وقد تم إدخالها في الأردن من دون القيام
بدراسات تقييم الأثر البيئي واتخاذ إجراءَات في البنى التحتية للمرافق في مصفاة
البترول كي تضمن عدم ضررها بالمياه الجوفية، وبالمحاصيل الزراعية، كما نبّهت وزارة
المياه والري، وذلك بفعل ذوبان المادة المضافة إلى البنزين في الماء فضلاً عن
تطايرها في الهواء في الظروف الاعتيادية لتصل إلى الإنسان مباشرة عن طريق الرئتين.
وقد أشار تقرير الهيئة القومية الأمريكية للعلوم
والتكنولوجيا في عام 1997 عن الأعراض الصحية الحادة التي أصيب بها المواطنون في
المناطق التي استخدمت فيها مادة MTBE على البنزين، وعن وصول هذه المادة
إلى مناسيب المياه السطحية والجوفية،
ومنذ ذلك الوقت والولايات في أمريكيا تتسابق
لمنع استخدام هذه المادة. ونحن شرعنا في إنتاجها عام 2008 من دون سابق إنذار لتضيف
إلى تلوث الهواء بالديزل الأردني، السيء الذكر، الأمر الذي يؤدي إلى تعريض
المواطنين للإصابة بأمراض الربو المزمن وسرطان الرئة ومشكلات والتهابات متعددة في
الجهاز التنفسي بمجمله(4).
إرسال تعليق