يركز تحليل الإنماء على مساهمة التليفزيون في نقل الصور الذهنية على المدى البعيد

        تحدث عملية الإنماء ببطء من خلال نقل الرموز الشائعة على المدى البعيد. فعلى سبيل المثال: أشارت إحدى الدراسات إلى أن كثرة المشاهدة من جماعات نوعية مختلفة، يميلون إلى تأييد الاتجاه السائد في التليفزيون الأمريكي نحو (( العلم )) باعتباره مهنة متناقضة وذات مخاطر، في حين لوحظ أن الأشخاص الذين يداومون على قراءة المجلات العلمية يتبنون نظرية إيجابية نحو العلوم، ولكن كثيفي التعرض للليفزيون من بين من يداومون على قراءة المحلات العلمية يشاركون الاتجاه السائد في التليفزيون من حيث النظرة السلبية تجاه العلوم، ويعكس هذا التقارب في النظرية لدى كثيفي المشاهدة ما نطلق عليه (( الاتجاه السائد )) الذي يركز عليه التليفزيون. ويكشف تحليل الإنماء عادة عن مثل هذه المقارنات والارتباطات بين كثيفي التعرض وقليلي التعرض للتليفزيون في إطار تجانس نسبي ومقارنة بين الجماعات. وكشفت الدراسات السابقة أن كثيفي المشاهدة من جماعات نوعية مختلفة يستنبطون معاني مشتركة بنسبة أكبر من قليلي المشاهدة. ( Signorielli, & Morgan, 1990: 258-259 )
        ونظرية الإنماء لا تستخدم الخطي البسيط الذي  يعتمد على ( مثير / استجابة ) في دراسة العلاقة بين محتوى وسائل الإعلام والجمهور، وإنما تستخدم بدلاً من ذلك نتائج تراكم التعرض على المدى البعيد Long-term cumulative consequences لنظام من الرسائل يتسم بالثبات والتكرار، ولا يعتمد على الاستجابة الفورية قصيرة الأمد، أو التفسيرات الفردية لمحتوى وسائل الاتصال. أي أن تحليل الإنماء يعتمد على قياس الأثر التدريجي بدلاً من التغيير الفجائي.

Post a Comment

Previous Post Next Post