تمنية
الروح وإشباع حاجتها في الإيمان بالله
كان
تكامل الإسلام إعطاء كل من الجسد والروح حقهما ليؤديا واجباتهما على الوجه الصحيح
والطبيعي , فدعا إلى تنمية الجسد بأكل الحلال الطيب , وشرب الحلال النافع , والبعد
عما يضره , وذلك من جنس ما خلق منه البدن وهو الأرض فقال تعالى { فَلْيَنظُرِ
الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا
الْأَرْضَ شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً *
وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَّتَاعاً
لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ }[عبس / 24- 32] .
فحرم
الإسلام القتل وشرب الخمر , ونهى عن الإسراف والبخل , وحث على الرياضة البدنية ,
والنظافة الجسدية , وحسن التجميل وغير ذلك مما يحفظ البدن ويقوم بحقه وحفظه .
كما
دعا الإسلام إلى تمنية الروح وإشباعا حاجتها في الإيمان بالله واليوم الآخر
والتفكير الرشيد والتأمل الصادق وطاعة الله في الجملة وذلك من جنس ما خلقت منه قال
تعالى { إِذْ قَالَ رَبُّكَ
لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ
وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }[ص/ 72،71] . فروح الإنسان نفخة
كريمة ربانية ونماؤها يكون بامتثال وحي الله والحياة في نور ذلك الوحي الذي هو
حياة الروح قال تعالى { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ
أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن
جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ
لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }[الشورى/52] .
فوحي
الله حياة للروح ,
وروح للحياة , إذا ما امتثله الإنسان والتزمه واعتبر الإسلام
عقل الإنسان سر تميزه فدعا للحفاظ عليه وجعله من مقاصد الشريعة العظمى , وحكم
القلب السليم والفطرة النقية في معرفة
البر من الإثم , والصدق من الكذب , وأمر بأداء الطاعات لما فيها من امتثال أمر
الله , ثم حياة للروح وتلبية حاجاتها وإشباع أشواقها , وإشاعة النور في جوانبها
وغير ذلك .
أقام
الإسلام ذلك في تكامل وواقعية وتواؤم الإنسان المتكامل الواقعي في حياته عقيدة
وشريعة وخلقا . وكل شي غير الإسلام إنما هو شقاء وبلاء على الحياة والأحياء.
إرسال تعليق