الفرق بين إدارة الأعمال وإدارة المنظمات الحكومية أو ما يُعرف بالإدارة العامّة،
الإدارة العامّة ترتبط بالدولة ومؤسساتها، بينما إدارة
الأعمال ترتبط مباشرة بمشاريع الأعمال الهادفة إلى تحقيق الربح، أي بإدارة
المشاريع على أسس اقتصادية(1)[1].
وعليه فقد تأثر
وارتبط مفهوم الإدارة العامّة وممارستها في الفكر الإداري الغربي الحديث بالنظر
إلى دور الدولة وتطوره من مفهوم الدولة الحارسة(2)[1]
إلى مفهوم الدولة ذات الوظائف الاجتماعية والاقتصادية والذي بدأ يظهر في أعقاب
الثورة الصناعية الَّتي أدَّت إلى فقدان الفرد للعائلة التي كانت تزوده بمجمل ما
يحتاجه اجتماعياً؛ وبالتالي ظهرت الحاجة إلى قيام الدولة ببعض هذه الوظائف، أما
على صعيد الفكر الإسلامي فقد قرَّر منذ البداية قيام الدولة بوظيفة اجتماعية
واقتصادية بجانب الوظيفة السيادية.
وبغض النظر عن
المشاركين في وضع الأهداف العامة،
وهل تشترك فيه الإدارة العامة أم يضعها
السياسيون فقط؟ فإنّ قيام الدولة بتحقيق أهداف عامّة يحتاج إلى جهاز إداري يحقق
هذه الأهداف؛ وبالتالي تنشأ المنظمات العامة التي تهدف إلى تحقيق الأهداف العامة.
ولقد زاد من أهمية الإدارة العامة الحربين العالميتين؛ حيث زادت الأعباء الملقاة
على عاتق حكومات الدول لإعمار ما دمرته الحروب في ظلّ تحطم البنى الإنتاجية وندرة
الموارد الطبيعية، وبعض الدول عانت من ندرة الموارد البشرية، كلّ هذا أدّى لإلقاء
المزيد من الأهمية على الأسلوب الإداري المعتمد على العلم والمنهج العلمي الذي
تتبعه الحكومات للتغلب على هذه الصعوبات. وقد قام الفكر الإداري في مجال الإدارة
العامة9[1]
في النصف الأول من القرن الماضي على تحليل طرق الأداء في العمل الحكومي، وإرجاعها
إلى عنصرين متميزين وهما اتخاذ القرارات والتنفيذ. وكذلك اعتبار الإدارة العامة
علماً يمكن تطبيق المنهج العلمي عليه. والسعي وراء تحقيق الكفاية في الوظائف
العامة. أما في النصف الثاني من القرن الماضي فقد أخذ الفكر في مجال الإدارة
العامة10 إلى الرجوع عن الفصل التام بين مجال السياسة والإدارة العامة.
وخفت حدة السؤال فيما إذا كانت الإدارة العامة علم أم فن؟ وانه علم له قواعده التي
تنطبق في جميع الأحوال والأزمان. وقد برزت أهمية التخطيط في هذه الفترة ووجدت دول
كثيرة تأخذ بمبدأ التخطيط القومي.
(1)
[1] يُلاحظ في الوقت المعاصر امتداد مفهوم إدارة
المنظمات على أسس اقتصادية حتى لو كانت غير هادفة إلى تحقيق الربح أو كانت منظمات
عامّة.
(2)
[1] الدولة الحارسة أو الدولة السيادية هي التي
تقوم بثلاث وظائف أساسية وهي الدفاع (ضد الأعداء الخارجيين) والأمن (للأفراد داخل
المجتمع) والقضاء (لفض منازعات الأفراد وحفظ حقوقهم)، وأصحاب هذا الرأي لا يرون
قيام الدولة بأي وظيفة ذات طابع اقتصادي أو اجتماعي.
إرسال تعليق