جوهر
المنهج السلوكي الطب النفسي
فتغير
الحركة مفهوم سلوكي معاصر، أصله الثابت الحقيقي من أول حركة تعبدية في الوجود، وهي
حركة السجود، عندما سجد الملائكة بأمر ربهم بعد خلق آدم عليه السلام، فلم يكن قبل السجود
حركة، فالحركة من أول الخلق عبادة خالصة لله وحده سبحانه، ثم افترض الله الصلاة،
بما فيها من حركة، هذه الحركة جعلها الله في الصلاة منهجاً سلوكياًَ، يصل بالنفس إلى
راحتها واطمئنانها، ويتآلف مع تغيير الحركة في الصلاة، تنظيم التنفس بتلاوة القرآن
الكريم، ثم يكتمل المنهج بركن التصور وهو ما يتحقق بالإحسان في العبادة هذا هو
جوهر المنهج السلوكي وهذه أركانه التي يستوفيها طبيب النفس قبل أن تبدأ المعالجة
بالجلسات النفسية السلوكية بنظام السلم المتدرج Hierarche والطبيب هو الذي يتولى هذه المهمة كاملة، فيصمم بنفسه
طريقة التدرج حسب الأعراض التي يشكو منها المريض، ومنها المخاوف بأنواعها المختلفة
تبدأ بالمعالجة بتصور المواقف التي تسبب أعراض الخوف، وهذا التصور يجعل المريض
يتفاعل معها وكأنها تحدث في الحقيقة .
ويكرر
الطبيب على المريض هذه المعالجة، ومع تكرار الجلسات تتحسن الأعراض وتخف حدة المعاناة.
وبعد
نجاح هذه المحاولة يبدأ الطبيب مع مريضه سلسلة أخرى من الجلسات النفسية، بالمواجهة
الحقيقية في الحياة العامة بنفس النظام المتدرج، فإذا كان المريض يخاف من الزحام أو
يخجل من مواجهة الناس، فيبدأ الطبيب معه، بمواجهة شخص واحد، ثم شخصين، ثم ثلاثة ويتدرج
بمواجهته حتى يصل إلى الأعداد الكبيرة .
هذه
الطريقة السلوكية التي استحدثها علماء النفس، ليعالجوا بها الآفات النفسية، تتحقق بطريقة
اضمحلال العادة، وهو ما أطلق عليه علماء المدرسة السلوكية
Desenstization وذلك باستعمال السلم المتدرج فإذا تذكرنا أن المدرسة
السلوكية، انحدرت من أصل ديني، فليس من العسير أن نعود بحقائق هذا العلم إلى أصله
الحقيقي
فهل
يخطر ببالك أيها القارئ الكريم أن السلم المتدرج Hierarche أصل من أصول العلم الذي جاء به القرآن الكريم في محكم
آياته، وإذا كان العلماء القدامى والكهان وفلاسفة الهند والصين جاؤوا به، فقد
التقطوه من أصول ديانات سماوية انحرفت أو اندثرت وبقيت آثارها تحمل بقايا أصالتها
وتشهد على صدق منبعها، والدليل أوضح من أن نختلف عليه، لأنني سأحدثك عن أول سلم
متدرج عرفه البشر، جاء به القرآن من عند الله، وهذا يعني أنه، علم نزل إلى الأرض
من بداية الرسالات، وعلى هذا فللبشر أن يأخذوا به وأن يرتقوا فيه .
Post a Comment