المسئولية الشخصية
تعني
تحمل الفرد نتيجة أعماله الشخصية الاختيارية , ومسئوليته عنها أمام الله ثم أما نفسه
، ثم أما المجتمع , في الدنيا والآخرة .
ورغم
ذلك فالمسئولية الشخصية لا تخلو من مسئولية عامة أو اجتماعية فإذا كان المسلم
مسئولاً عن عقيدته وعباداته ومعاملاته وسلوكه الشخصي ,
فإنه أيضاً مسئول عن :
-
والديه وبرهما أو عقوقهما .
-
عن أبنائه وتربيتهم أو إهمالهم.
- عن مجتمعه
وأمنه ونظامه ونهضته و غير ذلك .
كل
ذلك يعني الترابط والتكامل بين شقي المسئولية .
لكن
هناك ما هو مسئول عنه بمفرده , وما هو مسئول عنه مع غيره محاسب على نيته وقصده وإن
لم يظهر في صورة عمل وسلوك حيث إن الله بكل شي عليم , يعلم الظاهر والباطن , كما
أنه محاسب عما تكلم به أو عمله وظهر منه.
هنا
يقوم الطلاب والطالبات بذكر أدلة على مسئولية الإنسان الفردية عن سلوكه وعمله .
أدلة
على المسئولية الفردية :
قال
تعالى {
أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا
سَعَى}[النجم/38،39]
، أي كل نفس ظلمة نفسها بكفر أو شي من الذنوب , فإنما عليها وزرها لا يحمله عنها
أحد , ولا يحصل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه .
فأعظم
ما يسأل عنه المرء إنما هو نفسه , وأعظم ما يطلب له النجاة والفوز إنما هو نفسه ,
ومن حمل نفسه على المعالي وطلب الفردوس الأعلى , فإنما يقدم الثمن وهو النية
والجهد والمجاهدة وحمل نفسه على الخيرات والمداومة على الطاعات
.
قال
صلى الله عليه وسلم- ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره
فيما أفناه , وعن شبابه فيما أبلاه , وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه , وعن
علمه ماذا عمل فيه ) .
وقال
عليه الصلاة والسلام ( إن الله سائل كل راع عما استرعاه ) .
فهذه
المسئولية الشخصية باستشعارها تحمل الإنسان على الإتقان وطلب النجاة من عذ1ب الله
والفرار منه سبحانه إليه تعالى .
والمسئولية
تدفع إلى اغتنام العمر والشباب والمال والعلم وسائر ما منحه الله في طاعة الله ,
ولذلك من أيقن أنه ميت وانه محاسب ومسئول اجتنب المعاصي واكتسب المعالي .
وقد
ضرب لنا سلفنا الصالح أروع الأمثلة في الإحساس بالمسئولية حتى ماتوا وما ماتوا
ناهيك عما بذله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في سبيل تبلغ الدعوة ونصح الأمة
ونفع الإنسانية , وقد تربى على يديه خير جيل عرفته الدنيا واستشعروا المسئولية
الشخصية الجماعية حتى قال عمر – رضي الله عنه – ( لو عثرت دابة في العراق لخشيت أن
يسألني الله عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر ؟ ) وهو الذي قال : حاسبوا أنفسكم
قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ....)
ومن
استشعارهم المسئولية حمل أمانة الدعوة ونشرها في آفاق الدنيا المعمورة فضحوا
بالراحة والوطن والأهل , ليعيش من بعدهم ومن معهم في غير بلدانهم في النور الذي
عاشوا فيه وينعموا بفضل الله ودينه وها نحن ومن بعدنا يجري أجر إسلامنا إليهم .
فحرى
بكل مسلم أن يستشعر مسئوليته , ويقوم بواجبه , ويؤدي رسالته , بدافع من إيمانه
بالله ورسوله , ووازع من رقابته الذاتية أي رقابه أخرى ليسعد ويسعد غيره , ويأمن
ويؤمن لغيره سبل الخير والصلاح وما التزم الأخلاق الحميدة إلا أثر عظيم من أثار
استشعار تلك المسئولية.
إرسال تعليق