القراءة
المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قواعد
الترتيل في أم الكتاب،ليس فيها بعد ذلك إلا أن يستوفي المصلي كيفية نطق الحروف من
مخارجها ولا ينسى القارئ أن الغين(غ) والضاد(ض) حروف استعلاء(تفخيم) وهذه قراءة
حفص ووصل آيات الفاتحة لا يصل به المصلي على تدبر المعنى كاملاً لأن كل آية موسوعة
عقائدية وحدها فالوصل صحيح في مقام العبادة، ولكنه لا يصل إلى صدق الفهم وكمال التدبر فالاتفاق في قراءة أم الكتاب هو
الوقوف على رؤوس الآيات، والصلاة صحيحة بفضل من الله إذا قرأت أم الكتاب صحيحة،
ولكن صحة الصلاة ليس معناه إجادتها وتمامها، ويتفاوت أجرها عند الله حسب الإجادة
والكمال معاً.
هذه
القراءة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفس هذا الأداء المتميز تحقق فائدة
نفسية واضحة، وهو تنظيم التنفس بالتدريب الإيقاعي Breathing Excercises .
وأول
من تحدث عن تنظيم التنفس الإيقاعي بترديد فقرات إيقاعية منغمة هم خبراء رياضة اليوجا
عندما ألزموا المريض أن يردد أثناء تدريبات الجسم كلمات هرووووومم هري ييييي م م هر
آآآآ م م . وأخذ عنهم أستاذنا الدكتور محمد زكي سويدان في كتابه الصلاة صحة ووقاية
وعلاج، وقال : إن قراءة أم الكتاب تحقق تنظيم التنفس . وقال إن في أم الكتاب ما
يقرب من عشرين مَداً هي التي يحدث بها
تنظيم التنفس وتحقق بمفاهيم الصحة الجسمية القوة والنشاط، ولكن المدرسة السلوكية
المعاصرة التي أخذت عن اليوجا تحقق فائدة أخرى بمفاهيم علماء النفس ويقولون إن
تنظيم التنفس يبعد الشد والتوتر عن الأعضاء، ويحقق للنفس اطمئنانها وراحتها، وبهذا
تستقر المفاهيم على قراءة أم الكتاب بمفاهيم الصحة الجسمية تحقق القوة وتجدد
النشاط وبمفاهيم الصحة النفسية تبعد الشد والتوتر عن الأعضاء، وهذه إضافة جديدة
بمفاهيم علماء المدرسة السلوكية المعاصرة.
وتصبح
القراءة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم محققة لهذه الفائدة الجسمية والنفسية
معاً.
فقد
كان رسول الله صلى الله عيه وسلم يقف على راس كل آية ويمد بها صوته، فإذا انتهى إلي
كلمة الضالين كان هذا كافيا أن يخرج ما في صدره من زفير يستنشق بعدها شهيقاً كاملاً
ممتلئاً، ويتحقق هذا بما ذكره الإمام ابن القيم في " زاد المعاد"
بأن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له وقفة بعد قراءة الفاتحة بمقدار ما يتراد إليه
نفسه، ، ولم يقل لنا صلى الله عليه وسلم إن أم الكتاب تستوفي تنظيم التنفس
ولكنه ألزم بقراءتها في الصلاة فقال صلى
الله عليه وسلم: " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
وقال
(ص) كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج فهي خداج"
هذه
بعض أسرار أم الكتاب لا يمكن أن نصل إلى أبعادها أو أن نسبر أغوارها ومن أسرارها العظيمة
دعوة مستجابة .
فما
حقيقة هذه الدعوة ؟إنها الصراط المستقيم، إنها تلاوة القرآن الكريم.
إرسال تعليق