الحج : ركن من أركان الإسلام الخمسة ،
وهو فرض من الفرائض التي علمت من الدين
بالضرورة، ومن ينكر الحج يعتبر كافرًا ومرتدًّا
عن الإسلام، والمختار لدى العلماء أن إيجاب
الحج كان سنة
ست بعد الهجرة؛ لأنه تنزل فيها قوله تعالى:
{وَأَتِمُّوا
الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} (البقرة: من الآية: 196) ودل على فرضية الحج الكتاب والسنة؛ فمن الكتاب الكريم قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ
مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (آل عمران: من الآية: 97) ومن السنة الحديث السابق المشهور: ((بني الإسلام على خمس...)) ومنها الحج.
وعن الحسن بن
علي -رضي الله
عنه-: ((أن رجلًا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني جبان وإني ضعيف؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-:
هلم إلى جهاد لا شوكة فيه الحج)).
وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: ((يا رسول الله، ترى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور))، ويمحق الحج الذنوب ويطهر النفس من الدنس روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى
الله عليه وسلم: ((
من حج فلم يرفث، ولم يفسق؛
رجع كيوم ولدته أمه)).
وللحج آثار
تربوية منها :
أ - يجرد الحج
المسلم من
علائق الدنيا ؛ لأنه رحيل إلى الله بملابس الإحرام التي تذكر الإنسان بموقفه أمام ربه يوم الحساب ، متجردًا من كل ما سوى العمل
الصالح ؛ فهو من هذه الناحية تربية روحية .
ب - يربي الحج
المسلمين على
الارتباط العلمي برباط الأخوة الإسلامية، ونبذ روابط الجاهلية؛ فهو تربية اجتماعية هادفة.
جـ - يحفظ الحج
للجسم صحته،
وللنفس سلامتها عن طريق النظافة والطهارة والمشي والهرولة، والضبط لبعض متطلبات النفس التي تمتنع عليها، من الإحرام حتى الإحلال. وإذا
ارتبط ذلك بالدعاء والتلبية وقراءة القرآن،
وأداء المناسك؛ فإنه يعتبر تربية صحية ونفسية وروحية؛ لأنه
ينمي في النفس
جوانبها المادية والروحية.
إرسال تعليق