هل الاسلام صالح
لكل زمان ومكان والدليل على ذاك
القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان بسبب
قابلية تأويله وتجديد أحكامه
الشرعية والاجتماعية. وهنا يمكن لنا أن نقول أن
القرآن ليس محصورًا على قومية ما ولا لجماعة من العلماء والفقهاء ولا لزمن معين
ولا لدولة محدَدة. أما عن أسباب نزوله على العرب ولمحمد عليه الصلاّة والسلام، لها
دلالات وحكم إلهية كثيرة، مثل نزول الكتب السماوية الأخرى وحتى الصحف، لأنبياء القوميات
الأخرى وعلى لسان ذلك اللغة. ونحن كمسلمين لا نفرق بين الأنبياء والرّسل وكلهم
أخوة لأنهم أبماء آدم وحواء وأخوة في الدين والتوحيد.
صلاحية الشريعة للناس في كل زمان ومكان :-
صلاحية الشريعة للناس في كل زمان ومكان :-
مصادر
الشريعة الإسلامية هي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وما يتفرع عنهما من
مصادر وأصول مرتبطة بهما ، وهي محددة في كتب الأصول والكتاب والسنة بما تضمناه من
نصوص وأحكام ، جاءت على قدر كبير من الدقة والأحكام الموروثة والمبادئ العامة
والقواعد المقررة ، مما يجعل هذه الشريعة صالحة لكل زمان ومكان ، تتسع لكل تطور
وتتطور الحياة في ظلها بلا أي توقف أو وقوع حرج أو ضيق ، بل إنها تحفظ للإنسان
توازنه في بنائه وتكوينه وتلبية مطالب حياته في شكل متكامل واضح ومرن .
وأمور الناس
في الحياة : إما ثابتة مستقرة لا يتطرق إليها التحول أو التغيير باختلاف الزمان أو
المكان ، وإما أمور قابلة للتغير والتبدل والانعطاف ، وتختلف النظرة إليها من وقت
لآخر ، وتختلف فيها الأفهام ، وهذا يحتاج إلى ضبط وتقييد يتسع لكل المتغيرات
والظروف ، ويحفظ فيها الحق وحسن الأداء تحت كل الظروف والمتغيرات .
وتبعا لهذه
الأمور الموجودة في الحياة جاءت نصوص الشريعة على ضربين متمايزين ينتهيان إلى مصب
واحد وهو جلب المصالح للعباد ودفع الضرر عنهم في كل زمان ومكان .
أما الضرب
الأول من النصوص فإنها جاءت أحكامها نصية لا مجال للاجتهاد فيها ، وقد شملت أقساما
من أحكام الدين وأصول التعامل لأن هذه
الأحكام لا
تتغير ولا تتبدل مع اختلاف الزمان أو المكان ،
وهذا واضح في مجال العقيدة في الله
وتوحيده وإخلاص العمل له ، لأن الإنسان يحتاج إلى هذه العقيدة كحاجته إلى الطعام
والشراب والنكاح وقد فطر على ذلك ، والألوهية ومقتضياتها لا تتغير ولا تتبدل لا
باختلاف الزمان ولا المكان .
وكذلك جاءت
أحكام الشريعة في قواعد الأخلاق ومحاسن العادات والآداب على اختلافها إذ هي أمور
تظل مطلوبة ومحمودة في كل الظروف والأحوال .
كما أن لبعض
المعاملات التي تتصل بعلاقات الأفراد في محيط الأسرة وأحكام النكاح والطلاق
والحضانة وغيرها صيغة استقرار ، كلها جاءت أحكامها تفصيلية لأنها لا يختلف الحكم
فيها باختلاف الزمان أو المكان .
والميراث هو
الآخر قد تولى الله بيانه بنفسه سبحانه ، فأعطى كل ذي حق حقه بلا وكس ولا شطط ،
ولم يترك فيه مجالا لمجتهد إلا في مسائل فرعية بسيطة نادرة الوجود ، بل جاءت
النصوص في هذه الأحكام كلها نصية من كتاب الله .
وكذا تحريم
بعض المعاملات كالربا وبيع ما لا يجوز بيعه ومنع الضرر والجهالة في المعاملات .
كما شملت العقوبات
كلها مثل :
1 - عقوبة الردة
عن الإسلام .
2 - عقوبة الزنا .
3 - عقوبة السرقة .
4 - عقوبة القصاص
في النفس وما دونها .
5 - عقوبة القذف .
6 - عقوبة قطع
الطريق .
7 - عقوبة شرب الخمر .
إرسال تعليق