الإدارة العامّة وإدارة الأعمال
تتولى المنظمات العامة تحقيق أهداف عامة
بينما تتولى منظمات الأعمال تحقيق أهداف خاصة بمالكيها، وهنا يجب علينا أن نفرق
بين المنظمات العامة التقليدية (والتي غالباً تقوم على مفهوم الدور التقليدي
للدولة والذي يحصرها في الدفاع والأمن والقضاء) ، وبين المنظمات العامّة لوظائف
الدولة المستحدثة في المجال الاجتماعي والاقتصادي. فالظروف التي تعمل فيها كلا
النوعين من المنظمات قد تختلف، ففي الحالة الأولى تكون الوظائف حكر على الدولة
فمثلاً لا يستطيع الأفراد القيام بإنشاء وزارات للخارجية، أو إصدار عملة، أما في
الحالة الثانية فيمكن للأفراد تأسيس منظمات تؤدي نفس مهام المنظمات العامة
الاقتصادية كتقديم خدمة معينة (مياه أو كهرباء مثلاً). وحقيقة أنّ مدى اتساع أو
ضيق وظائف الدولة سواء التقليدية أو المستحدثة يعتمد على تطور المجتمع ومدى
اقترابه أو بعد من تطبيق فكرة الدولة الحارسة، فعلى سبيل المثال يمكن أن تكون
الكهرباء مملوكة للدولة في مجتمعٍ معين بينما هي ملكية خاصة في دولة أخرى، أو
ملكية مشتركة في دولة ثالثة وهكذا.
وعليه إذا ما قارنا بين المنظمات العامّة
التقليدية ومنظمات الأعمال سنجد أنهما يختلفان في عوامل أساسية هامة، وعلى رأسها
ما يلي:
1. احتكار
الدولة لخدماتها كالجيش وإصدار النقود.
2. سلطة
فرض القوانين والأنظمة والتعليمات المنظمة لسلوك أفراد المجتمع جميعاً سواء
العاملين ضمن المنظمات الحكومية أو غير
العاملين ضمنها.
3. سلطة
فرض القوانين والأنظمة والتعليمات لجمع الأموال عن طريق الضرائب والرسوم والجمارك(1)[1].
وهناك عوامل أخرى
اختلف الكتاب فيها، فالبعض اعتبرها فروقاً جوهرية بينما الآخرون لم يعتبروها كذلك،
وأهم هذه العوامل ما يلي14[1]:
1.
تهدف الإدارة العامة إلى تحقيق خدمة
عامة، بينما تهدف منظمات الأعمال إلى تحقيق الربح.
2.
تلتزم المنظمات العامة بقاعدة
المساواة بين المواطنين.
3.
يقوم الموظف في الإدارة العامة بتأدية
عمله من خلال مركزه الوظيفي وليس الشخصي.
4. عمل
الإدارة العامة من خلال المنظمات العامة ذات الحجم الكبير.
بينما انتقد الفريق
الآخر هذه العوامل بأنها لا تمثل فروقاً جوهرية بين المنظمات العامة ومنظمات
الأعمال ، حيث أنّ أي منظمة تهدف في الأساس إلى تقديم خدمة (أو سلعة) مفيدة
للمجتمع الذي تعيش فيه وإلا فإنها ستموت ولا تستمر. كما أن المساواة مفترضة سواء
في المنظمات العامة أو منظمات الأعمال. أمّا الحجم فنلاحظ أن هناك منظمات أعمال من
الضخامة بمكان وأن موازنتها تفوق موازنة وزارة.
(1) هذا
العامل يؤدي إلى اختلاف أساسي في اعداد الموازنات، فعند اعداد الموازنة العامة
تبدأ الدولة بتخطيط نفقاتها، بينما في حالة الموازنة في منشآت الأعمال تبدأ
المنشأة بتخطيط ايراداتها.
Post a Comment