لا بد ان يترافق مع مضمون ادب الاطفال اسلوب مناسب يتفق مع مستوى الاطفال وقدراتهم وخبراتهم فالكاتب بحاجة الى التعرف على قاموس الطفل في كل سنة من سنوات عمرهم لاستخدام الفاظه فيما يكتبه لهم ولمعرفة ما ينبغي اضافته لهذا القاموس من المفردات والالفاظ.

تعريف الاسلوب:
يمكن تعريف الاسلوب بأنه "طريقة يستعملها الكاتب في التعبير عن موافقة والابانة عن شخصيته الادبية المتميزة عن سواها ولا سيما في اختيار المفردات وصياغة العبارات والتشابه والايقاع ويرتكز على اساسين: احدهما كثافة الافكار الموضحة وخصبها وعمقها او طرافتها، والثاني تنحل المفردات وانتقاء التراكيب الموافقة لتأدية هذه الخواطر بحيث تأتي الصياغة محصلا لتراكم ثقافة الاديب ومعاناته[1].

والاسلوب من حيث الشكل وتبعا للتقاليد المتوارثة على انواع[2]:
أ‌.  السهل الواضح، الطبيعي.
ب‌.  المزخرف الموقع، الزاجر بالتشابيه والاستعارات والالوان.
ت‌.  المعتدل الذي يراوح بين البساطة والزخرفة.

واهم ما في الاسلوب اللغة أي الفاظ الكاتب يستعمل كاتب الاطفال لغة سهلة بسيطة بعيدة عن التعقيد مناسبة للاطفال وهناك عدة اساليب للتعبير ومن هذه الاساليب الحوار.
والحوار من المقومات المهمة للبناء القصص فهو يضفي على القصة لمسة حية لانها تخفف من بعض الرتابة التي تفرض نفسها على السرد القصصي فيريح القارىء من المتابعة ويبعد عنه الشعور بالملل ويجعل القصة تبدو في نظر الطفل اكثر واقعية كما يعين على ابراز فكرة القصة وتجسيد وقائعها والتعبير عما يجيش في نفوس الشخصيات من احساسات وانفعالات.
والحوار من اهم الوسائل التي يعتمد عليها الكاتب في رسم الشخصيات فهو يساعد على التصوير الواضح لها فالشخصيات لا تبدو واضحة الا اذا بدت من خلال القصة وهي تناقش وتتحدث وفوق ذلك فإن الحوار يجعل القصة اكثر تشوقا حين يجد الطفل شخصيات قصته تتخاطب وتتصارع كما يحدث تماما في مواقف الحياة والطفل يستمع الى ردود افعالها في كل موقف.
وكثيرا ما يكون الحوار السلس المتقن مصدرا من اهم مصادر المتعة في القصة لذا فإن الحوار المعبر ليس فقط سبب من اسباب حيوية السرد وتدفقه وسبب من اسباب تطور الاحداث واستحضار الحلقات المقفودة منها ولكن وظيفته الحقيقية في القصة رفع الحجب عن عواطف الشخصية واحساساتها المختلفة وشعورها الساخن تجاه الاحداث او الشخصيات الاخرى المختلفة وهو ما يسمى عادة بالبوح او الاعتراف على ان يكون ذلك بطريقة تلقائية تخلو من التعمد والافتعال[3].


[1]  مقدادي، 108-109.
[2] المصدر السابق، 109.
[3] قنادي، 163.

Post a Comment

أحدث أقدم