الإعاقة
السمعية
عملية الكلام لدى
الطفل عملية مكتسبة تعتمد اعتمادا كبيرا على التقليد والمحاكاة الصوتية اذ انها
ذات اساس حركي وآخر حاسي فهي تبدأ باصدار
اصوات لا ارادية (مظهر حركي) ثم تكتسب
بعد ذلك دلالات معينة نتيجة لنمو المدركات الحاسية والسمعية والبصرية(مظهر
حاسي)وبالتالي لا يمكن لكلام الطفل ان يستقيم ما لم يكن هناك توافقا بين المظهرين
الحركي والحاسي
ويتعلم الطفل ان
الكلام واللغة وسيلة للتفاهم والتعبير عن الافكار وبث المشاعر والاحاسيس بين
الافراد من خلال عمليات التحدث والاستماع والمناقشة وبذلك يتشكل ادراك ووعي الطفل
بالعالم من حوله من خلال نموه اللغوي وبدون حاسة السمع لا يشعر الطفل بالاصوات
والالفاظ وينعدم تفهمه للكلام ومن ثم لا يمكنه تقليدها
ولذلك من اخطر ما
يترتب على الاعاقة السمعية هو عدم استطاعة الطفل المشاركة الايجابية في عمليات
اكتساب اللغة اللفظية فلا يستطيع بناء الاساس اللازم لتنمية لغته وتطوير ادراكه
ووعيه بالعالم الخارجي المحيط به
والطفل المعاق سمعيا
يعاني من صعوبات او تشوهات نطقية نتيجة لافتقاده العوامل السمعية التالية :
أ-تمييز الاصوات
ان تمييز الاصوات
اللغوية مرتبط ارتباط وثيقا بالعوامل السمعية فالطفل الذي يعاني من ضعف سمعي يجد
صعوبة في تمييز الاصوات المتقاربة وبالتالي يفتقد القدرة على النطق السليم
وفي هذا الصدد اهتمت
بعض الدراسات بالمهارات الادراكية السمعية كأسباب رئيسية لاضطرابات النطق حيث
اشارت نتائج تلك الدراسات الى ان التمييز السمعي يرتبط بوضوح بالنطق خاصة عندما
يكون المطلوب اداؤه يتضمن احكاما تمييزيه للاصوات .
ب-تمييز درجة
النغم
لقد اشارت الدراسات
التي اجريت حول العلاقة بين تمييز درجة النغم وصعوبات النطق الى ان الاطفال الذين
يعانون من اضطرابات النطق اقل قدرة على تمييز الاصوات المتصلة بدرجة النغم كما
أشارت دراسات أخرى إلى أن هناك عوامل وأسباب خارجية تلعب دورا أساسيا في عملية
النطق غير السليم مثل المناخ الدراسي غير السليم للنمو اللغوي لدى الطفل سواء في
المنزل أو المدرسة الذي قد يكون سببا من أسباب الصعوبة التي يواجهها الطفل في نطقه
للأصوات اللغوية ومن العوامل التي غالبا ما تؤدي إلى إضطرابات النطق لدى الأطفال
ما يلي
1-
تعرض الطفل لنماذج النطق المشوه مما يؤدي بالتالي إلى
تقليدها حيث يسمع الطفل تلك النماذج بشكل متكرر من أحد أفراد العائلة أو من أقرانه
حيث تصبح تلك الأصوات الخاطئه جزءا من
نظامه الصوتي العام فقط ينطق أحد أفراد
العائلة صوتا مثل صوت اللام بدلا من الراء وعندما يسمع الطفل هذا الإبدال بشكل متكرر يتعلمه كنمط من أنماط
كلامه وأحيانا أخرى يحاكي أحد الأفراد المحيطين بالطفل طريقة كلامه المعين في
سنوات عمره مما يرسخ في ذهن الطفل أن ما يسمعه من الكبار هو ذلك النطق الصحيح
2-
عدم وجود الحوافز والدوافع لتغير نطق الطفل غير السليم
حيث يعتبر البعض أن التشجيع من الوالدين للتعبير عما يجول في خاطر الطفل من أهم
العوامل التي تلعب دورا أساسيا في الإكتساب السوي للغة نطقا وتعبيرا حيث أن
الأطفال في مرحلة الحضانة أو مرحلة إكتساب اللغة يميلون للتعبير عن أنفسهم بكلمات
قليلة فإذا استجاب الوالدين لهذا بطريقة فورية قد يسبب ذلك عدم
التمرن على النطق بطريقة سليمة وواضحة كما أن الطفل الذي لا يجد الحافز و
العناية لدفعه ولتعديل نطقه للأصوات اللغوية يصبح من الصعب تغير نطقه بعد أن تكون
النماذج الخاطئة للنطق قد ترسخت وأصبحت النمط المهمين على نطق الطفل والنماذج التي
يتعرض لها الطفل في الأسرة تلعب دورا أساسيا في إكتسابه لتحصيله اللغوية فاستخدام
التقليد والتكرار لكل كلمة تصدر عن الطفل والتدعيم والإثابة الذي يقدمه الطفل
يساعد الطفل على التعرف على الأشياء المحيطة حيث يقدر الطفل ما يسمعه
3-
عدم وجود الإهتمام العاطفي الكافي في أحد الوالدين أو
كليهما يؤدي إلي الميل للإنعزال والشعور بعدم الأمان مما كان له الأثر الأكبر في
مشكلات النطق (أمين , سهين 2005)
Post a Comment