أما مفهوم النادي في الميدان التربوي فقد جاء في دليل الحياة المدرسية الصادر عن الوزارة صيف السنة الماضية»النادي التربوي آلية لتفعيل أنشطة الحياة المدرسية، وهو مجموعة متجانسة من المتعلمين من مختلف المستويات الدراسية ، تجمعهم صفة الميل المشترك للأنشطة ، نحو انشغال النادي ، بحيث يقبلون على الانخراط التلقائي والفعلي في انجازها، تحت إشراف تربوي، مما يتيح لهم تكوين مجموعة من الخبرات والكفايات التربوية في جو يسوده الشعور بالانتماء ، وقبول الاختلاف، والتطوع والمبادرة والعمل الجماعي والتعاون والتضامن» من هذا التعريف المقتضب يمكن استخلاص أن النادي التربوي فضاء وإطار والية لتفعيل الحياة المدرسية عبر مجموعات متجانسة وتلقائية وفعلية وعملية باعتماد العمل الجماعي والمبادرة والتطوع والمشاركة الايجابية والمنافسة الشريفة بإشراف من الأستاذ المنسق لتحقيق أهداف معينة.
وفي تعريف آخر «... والنادي التربوي فضاء لتبادل وتعميق الخبرات والتعلمات وربطها بالواقع المحلي والاني، يتوارى في مجاله ذاك المتعلم المتقبل للمعلومات بشكل سلبي ، ليحل محله المتعلم المشارك والمبادر « فالأندية التربوية إذن مجال وفضاء تربوي يتيح للمتعلم هامشا من الحرية قصد شروط الإبداع والابتكار في موضوع اهتماماته، كما انه فرصة زمنية ومكانية لتكييف الأنشطة المفعلة للحياة المدرسية مع مكونات الواقع المحلي والإقليمي بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية ... ، كما أن النادي إطار يكسب المتعلم مجموعة من السلوكات والمواقف الايجابية والمهارات والقدرات التي تمس جميع المجالات المشكلة للشخصية الإنسانية فالنقد البناء والاستقلالية واحترام الغير وقبول الاختلاف والشجاعة في اتخاذ القرارات، والعمل الذاتي والجماعي، كلها أنشطة تساهم أنشطة النادي التربوي بقسط وافر في ترسيخها في شخصية المتعلم .
أهداف الأندية التربية.
إذا كانت أنشطة النادي التربوي تستهدف تفعيل الحياة المدرسية والرقي بأفعالها وتجويد أنشطتها ، فانه من الطبيعي أن تكون أهداف أنشطة النادي التربوي ذات علاقة وطيدة ومتينة مع ادوار الحياة المدرسية ومقوماتها . وهي أهداف تروم في إطارها العام ، تحقيق تربية سليمة أساسها تعدد الأساليب والأبعاد والمقاربات والمساهمات بفضل نهج تربوي نشيط قائم على إقصاء كل أشكال التلقي السلبي والعمل المفرط في التمحور على الذات في مقابل تشجيع اعتماد التعلم الذاتي بالموازاة مع المشاركة في الاجتهاد الجماعي ، وذلك في إطار رؤية شمولية وتوافقية بين جميع الأطراف الفاعلة والمتدخلة في الحياة المدرسية.
إرسال تعليق