سيطرة ألفرس على بغداد
تعرض الحكم العثماني
لهزات كبيرة ممهدة باحتلال فارسي ثاني فان بعد العرق عن القسطنطينية ومشاكل الخاصة
او قعته بسلسلة من المشاكل الداخلية كما ان ضعف الامبراطورية العثمانية لم يكن اقل
تاثيراً من تمهيد الامر لذلك الوضع اذا جاء بعد السلطان سليمان القانوني عدد من السلاطين
المفسدين غير المقتدرين وبدا الفساد يدب في الادارة والحكومة واخيراً اصبح الجيش الانكشاري
الذي اركان الامبراطورية ووسع رقعتها من اهم العوامل في تدهورها وقد سرى هذا التدهور
الى الولايات فان ضعف النظام الاداري
العثماني للعراق بسبب ضعف قدرات وقصر فترات عهودهم
لاعتمادهم على الجيش الانكشاري والاسباهية الذي اصبحوا مصدراً للفتنة وبؤر للفساد مما
دفع الولاة الى تشكيل قوات محلية ما حدثت صدامات مسلحة بين القوات العثمانية والقوات
المحلية وقد استبد الانكشاريون بالحكم في بغداد مرتين لانهم كانوا اقوى من بقي التشكيلات
الاخرى.
الحركة الاولى (
سنة 1603 – 1604م).
ظهر القائد الانكشاري
( محمد بلوك باشا ابن احمد الطويل) بعد ان ورث منصبه عن ابيه قاد انقلابه وسيطر على
بغداد وعبثا حاولت القوات التي ارسلها السلطان احمد الاول ( سنة 1603- 1604 م) بقيادة
نصوح باشا الى ديار بكران تفعل شيئاً فاستتب الامر بيد الطويل ولكنه اغتيل فجاة من
قبل كاتب ديوان ( سنة 1607م) ونصب اخاه مكانه وعملت الحكومة العثمانية على القضاء عليه
فارسلت محمود باشا بغية اقضئه وتولى باشوية بغداد فوصل الموصل ودخل في مفاوضات سرية
مع سحب القوات العسكرية من بغداد التي كانت واسطة لحل النزاع القائم في حكومة بغداد
الذي تنازل الى محمود باشا السلطة ونجح في مساعيه ونصب والياً على بغدد.
الحركة الثانية:
التي كانت اكثر اهمية
وخطورة تلك المرحلة التي قادها ( بكر الصوباشي) ( رئيس الشرطة) احد ضباط الانكشارية
في بغداد وكان قد تنفذ في بغداد كثيراً مكتسباً العشرات من الاتباع وبدا نفوذه بالازدياد
حتى اصبح الرجل الاول لبغداد منذ عام (1619م) بحيث اصبح الوالي يخشى سلطانه ودفعت الاوضاع
بالوالي يوسف باشا بترقب الفرصة المواتية للايقاع به وقد حاول ارساله على راس قوة لمحاربة
بعض القبائل واستعد يوسف باشا لقتاله ولكن بكر صوباشي تمكن من الانتصار على يوسف باشا
وقتله واصبح الصوباشي حاكماً مستقلاً لبغداد ثم بدأ يفكر بالحصول على الاعتراف بحكمه
لولاية بغداد من الدولة العثمانية.
وقد اصدر الباب العالي
اوامره حافظ احمد باشا
والي ديار بكر لقيادة حملة الى بغداد للقضاء على بكر الصوباشي.
فتوجهت الحملة ووصلت الى بغداد وفرضت جيوش السلطان الحصار حول بغداد، فأدرك الصوباشي
انه لا يستطيع الصمود امام اعدائه فبادر الى الاستنجا
بالشاه عباس الصفوي
الكبير ( 1587- 1629م) اذ بعث اليه رسولاً يحمل مفاتيح المدينة على ان يكون هو الحاكم
فيها ، فوجد عباس الاول الفرصة مواتية لاعادة السيطرة على بغداد ، فبعث بجيش كبير لاحتلال
العراق، نتيجة لموقف عباس الكبير رفع جيش السلطان الحصار عن بغداد واعترف بالصوباشي
والياً على بغداد بعد ان عقدوا معه صلحاً، ولكن استمرت القوات الفارسية الزحف على بغداد
وفرضت الحصار وطلب عباس الاول من الصوباشي يطلب منه تنفيذ ما اتفقا عليه، فأجابه الصوباشي
(( قد تصالحت مع السلطان فوليت بغداد فأرجع وانا مستعد لدفع نفقات الحملة)) فغضب الشاه
وحاصر بغداد وكان بالقلعة محمد بن بكر الصوباشي فخان أباه واستوثق لنفسه الامان وفتح
باب القلعة ليلاً وادخل عسكر الشاه الى ان امتلأت القعلة وعند الصباح ضربت طبول الشاه
عباس ودخل بغداد وارسل احد قواته الى كركوك ثم الموصل وانتهى بذلك حكم العثمانيين للعراق
بعد قرابة ( 90 ) تسعين سنة من احتلال العراق.
حملة مراد الرابع
على بغداد عام 1638م:
قام العثمانيون بمحاولات
متكررة لاعادة السيطرة العثمانية على العراق ، وباءت محاولات الصدر الاعظم حافظ احمد
باشا 1625م. وقد فشلت ايضاً وبقيت سيطرة الفرس الثانية على بغداد حتى سنة 1638م عندما
جرد السلطان مراد الرابع ( 1623- 1640) حملة فقام بحصار بغداد لمدة ( 40 ) اربعين يوماً
ففجر اسورارها ودخلها بعد ان اتفق مع حاميتها على الانسحاب من بغداد بعد ان اعطاهم
الامان فاخلف الاتفاق وعمل السيف بالحامية الفارسية. وانتهى الحكم الصفوي في بغداد
ثم نظم ادارتها وعين الوزارء عليها وقد عقدت معاهدة بين العثمانين والفرس ( معاهدة
زهاب 1639 م) لتحديد الحدود بين الطرفين في العراق واعتبرت هذه المعاهدة جذراً تاريخياً
للمعاهدات العثمانية الفارسية التي عقدت فيما بعد فتوقف الصراع العثماني الفارسي لفترة
من الزمن على اثر توقيع هذه المعاهدة وقدنصت على بنود منها:-
1. على ان تكون بدرة وجصان ومندلي والسهول الواقعة
بين تلك المدن ومجموعة العشائر المتنوعة التي تقطن تلك المنطقة تابعة الى حدود الدولة
العثمانية.
2. يعد الممر الستراتيجي المؤدي الى شهرزور حداً
جغرافياً فاصلاً بين الدولتين.
3. تعد بغداد مدينة عثمانية.
إرسال تعليق