نصب الجنرال نابليون من قبل حكومة الادارة قائد الجيش الشرقي في 12 نيسان 1798 واصدرت بياناً توضح فيه اسباب الغزو وكلفت الجنرال بقيادة عسكرية كبيرة على مصر وطرد الانكليزي من بلاد الشرق والقضاء على مراكزها التجارية.
وعهدت اليه حفر قناة السويس من خلال البرزخ الموصل بين البحرين المتوسط والاحمر وضمان حرية الملاحة الفرنسية في البحر الاحمر.
ابحرت الحملة الفرنسية من ميناء طولون في شهر مايس 1798 وهي مؤلفة من 36 الف مقاتل مع عدتهم من اسلحة ومؤمن ورافقتها 146 رجلاً من العلماء المستشرقين والاطباء والفنانين والرسامين برفقة ادواتهم وكتبهم واجهزتهم وكان من بينهم اعضاء في الاكادمية الفرنسية على جزيرة مالطة في 9 حزيران 1798 واتخذها بونابرت قاعدة عسكرية موصلة بين الطرفين علماً بان الحملة كانت تمضي دون اي اعلان اذ كانت سرية في تحقيق اهدافها خوفاً من الانكليز ومطاردة اسطولهم القوي الذي كان يسيطر على البحر المتوسط بقيادة (نلسن) وبعد ان سيطرة الحملة على جزيرة ( كريت) التفت الحملة البحرية في اواخر شهر حزيران لكي تقترب من الشواطيء المصرية وكان (نلسن) قد غادر الاسكندرية قبل ثلاثة ايام بحثاً عن اتجاه الاسطول الفرنسي في البحر المتوسط.
نزلت القوات الفرنسية قرب مدينة الاسكندرية في 1 تموز 1798 وكان اهالي الاسكندرية يستعدون لتحصين قلاعهم ويتطوعون للقتال وارسل حاكم الاسكندرية يستعدون لحملة العسكرية من المماليك في القاهرة الذين لم يؤخذوا الامر مأخذ الجد ولاسيما ان الفوضى السياسية كانت قد عمت مصر بتنازع ابراهيم بيك ومراد بيك على حكمها واستهانوا بتحذيرات المسيو ( رونيه) قنصل النمسا في مصر.
دافع سكان مدينة الاسكندرية عن مدينتهم وانتشر الجيش الفرنسي بسرعة بالمدينة ثم سيطر نابليون على الوضع واندفع مباشرة نحو القاهرة وصادق جيشه اتعاب كثيرة منها قلة الماء والغذاء والحر الشديد وغازات وغارات العرب. وقرب اهرام الجيزة كانت معرة ( أمبابة) او الاهرام بين الجيش الفرنسي الحديث والجيش المملوكي المتخلف الذي لم يصمد امام نيران الفرنسين فأنقسم الى قسمين الاول رحل الى بلاد الشام بقيادة ابراهيم بيك والثاني انحدر نحو الصعيد بقيادة مراد بيك متكبدين خسائر جسيمة واستسلمت القاهرة التي دخلها الفرنسيون في 21 تموز 1798 وانتشر فيها الجنود الفرنسيون يوزعون منشور بونابرت بالعربية الذي كتبه بعض المستشرقين من الذين رافقوا حملة بونابرت. اعلن قائد الحملة بونابرت في منشورة عن مشروعة بعد ان بدأ بالبسملة الى المبادئ الحرة للثورة االفرنسية ( الحرية ، العدل ، المساواة).
ودورها ضد التسلط الذي يمارسه منذ زمن بعيد المماليك الذين ظلموا وتعدوا على التار وان المماليك امتدوا في ( الاقليم الحسن).
ياايها المصريون إنني ماقدمت إليكم إلا لا خلص حقكم من يد الظالمين) وان الجميع متساوون عند الله ولم يميزهم الا عقلهم وفضائلهم وعلومهم فقط ثم هدد نابليون من يقف مع المماليك ضد فرنسا بالإعدام وحرق القرى ثم شرع نابليون يتنظم الادارة المصرية ومن ابرز اجرائاته تشكيل ديوان حكومي في مدينة القاهرة ودواوين في المديرات المصرية تعمل الى جانب الحكام العسكريين الفرنسيين فضلاً عن تشكيله مجلساً استشارياً في مختلف القضايا ومناقشتها، وقد طرح هذه المسألة بهدف بلورة الآراء للاعيان المصريين. ولقد حاول نابليون ان يخلق نظاماً جديداً بديلاً عن النظام المملوكي القديم على وفق الاسس والمرتكزات التي ارادها نابليون ولكن الشعب المصري رفض تلك الاجراءات وانتشرت المقاومة الشعبية بين صفوفه ضد الفرنسيين.
بقي الجيش الفرنسي يمتلك السلطة الفعلية ولم يكن لسلطة ( الديوان العام) من اثر فعال اذ هيمن عليه الفرنسيون فلم يخالف اوامر الجيش وكان قد ضم الاعيان والملاك والتجار والمشايخ والعلماء بمن الذين رحبوا بنابليون ووصل عددهم الى ( 25) عضواً يشكل (9) منهم اعضاء للديوان الخاص الذي يواصل اجتماعاته في القاهرة كما ان لكل مديرية ديوان خاص بها يتألف من (9) اعضاء.

Post a Comment

أحدث أقدم