قياس مهارات
التفكير الناقد لدى طلبة المرحلة الثانوية في دولة الكويت
معظم الناس يتفقون على
أن تعليم مهارات التفكير هدف مهم للتربية ، وأن المدارس يجب أن تفعل كل ما تستطيع
من أجل توفير فرص التفكير لمتعلميها ، إلا أن البيانات تظهر أننا نخرج أعداداً
هائلة من الطلبة الذين تتجلى خبراتهم بصورة أساسية في تذكر واستدعاء المعلومات ،
بينما يفتقرون بشكل ملحوظ إلى القدرة على استخدام تلك المعلومات في التوصل إلى
اختيارات أو بدائل أو قرارات مستنيرة ، وأن التصلب في الرأي حتى لو كان الرأي خطأً
أو واهناً لا يستند على حجة أو منطق ، وبالتالي يخلو نقدهم للأمور والأفكار من
القوة التحليلية بشكلها السليم، ويرجع السبب في واقع الأمر إلى نتاجات نظام تربوي
لا يوفر خبرات كافية في مهارات التفكير ومنها مهارات التفكير النقدي .
نتيجة لذلك
تحددت مشكلة الدراسة في الأسئلة التالية :
1-هل
تزداد مهارات التفكير الناقد كلما انتقل الطلاب إلى الصف الذي يليه ؟
2-هل
هناك فروق دالة بمهارات التفكير الناقد بالنسبة لمتغير الجنس ( ذكر ، أنثى ) ؟
3-هل
هناك فروق دالة بمهارات التفكير الناقد بالنسبة لمتغير التخصص (علمي، أدبي)
؟
4-هل
هناك فروق دالة بمهارات التفكير الناقد بالنسبة لمتغير التحصيل الدراسي ( ممتاز ،
جيد جداً ، جيد ، مقبول ) ؟
أهداف الدراسة :
1-قياس
مدى ممارسة الطلبة في المرحلة الثانوية لمهارات التفكير الناقد .
2-معرفة
أثر كل من المناهج وطرائق التدريس على ممارسة الطلبة للتفكير الناقد.
3-معرفة
أثر التخصص على ممارسة التفكير النقدي .
أهمية الدراسة :
1-الحاجة
إلى تحسين وتطوير الاستراتيجيات المتبعة في المدارس ، بهدف مساعدة المتعلمين على
تذليل الصعوبات التي تواجههم في تعلم المفاهيم وتطبيقاتها في المواقف الحياتية .
2-أهمية
التفكير الناقد في الحياة اليومية في عصر سريع التطور والتغيير .
3-استفادة
المتعلم لتنمية مهارة التفكير الناقد في المقررات الدراسية ، وعدم الاعتماد على
الحفظ والاسترجاع .
4-الاستفادة
من الدراسة بتعميمها على إدارة المناهج وكليات إعداد وتدريب المعلمين وصانعي
القرار في التطوير التربوي والتعليمي .
حدود الدراسة :
اقتصرت
هذه الدراسة على طلبة المرحلة الثانوية – نظام الفصلين - من الصف (1– 4) بقسميه
العلمي والأدبي ذكوراً وإناثاُ
في دولة
الكويت للعام الدراسي 2002 – 2003 .
عينة الدراسة :
تكونت عينة الدراسة من
الطلبة في المرحلة الثانوية من الصف الأول الثانوي إلى الرابع الثانوي – نظام
الفصلين – حيث بلغ إجمالي عدد الطلاب في المرحلة الثانوية ( 37896 ) في مدارس دولة
الكويت للفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2002 – 2003 ، وقد بلغت
عينة المشروع الأصلية ( 1018 ) أي بنسبة تقارب ( 26.8 % ) .
أداة الدراسة
:
تم إعداد الأداة بالاستعانة بمقاييس التفكير الناقد لكل من (
واطسون – جليسر ) والمترجم من قبل جابر عبدالحميد ويحيى هندام ( 1995 ) ، و مقياس
فاروق عبدالسلام و ممدوح سليمان ( 1982 ) ، و مقياس عيسى الكندري ( 2000 ) ، و
مقياس مريم التميمي ( 2002 ) حيث تم جمع العبارات كلها مع حذف المكرر منها فوصلت
إلى ( 333 ) عبارة .
صدق الأداة
:
تم طباعة المقياس بصورته الكاملة وإرساله لعدة محكمين وذلك
حتى ينظروا في المقياس في كل من صياغة
وسلامة العبارات من حيث اللغة التي يتضمنها المقياس ، و مدى ارتباط المقياس
بمجالات البحث ومدى تغطية وكفاية المقياس لأسئلة الدراسة من حيث أهداف الدراسة، و
كذلك مدى ارتباط العبارات بالمهارة التابعة لها و عددها و العبارات التي تحتوي على
أكثر من مفهوم و تكرار عبارات المقياس و اختيار 25 عبارة لكل مهارة ، و في
مجال الإخراج من حيث الطريقة و الإجابة عن
عبارات المقياس ، وأي مقترحات أخرى مناسبة ، وحل المقياس كله . وقد اتفق المحكمون
على حذف وتعديل بعض العبارات – وقد أخذت آرائهم بعين الاعتبار – وحظي المقياس بعد تعديله بالنظر إلى إجابات
المحكمين بموافقة كل منهم بنسبة ( 83 %
) بعد أن أجابوا على المقياس ككل ، مما يجعلنا نطمئن إلى صدق المقياس . وبلغت
عبارات المقياس بعد التعديل ( 101 ) عبارة . وهنا تم تطبيقه على عينة استطلاعية .
ثبات الأداة
:
تم
تطبيق المقياس على عينة استطلاعية عددها ( 70 ) طالباً وطالبة ، وأثبتت نتائج
الدراسة الاستطلاعية أن جميع عبارات المقياس واضحة من حيث الألفاظ والصياغة والمعنى . هذا وقد بلغت قيمة
ألفا ( ALPHA
) للمقياس المعد ككل بعد حسابها من قبل أعضاء الفريق القائم بالدراسة ( 0.81 ) ،
وعليه يتضح أن المقياس يتسم بالثبات ، و يمكن القول بأنه بصورته الحالية صالح للتطبيق
ويمكن الوثوق بنتائجه .
نتائج الدراسة :
جاءت النتائج حسب ما
عبر عنه أفراد العينة من خلال إجاباتهم حول عبارات ومواقف المقياس كالتالي :
تبين من نتائج الدراسة بأنه يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين إجابات الطلبة
فيما يتعلق بمهارات التفكير الناقد تبعاً لمتغير الصفوف الدراسية، حيث بلغ مستوى
الدلالة P = 0.0001 .
حيث كانت الفروقات الإحصائية لصالح الصف الرابع الثانوي مقابل جميع الصفوف
التي قبله عند مستوى دلالة P =
0.0001 .
و تبين من نتائج الدراسة بأنه يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين إجابات
الطلبة فيما يتعلق بمهارات التفكير الناقد تبعاً لمتغير الجنس ، حيث بلغ مستوى
الدلالة P = 0.001 . حيث كانت الفروقات الإحصائية لصالح الذكور عند مستوى P = 0.001 .
و تبين من نتائج الدراسة بأنه يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين إجابات
الطلبة فيما يتعلق بمهارات التفكير الناقد تبعاً لمتغير التخصص ، حيث بلغ مستوى
الدلالة P = 0.0001 . حيث كانت الفروقات الإحصائية لصالح الطلبة ذوي التخصص الأدبي مقابل الطلبة
ذوي التخصص العلمي والطلبة غير المتخصصين عند مستوى P = 0.0001 .
و تبين من نتائج الدراسة بأنه يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين إجابات
الطلبة فيما يتعلق بمهارات التفكير الناقد تبعاً لمتغير التحصيل الدراسي ، حيث بلغ
مستوى الدلالة يتفاوت ما بين ( 0.007 )
و ( 0.001 ). حيث كانت الفروقات الإحصائية لصالح الطلبة الحاصلين على تقدير امتياز
مقارنة بالطلبة الحاصلين على تقدير جيد جداً ، عند مستوى دلالة P = 0.003 ، وكانت
الفروقات الإحصائية أيضا لصالح الطلبة الحاصلين على تقدير امتياز مقارنة بكل من
الطلبة الحاصلين على تقدير جيد و تقدير مقبول ، عند مستوى دلالة P = 0.001 ، وقد وجد أيضاً فرق ذو دلالة إحصائية بين الطلبة
الحاصلين على تقدير جيد جداً و الطلبة الحاصلين على تقدير جيد ، لصالح الطلبة
الحاصلين على تقدير جيد جداً عند مستوى دلالة P = 0.007 ، وقد وجد أيضاً فرق ذو
دلالة إحصائية بين إجابات الطلبة على تقدير جيد جداً و الطلبة الحاصلين على تقدير
مقبول، لصالح الطلبة الحاصلين على تقدير جيد جداً عند مستوى دلالة P = 0.001 .
إرسال تعليق