الحركة الكشفية وتنمية المجتمع :
كانت وجهة نظر بادن باول أن هدف الكشفية هو ( المساهمة في تنمية
الشباب بمساعدتهم على ممارسة كامل طاقاتهم كمواطنين ذوي مسئولية، وكأعضاء في
مجتمعاتهم المحلية والوطنية والدولية )، وأن ( المشاركة في تنمية المجتمع ) هي أحد
المبادئ الأساسية للحركة الكشفية.
ويساهم الكشافون في تنمية مجتمعاتهم من خلال ثلاث طرق هي:
1- العمل
على تنمية أنفسهم.
2- التزود
بمعلومات عن المجتمعات التي يعيشون فيها وتعرّف مسئولياتهم كمواطنين. وسوف تجعلهم
هذه المعرفة مواطنين أكثر صلاحية في مرحلة الشباب وحتى يكبروا، ليمكنهم الاضطلاع
بمسئوليات فعالة في مجتمعاتهم.
3- يستطيع
الكشافون المشاركة بصورة فردية وجماعية في تطوير تحديد الاحتياجات، والعمل
والمساعدة الفعالة في حل المشاكل.
والتنمية الاجتماعية هي عملية مشتركة بين المسؤولين والأفراد
والجماعات حيث إن لكل دوره في تلك
التنمية، والحركة الكشفية تستطيع أن تساهم في تنمية المجتمع مساهمة فعالة ومثمرة؛
فوعد الكشاف يحث على مساعدة الناس في جميع الظروف، والقانون ينص على أن يكون
الكشاف نافعاً مقتصداً، وبوسع الحركة الكشفية أن توفر للمجتمع الشباب الذين لديهم
ثقافة أفضل ومهارات ذات قيمة، مع الحافز لإيجاد مجموعات متماثلة يكون لديها الدافع
الأخلاقي للعمل الجماعي حتى تؤتى التنمية الشخصية ثمارها المرجوة نحو تنمية
المجتمع باتجاهاتها الثلاثة.
إن ما يميز تنمية المجتمع عن غيرها من الاتجاهات هو تلك الخطوات
التي يقوم بها الأشخاص أنفسهم، مستخدمين موارد مجتمعهم ابتداء من التعرف على
الاحتياجات وحتى مرحلة التقييم النهائي، بمعنى أنها هدف لعملية مثمرة يشترك فيها
كل من الفرد والجماعة والمجتمع من أجل التغيير للوصول إلى مستوى أفضل، لذلك نجد
عملية التنمية تتحول إلى عملية ديناميكية ومستمرة. وبالاستفادة من النجاح والفشل
تؤدي المشروعات الصغيرة إلى تفهم أعمق تخطيطاً وكفاءة وإلى نجاح أكثر فعالية، مع
زيادة الاعتماد على النفس.
وتعد الحركة الكشفية عملاً تربوياً يهدف إلى الانتقال بالفتية
والشباب من مرحلة التواكل إلى مرحلة الاعتماد على النفس، ومن هذا المنطلق توجد
عوامل مشتركة مع تنمية المجتمع، ويمكن إذا أحسن استخدامها أن تصبح أداة فاعلة جدا
لتحقيق الهدف التربوي من الحركة الكشفية، وتوجد علاقة بين هاتين العمليتين رغم
أنهما غير متماثلتين، فكل من الحركة الكشفية وتنمية المجتمع يلعب الدور الأكبر في
بناء نفسه وتنمية قدراته الخاصة.
إن التعلم بالممارسة هو احد المبادئ الأساسية للحركة الكشفية،
وهو أيضا الأسلوب المستخدم في تنمية المجتمع، ويعمل المجتمع على تنمية معارفه
مهاراته واتجاهاته عن طريق الخطوات النشطة والواعية التي يتخذها لحل مشاكله
الخاصة، والعمل الجماعي في الطلائع والفرق الكشفية هو أيضاً أحد خصائص تنمية
المجتمع، إذ يشترك المجتمع في صياغة القرارات وتوزيع المسؤوليات والمهام على
المجموعات الصغيرة في المجتمع.
والمساهمة التطوعية عنصر أساسي في تنمية المجتمع والكشفية،
وتكون النتيجة في كلتا الحالتين هي الاعتماد الكبير على النفس كأفراد ومجموعات.
هذا التشابه بين الأهداف والطرق لكل من الحركة الكشفية وتنمية
المجتمع – وكون الكشافين يشكلون بالفعل مجموعة منظمة من المتطوعين – كل ذلك يضع
الكشفية في وضع متميز يمكّنها من أن تعلب دوراً له قيمته في عملية تنمية المجتمع([1]).
أساليب
الحركة الكشفية في حماية النشء
(الوقاية
من الانحراف)
من استعراضنا السابق
والتعريف بالحركة الكشفية ودورها التربوي وأهميتها لخدمة وتنمية المجتمع يتضح لنا أن
الكشفية كنظام لها أساليب وتقاليد ومنهاج لتحقيق أهدافها بالأسلوب الذي يترجم
تعريفها كحركة تربوية تطوعية غير أساسية، موجهة للفتية والشباب، ومفتوحة للجميع
دون تميز في الأصل أو الجنس أو العقيدة،
وفق المبادئ والطريقة التي تسهم في
المحافظة على الفتية، وتصقلهم وتحول دون وقوعهم في الانحراف أو الجريمة، وهذا ما
تسعى الحركة لتطبيقه وتعليمه وتدريب الفتية على ممارسته من خلال دلالات ورموز
الحركة الكشفية المتمثلة في الشعار والتحية والوعد والقانون والتي توفرها فيما
يلي:
التحية الكشفية:
للتحية مدلول يعمل به كل من ينضم للحركة الكشفية، حيث نشير بالأصابع
الوسطى الثلاث في اليد اليمنى إلى وعد الكشاف القيام بالواجب نحو الله ثم الوطن،
والعمل بقانون الكشافة الذي يتضمن مساعدة الآخرين، كما أن وجود الأصبع الخنصر تحت
السبابة يعنى طاعة الصغير للكبير وحنو الكبير على الصغير، كما ترمز الحلقة الناتجة
عن ذلك لدائرة التعاون والتعارف والتعليم المستمر والمتتابع بصفة دورية بين
الكشافين.
الشعار:
لكل مرحلة من مراحل الكشفية شعار يتناسب مع المرحلة السنية
للشبل
|
أبذل جهدي
|
المرحلة الأولى في الكشفية من 8 - 11
|
للكشاف
|
كن مستعداً
|
المرحلة الوسطى في الكشفية من 12 – 17
|
للجوال
|
الخدمة العامة
|
المرحلة الأخيرة في الكشفية من 18 فما فوق
|
ويذكر أن الاستمرارية تصبح مرحلة القيادة وشعارها القائد
القدوة.
وعد الكشاف( القسم ):
وهو عبارة عن عهد يأخذه الفتى على نفسه دون إكراه باعتبار التحق
في الكشفية بإرادته متطوعاً دون ضغط أو إجبار، وينص وعد الكشاف أو القسم على
العبارة الآتية: " أعد بشرفي أن اعمل جهدي للقيام بواجبي نحو الله ثم الوطن
وان اعمل بقانون الكشاف". والعمل بقانون الكشافة بتضمن مساعدة الناس في كل
حين.
قانون الكشاف :-
1-
الكشاف ( مخلص ) لله ثم لوطنه ولوالديه
ورؤسائه ومدرسيه.
2-
الكشاف ( صادق ) القول وشرفه موثوق به.
3-
الكشاف ( نافع ) معين ويسعى لمساعدة الآخرين.
4-
الكشاف ( صديق) للناس وأخ لكل كشاف.
5-
الكشاف ( مؤدب ) حميد السجايا مهذب.
6-
الكشاف ( رفيق / محب )؛ رفيق بالحيوان
محب للنبات.
7-
الكشاف ( مطيع ) لوالديه ولقائد فرقته
وعريف طلعته.
8-
الكشاف ( بشوش ) مبتسم يقابل الشدائد
بصدر رحب.
9-
الكشاف ( مقتصد ) دون تبذير أو زيادة
في الاستهلاك.
10- الكشاف
( نظيف ) في خلقه وقوله وعمله وفكره وعاداته ومظهره.
11- الكشاف
( شجاع ) مقدام.
12- الكشاف
( طاهر ) الفكر والقول والعمل.
إرسال تعليق