- مفهوم المكتبة الجامعية University Library:
تعد "المكتبة" إحدى المقومات
الأساسية في المجال التعليمي، فهي مجال النشاط الشخصي لاكتساب العلم والثقافة
والمعرفة، وذلك بما تقتنيه من مصادر ووسائل التعلم الذاتي مما يساعد على تحقيق
رسالتها العلمية والتعليمية، "وتمثل المكتبة الأداة التربوية الفعالة ومركز
الاطلاع والبحث عن الحقائق والحصول على المعلومات، ووسيلة من وسائل التثقيف
الضرورية لأي مجتمع من المجتمعات لكونها تملك ينابيع الفكر الإنساني"(1)،
وهي بهذا المعنى تمثل إحدى الوسائل
التي يكتسب بها الفرد ثقافة مجتمعه وكافة
معارفه البشرية.
وتعرف
المكتبة "بأنها الوسيلة التي يكتسب بها الفرد المعارف والمهارات والخبرات
المكتبية التي تمكنه من الاستخدام الواعي والمفيد لمختلف أوعية المعلومات لتحقيق
أغراض الدراسة أو البحث أو الاطلاع"(2)،
وهي بهذا المعنى تعد الوسيلة التي يتعلم بها الفرد كيفية استخدام المقتنيات
والمصادر التعليمية وكيفية الاستفادة منها في حياته الدراسية أو إشباع حاجته
القرائية.
أما مصطلح"المكتبة الجامعية"
فقد استخدم للدلالة على المكتبة التي تمثل جزءًا من إحدى مؤسسات التعليم العالي –
كلية كانت أم جامعة - ولذلك فإن هذا المصطلح يشير إلى "الوحدة التي تعد جزءًا
متكاملاً من مؤسسات التعليم العالي ويسير التدريس والبحث فيها في أكثر من مجال من
مجالات الآداب والعلوم ولها سلطة منح الدرجات والشهادات"(3)،
وتقدم هذه المكتبة خدماتها لطلاب المرحلة الجامعية الأولى، وطلاب الدراسات
العليا وأعضاء هيئة التدريس، ولذلك يعرف أيضًا هذا النوع من المكتبات بأنه" مركز
المعلومات الذي يقوم على خدمة الأساتذة والطلاب والباحثين والإدارات المختلفة في
الجامعة أو الكلية أو المعهد العالي"(4).
ولكي تحقق هذه المكتبات الاستفادة المرجوة منها
"فإنها تقوم بجمع وتنظيم وتيسير تداول مجموعاتها من الكتب والدوريات والمواد
السمعية والبصرية وغيرها من مصادر المعلومات المساندة للعملية التعليمية والبحثية
بالجامعة، فالهدف الرئيس من وجودها هو تدعيم المناهج الدراسية والبحوث داخل
الجامعة التي تنتمي إليها" (1)، وذلك عن طريق توفيرها للمعارف والمعلومات
والوسائل التي تثرى هذه المناهج وتيسر تداولها ودراستها مما يؤدي إلى سهولة
استيعابها وفهمها. وتشمل المكتبات الجامعية:
أ
- المكتبة المركزية:
تضم
الكتب والمراجع المختلفة لتلبي حاجات واهتمامات كل الكليات المختلفة بالجامعة
ولسنا هنا بصدد الحديث عنها، حيث إنها لا تدخل في حدود الدراسة الحالية.
ب
مكتبة الكلية:
تعد مكتبة الكلية وحدة هامة من وحدات المكتبة
الجامعية، حيث تقدم خدماتها للقطاع العريض بالجامعة وهم طلاب المرحلة الجامعية
الأولى، كما أنهم أكثر ارتباطًا بها من المكتبة المركزية، لأنها أصغر حجمًا وأقل
تعقيدًا وأقرب لهم، كما تتصل في مقتنياتها التعليمية والمعرفية بما يدرسه الطلاب
في مناهجهم الدراسية، مما يشجع ذلك الكثير منهم للتردد عليها والاستفادة من
مقتنياتها ومراجعها المتعلقة بها.
"ولقد تركز اهتمام مكتبات الكليات في
أوائل القرن العشرين في الحصول على المواد المكتبية والحفاظ عليها وتخزينها، حيث
كان الكتاب الدراسي المقرر هو الوسيلة التعليمية الرئيسة، أما في الوقت الحاضر وفي
ظل الانفجار المعرفي، وتقدم وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وتزايد وتنوع
الفرص التعليمية بوسائل التعليم الحديثة فقد تغيرت النظرة نحو المكتبة وتطورت
وظيفتها، بحيث تركز اهتمامها في تشجيع استخدام المصادر التعليمية الحديثة
والمتنوعة والمعتمدة على الوسائل والمصادر التكنولوجية”(1)، مما يؤدي إلى تعدد مصادر المكتبة وتنوع خدماتها
وزيادة الاستفادة منها، وتوفير وقت وجهد المستفيدين منها في الحصول على معلوماتهم
اللازمة.
ولقد أصبح على مكتبة الكلية في ظل التطور
الحادث في مجال تكنولوجيا المعلومات، وفي ظل تطور وظيفتها التعليمية تجاه طلابها
القيام بمهمتين أساسيتين:
أولهما: أن تهتم
باقتناء المصادر والوسائل التعليمية والتكنولوجية الحديثة.
ثانيهما: قيام المتخصصين في علم المكتبات والمعلومات بتعليم الطلاب وموظفي المكتبة
كيفية استخدام هذه الوسائل والمصادر الحديثة في الحصول على المعلومات اللازمة،
كذلك كيفية استخدام الفهارس والمراجع، وكيفية إعداد البحوث.
وحتى
يتم ذلك لابد من قيام كل من أعضاء هيئة التدريس واللجان المسئولة عن المناهج
الدراسية الجامعية بتشجيع الطلاب للتردد على مكتبة الكلية، والاعتماد عليها في
العملية التعليمية، وذلك عن طريق اعتماد تلك المناهج على التكليفات الدراسية التي
تتم عن طريق المكتبة، كذلك اعتمادها على بعض الأنشطة التعليمية والثقافية التي
تجري بالمكتبة ويشارك فيها كل من الطلاب والأساتذة، كما يمكن تحديد جزء من المنهج
الدراسي يقوم الطالب بجمعه والاطلاع عليه عن طريق استخدام مصادر المكتبة، فهذا
يساعد على زيادة اعتماد الطلاب على مكتبة الكلية، وزيادة ترددهم عليها، واعتبارها
جزءًا أساسيًا من المناهج الدراسية المقررة على الطلاب.
جـ-
مكتبات الأقسام:
تعد مكتبات الأقسام من المصادر العلمية
التخصصية (الأكاديمية)، ولقد عرفها البعض بأنها "مجموعة من الكتب والمراجع،
وغيرها من المواد الأخرى، المرتبطة بقسم علمي أو أكاديمي معين يشكل جزءًا من كلية
أو جامعة"(2). ويستهدف هذا النوع من المكتبات
تقديم الخدمة المكتبية لأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى الطلاب الذين يدرس لهم
هؤلاء الأساتذة في مادة تخصصهم.
وغالبًا ما
تُنشأ هذه المكتبات في المبنى أو المكان المخصص للقسم العلمي (أو المجاور له)،
وبالتالي فإن حجمها لا يتجاوز عددًا قليلًا من الأرفف، وعددًا محدودًا من
الكتب."وفي الجامعات ذات المكتبات الرئيسة الجيدة يقوم أعضاء هيئة التدريس
بالقسم باختيار الكتب اللازمة لمكتبة قسمهم، بينما تتولى المكتبة الرئيسة القيام
بعمليات الشراء والتزويد والفهرسـة والتصنيف"(1)، وغيرها من العمليات الفنية والتنظيمية.
1-
تجميع الكتب والمراجع
في تخصص معين، بحيث تكون في متناول أولئك الذين يستخدمونها ويستفيدون منها أقصى
استفادة ممكنة.
2-
دعم ومساعدة نظام
المكتبة الجامعية (المكتبة الرئيسة ومكتبة الكلية).
3-
تركيز وزيادة اهتمام
الأقسام بمكتباتها.
4-
تقسيم المصادر
والمجموعات التعليمية إلى وحدات موضوعية تخصصية مما يسهل عملية استخدامها
والاستفادة منها في تقديم خدمة مكتبية جيدة بأقل التكاليف.
وفي
الواقع أن معظم الجامعات لا تشجع إنشاء مكتبات للأقسام وذلك لأسباب منها: حاجتها
إلى أمناء مؤهلين، والتكرار غير الضروري في مجموعات مصادر المعلومات في كلٍ من
مكتبات الأقسام ومكتبات الكليات والمكتبة المركزية للجامعة، ومنها أيضًا عدم وجود
مسئول عن تنظيمها وفهرسة محتوياتها، وعدم توافر الحجرات الخاصة بها، وقصرها على
أعضائها من هيئة التدريس والطلاب بالقسم.
وهذا
أيضًا يوضح أهمية إنشاء مكتبة للكلية تخدم جميع أعضاء المجتمع الجامعي بها من
الطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس بحيث تمثل تلك المكتبة مصدرًا للعلم
والثقافة والمعرفة لجميع الأقسام والشعب الموجودة بالكلية.
تعتبر
المكتبة الجامعية أحد أهم أنواع المكتبات، فهي تمثل موقع القلب من الجامعة، لأنها
تسهم إسهامًا إيجابيًا في تحقيق أهداف الجامعة في التعليم والبحث العلمي وخدمة
المجتمع، "بل تعتبر المكتبة إحدى المقومات الأساسية في تقييم الجامعات
العصرية والاعتراف بها على المستويات الأكاديمية الوطنية والدوليـة"(1).
فنجاح الجامعة مرهون بنجاح مكوناتها ومدخلاتها التعليمية والتي من أهمها المكتبة.
"والخاصية
الجوهرية للمكتبة الجامعية أنها تزود طلابها بالمهارات والإمكانات التي تيسر لهم
الحصول على الحقائق والمعارف والمعلومات من مصادرها المختلفة، كما تيسر لهم عملية
البحث والتنقيب عن البيانات والمواد العلمية والتعليمية بجهودهم الذاتية عن طريق
الاطلاع والبحث الذاتي والمستقـل"(2)،
كما تتميز المكتبة الجامعية عن بقية أنواع المكتبات الأخرى بتوفيرها للمصادر
والوسائل التعليمية مثل المراجع والدوريات والرسائل الجامعية والمصادر التعليمية
والتكنولوجية الحديثة التي تساعد الطلاب وغيرهم من الباحثين على القيام بالبحث
العلمي.
(1) إبراهيم قاسم: المكتبة
المدرسية ودورها في تنشيط العملية التربوية والتثقيفية – ندوة المكتبات المدرسية
ودورها المستقبلي في المجال التربوي والثقافي. تونس، المنظمة العربية للتربية
والثقافة والعلوم، إدارة التوثيق والمعلومات، سبتمبر 1998، ص210.
(2) إيهاب
مصطفى محمد جادو: برنامج مقترح لإكساب مهارات استخدام المكتبة المدرسية لطلاب
المدارس الثانوية في ضوء مفهوم المكتبة الشاملة، رسالة ماجستير غير منشورة، معهد
الدراسات والبحوث التربوية، جامعة القاهرة، 2001، ص55.
(3) سامى محمد عبدالمقصود نصار: دور المكتبة ي أنماط التعليم الجامعي- مع
التركيز على الجامعات في مصر- رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة عين
شمس،1986م، ص129.
(4)عبد الناصر سعيد عطايا:
الدور التربوي للمكتبات بكليات جامعة الأزهر – دراسة
تقويمية،
رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة الأزهر، 1990م، ص 185.
(1) Hunt,
Christopher J.:” The Relationship Between the Academic Library and It,s Parent
Institution in: Academic Libraries Management/ Maurice Bline” , London, The
Library Association, 1990, p:7.
(1) Warsito,
Soelistia:” Indonesia Higher Education and Academic Libraries, (D.A.I., Vol.
49, No. 5, November 1988, p:2392).
(1) أحمد بدر، ومحمد فتحي
عبد الهادي: المكتبات الجامعية – تنظيمها وإدارتها وخدماتها ودورها في تطوير
التعليم الجامعي والبحث العلمي. القاهرة، مكتبة غريب، ط4، 2001، ص14.
(2) محمد محمد عبد الحليم
طنطاوي: العوامل المؤثرة في ثقافة الطالب الجامعي – دراسة ميدانية على جامعة
الزقازيق، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة الزقازيق، 1992، ص77.
Post a Comment