النباتات
تعتبر
النباتات أهم عنصر من عناصر الكائنات الحية التى تلعب دورا هاما ورئيسيا فى تكوين الأنواع
المختلفة من الأراضى- وذلك عن طريق :
1-
جذور
النباتات لها القدرة على تخلل الطبقات الصخرية بما تفرزه من ثانى أكسيد الكربون
الذى يتحول الى حامض كربونيك حيث يتفاعل مع هذا الصخر. هذه البذور بقدرتها على
الاختراق تعمل كقنوات Channels تساعد
على مرور المياه لتلك الطبقات, كذلك تقوم الجذور بامتصاص وادمصاص " "
مكونات المعادن فى محاليلها وتنقلها الى أجزاء النبات الأخرى كالسيقان والأوراق,
وهذه الأجزاء بعد تحللها تنطلق منها هذه المركبات أو العناصر وتترسب على الطبقات
العليا (السولم) أى أن النباتات تقوم بدور مباشر فى عملية تمييز الآفاق.
2-
تقوم
النباتات بتحويل ونقل للطاقة الشمسية Solar energy الى طاقة كيميائية Chemical
energy وذلك
بعد موتها وتحللها حيث تنطلق هذه الطاقى التى تعتبر أهم مصادر الطاقة التى تقوم
عليها عمليات تكوين الأراضى.
3-
بعد
وأثناء تحلل البقايا النباتية يتكون الدبال Humus ذلك المركب العقد الذى يكون
أحماضا عضوية تقوم بالتفاعل مع الصخر فتطلق العناصر التى يحتاجها النبات فى صورة
سهلة الذوبان والامتصاص عن طريق النباتات, وتنتقل الى الطبقات السطحية كما سبق
ذكره, كما أن وجوده يعمل على خفض الـpH الأرض حيث ان له طبيعة
أمفوتيرية Amphoteric تعمل على موازنة وتنظيم درجة
الـ pH التى تعتمد عليها كثيرا من عمليات التفاعل وصلاحية كثير من
العناصر اللازمة لنمو النبات, ويعتبر الدبال من المركبات الأساسية التى لها دور
فعال فى تكوين معقد الأرض الغروى الذى يتكون من المواد المعدنية والعضوية Organo-Mineral gel هذا المعقد الغروى له دوره
الفعال فى عملية ادمصاص العناصر الغذائية والتبادل الأيونى Ionic-Exchange على سطوحه, ولذا فهو من العوامل الهامة فى تحديد خصوبة الأراضى.
ولهذا مجال آخر.
وهذا المركب المعقد له دوره
أيضا فى عملية استخلاص كثير من العناصر من الصخور والمعادن عن طريق ما يعرف
بالعملية المخلبية Chelating Process ثم
نقلها على هيئة معلقات من أفق وترسيبها تحت ظروف ملائمة من pH حيث تتحلل وتنفرد الأيونات
الممسوكة أو المخلوبة وتترسب حيث أفق B . وهذه احدى عمليات تمييز
الآفاق الهامة والتى تطلق عليها عملية Cheluviation وهذه العملية من العمليات
الهامة, خصوصا فى المناطق الهامة, خصوصا فى المناطق الرطبة حيث تفسر كيف تنتقل
المركبات والعناصر الغير ذائبة فى الماء كما سيتضح فى بعض عمليات تكوين الأراضى
الهامة مثل عملية Podzoilzation.
4-
تعمل
النباتات على تثبيت وحماية سطح التربة ضد عمليات النحر Erosion التعريةWeatheing وهما
من عمليات الهدم Destruction التى
تعمل ضد عمليات تكوين الأراضى.
5-
للغطاء
النباتى أثره الفعال فى تشكيل وتغيير عناصر المناخ كالحرارة حيث وجد Nordlinger أن درجة حرارة الهواء تنخفض
بمعدل 1.3م فى الغابات المخروطية, 0.9م فى الغابات الصنوبرية عن درجة حرارة الهواء
فى الأراضى المكشوفة, ولدرجة الحرارة أهميتها فى عمليات تكوين الأراضى كما سبق
ذكره.
كذلك
يلعب الغطاء النباتى دورا هاما فى اعادة توزيع الأمطار الساقطة وذلك عن طريق عملية
النتح التى تؤدى الى فقد كمية من الأمطار قد تصل الى أكثر من 25% وخصوصا فى
المناطق الاستوائية.
مما
سبق يتضح لنا مدى الدور الرئيسى والهام التى تقوم به النباتات كأحد عناصر عامل
احياء فى تكوين الأراضى, وهناك سؤال ربما يكون على جانب من الأهمية وهو هل تعتبر
النباتات من العناصر المستقلة؟ وهى كما ذكرنا من أهم مكونات عامل الحياء.
وكان
أول من أثار هذا التساؤل هو العالم Jenny حيث انه اشترط فى معادلته
الخاصة بتكوين الأراضى أن تكون كل عناصرها مستقلة. وكان مرجع تساؤله أن آراء
العلماء تتضارب بالنسبة لموقف النباتات خاصة وعامل الاحياء بصفة عامة, حيث نجد بعض
العلماء ومنهم Marbut.Nikifooff يقررون
أن النباتات وبالتالى عالم الأحياء من أهم عوامل تكوين الأراضى.
ونجد
عالم آخر مثل Joff يقرر أنه بدون نباتات لا
يمكن أن تتكون أرض With out plants no
soil can form, ومن ناحية أخرى نجد أن بعض العلماء مثل Robinson يعتبر أن النباتات ليست عاملا
مستقلا, حيث انها تتوقف على الموقع والأرض والمناخ, وفى الفترة الأخيرة يعود
العلماء الروس ليؤكدوا من جديد أهمية عامل الأحياء وبالذات النباتات فى تكوين
الأراضى حيث انها المصدر الرئيسى لطاقة تكوين الأراضى وتتميز الآفاق. والخريطة رقم
(6) تبين توزيع الغطاء النباتى للأراضى المصرية.
ولقد
حاول العالم Jenny بمهارة أن يرضى كل
الأطراف بأن أعتبر أن النظر للنباتات والأحياء عموما يجب أن يكون
من ثلاث زوايا وهى :
1- الكمية المطلقة : وعبر عنها بالمحصول Yield واعتبرها غير مستقلة حيث تتأثر بعوامل أخرى.
2- النوع Species : واعتبره مستقلا حيث تختلف صفاتالموروثة فى
تأثيرها على الأرض.
3- نسبة النوع Frequency : واعتبرها غير مستقلة وان كانت تعتبر مستقلة فى
بعض الحالات.
وعليه
فان نوع النبات هو العنصر المستقل والذى يمكن أن يعبر عن عامل الأحياء المستقلة. وقد
أورد Jenny عدة تجارب منطقية لاثبات موقف
كل عنصر واستنتج درجة استقلاليته. وقد تأثر نجيب حسن بآراء Jenny فاقترح تجارب على نفس النمط أو
تختلف عنها فى بساطتها وصولا الى امكانية تصورها, وقد أورد بعضها فى كتاب أصول
البيدولوجى الذى أمكن
الرجوع اليه أو الى كتاب Jenny لمعرفة
تفاصيلها.
ونضيف
هنا أنه اذا كانت حجة البعض فى عدم استقلالية النبات أو الأحياء عموما أنها تتحدد
وتتاثر بعوامل أخرى, فانه سبق وقلنا : ان افتراض الاستقلالية المطلقة لأى عامل من عوامل
تكوين الأراضى هو أمر شبه مستحيل, حيث ان العوامل تعمل متضافرة ومتبادلة التأثير,
وقد سبق وأوضحنا ذلك حيث ذكرنا أن النباتات نفسها تؤثر على عناصر المناخ, كما أننا
كثيرا ما نشاهد نباتات خصوصا فى المناطق الجافة أو النصف جافة كالنباتات الملحية Halophytes تعمل نتيجة لتشابكها أى لطبيعة
نوعها على بناء أرض جديدة بترسيب الأتربة التى يجلبها الهواء فتعمل كومات Hummocks ترتفع وتتقارب بعامل الزمن
فتكون طبقة جديدة ترتفع نسبيا عن مستوى الماء الأرضى الغنى بالأملاح والذى يكون هو
السبب الرئيسى فى تكوين الأراضى الملحية فى مثل هذه الحالات, فتصبح الأرض الجديدة
بيئة صالحة لنمو نباتات تحملها للملوحة أقل من النباتات الموجودة أصلا.
فى
هذا المثال تقوم النباتا أو على وجه الدقة أنواع معينة من النباتات بالعمل على
تكوين الأراضى.
وعموما
كل ما يهمنا فى هذا المجال هو توضيح وتبيان مدى الدور الذى تقوم به النباتات كعنصر
هام من عناصر عامل الأحياء
فى تكوين الأراضى.
Post a Comment