المناخ كعامل تكوين أراضى
يعتبر
المناخ من أهم عوامل تكوين الأراضى, حيث ترتبط معظم خواص الأراضى الهامة بعناصره
ارتباطا وثيقا.وخصائص الأراضى ما هى الا نتاج عمليات تكوين الأراضى التى تنطوى على
سلسلة من التفاعلات الكيميائية والبيولوجية والتغيرات الطبيعية, وكلها تعتمد
مباشرة على عناصر المناخ من حرارة ورطوبة(الأمطار) والتى تمد كل هذه التفاعلات
والأنشطة بأهم عاملين محددين وهما الماء والطاقة ومصدرهما الأمطار والشمس.
وتعتبر
الطاقة الشمسية Solar energy من
أهم مصادر الطاقة اللازمة ومحددة لمعظم الظواهر الموجودة على سطح الأرض والتى
تعتبر عمليات تكوين الأراضى واحدة منها وهى التى تعنينا فى هذا المجال.
وتؤثر
الطاقة على عمليات تكوين الأراضى اما بطريقة مباشرة وذلك بتسخين سطح الأرض ثم بقية
أجزائها عن طريق التوصيل الحرارى Thermal coductivity واما بطريقة غير مباشرة, وذلك
من خلال الجزء الحيوى الذى يعتبر النبات واحدا من أهم مكوناته, وذلك أثناء عمليات
التفاعل البيولوجى, لهذا كان الغشاء الحيوى مكونا هاما من مكونات الأرض, وتعتبر
الأمطار Rain fall من
أهم مصادر المياه اللازمة والمحددة لمعظم الظواهلر الموجودة على سطح الأرض, والتى
تعتبر عمليات تكوين الأراضى واحدة منها حيث ان الماء هو العمل الفعال فى كل أنشطة
التفاعلات والتغيرات, اذ انه المذيب أو وسط الانتشار الطبيعى اللازم لمعظم عمليات
تكوين الأراضى.
لهذا
فان المناخ يعتبر من أهم عوامل تكوين الأراضى النشطة والذى تكون له السيادة غالبا
على معظم عوامل تكوين الأراضى الخرى والتى كثيرا ما يكون تأثيرها هو تشكيل أو
اعادة توزيع تاثير المناخ كما رأينا فى تأثير عامل الطبوغرافية. وهذا لا يعنى أنه
العامل الأوحد ولكن ذلك يؤكد ما سبق أن ذكرناه وهو أن عوامل تكوين الأراضى تعمل
متضافرة In combination فعامل
المناخ هام وتأثيره واضح وملموس ولكنه لا يزيد عن مونه أحد عوامل تكوين
الأراضى.
ولدراسة
عامل تكوين المناخ وتبيان أثره وعلاقته بخصائص الأرض لابد وأن نتناول عناصره
الهامة وهما الرطوبة والحرارة كل على انفراد. ولقد أوضح Jenny هذه العناصر الهامة فى مشتقات معادلته حيث استبدال المناخ بعناصره
الأساسية وهما الرطوبة Moisture والحرارة
Temperature وذلك كما هو مبين فى المعادلة
الآتية:
S=F (mT)o, p,
r, t,……………
وعند
مناقشة أثر كل منهما فانه لا بد من افتراض ثبات العنصر الآخر, ولذلك تسهيلا
للمناقشة. فعند الحديث عن أثر الرطوبة تكون المعالة كالآتى:
S=F (m)T, o,
p, r, t,…………………
وعند
مناقشة أثر الحرارة تكون المعادلة المعبرة عن ذلك رياضيا كالآتى:
S=F (T)m, o, r, p, t,…………….
أولا- الرطوبة كعامل تكوين أراضى:
يقصد
بعنصر الرطوبة كمية المياه التى تدخل فعلا فى نشاط عمليات تكوين الأراضى سواء على
السطح أو متخللة قطاع التربة, وليست كمية الأمطار التى تسقط على سطح الأرض فى مكان
ما. حيث ان كمية المياه الساقطة خلال الأمطار تتعرض لعوامل فقد كثير منها, على
سبيل المثال ما ذكرناه عند مناقشة عامل الطبوغرافية, وهو الجريان السطحى الذى كان
من نتيجته تكوين نوعين من المناخ أحدهما رطب نسبيا وأطلق علبيه مناخ جاف محليا,
وهذا ما يعبر عنه ب Microclimate (شكل
20), ومنها ما يفقد عن طريق البخر الذى يتوقف على درجة الحرارة ودرجة تشبغ الهواء
فى المنطقة. ومنها مايفقد عن طريق عملية النتح, وذلك فى حالة وجود غطاء نباتى,
ولهذا فان المحصلة الرطوبية هى ناتج طرح هذه الفواقد من كمية الأمطار الساقطة فعلا
.
ولقد
اهتم كثير من العلماء بهذه العلاقات, ومنهم Penk الذى قسم أنواع المناخ
بناء على العلاقة بين الترسيب بالأمطار والفاقد بالبخر وهو ما عبرعنه بـ The
Precipitation – Evaporation Ratio ووضع حدودا بين المناخ الجاف والرطب وما بينهما كالآتى:
اذا كان التبخير (E)
أكبر بكثير من الترسيب (P) قيكون المناخ جافا
Arid.
اذا كان التبخير (E)
= الترسيب (P)
تقريبا فيكون المناخ فى الحدود بين الجاف والرطب.
اذا كان التبخير (E) أقل بكثير من الترسيب (P)
فيكون المناخ رطبا Humid.
ويقصد
بالترسيب هنا الدلالة على كمية الأمطار الساقطة على منطقة ما, وهذا يدل على أنه قد
يكون معدل التبخير أكبر من معدل سقوط الأمطار, وعليه فبالرغم من وجود أمطار ساقطة
على منطقة ما الا أنها وبسبب ارتفاع معدل البخرقد تكون غير فعالة أى يكون المناخ
جافا.
ونجد
عالما آخر مثل Lang يأخذ
فى الاعتبار درجة الحرارة كتعبير عن التبخير, ويضع معاملا على هيئة نيبة الأمطار
ودرجة الحرارة P/T الذى يعرف باسم Lang’s rain
factor .
وقد
عدل هذا المعامل بواسطة De Martonne حيث
أضاف 10 درجات مئوية للمقام, وذلك لكى يغطى هذا المعامل أكبر قدر ممكن من الأراضى
التى تصل درجة الحرارة بها الىالصفر أو أقل, وسماه دليل الجفاف De
Martonne’s indice d’arididite وهو
يساوى P/T+10 حيث أن P تعبر عن معدل الترسيبالسنوى بالملليمتر, وT تعبر عن متوسط درجة الحرارة السنوى بالدرجة المئوية.
ثم
أدخل العالم Meyer عامل
النقص المطلق لتشبيع الهواء بالملليمتر زئبق كدليل على التبخير بدلا من درجة
الحرارة ووضع ما يسمى Meyer’s NS quotient
زززز
الترسيب باملليمتر فى السنة
وهو يساوى
─────────────────────────── =NSQ
النقص المطلق لتشبع الهواء بالملليمتر زئبق
ززززز
ولقد أثبت Veihmeyre ومساعدوه
أن الفقد عن طريق النتح فى الأراضى المنزرعة يفوق الفقد عن طريق التبخير. وقد وضع Khosla معادلة
لتقدير الفاقد عن طريق Evaporatranspiration وهى Lm=Tm-32/95 حيث
ان Lm تعبر عن كمية المياه التى تفقد عن طريق Evaporatranspiration
بالبوصة " " هى المتوسط الشهرى لدرجة الحرارة بالفهرنهيت. ويظهر أثر
عوامل الفقد جليا فى المناطق الاستوائية,
ولهذا فان عناصر قيلس المناخ العام قد لا يعبر فى كثير من الحالات على حقيقة الأرض
نفسها, ولذلك كان التركيز على ما يعرف بمناخ الأرض Soil Climate والذى
يعبر عنه بما يعرف Pedoclimate كتعبير عن كمية المياه التى
تخترق القطاع الأرضى والتى تؤثر فعلا فى عمليات تكوين الأراضى, بالاضافة الى عناصر
المناخ الأخرى كدرجة الحرارة وغيرها, سواء كان ذها التأثير سطحيا أو فى طبقات
الأرض. وقد درس العالم Crowther العلاقة بين كمية المياه
المخترقة أو المترشحة ومقارتها بكمية الأمطار الساقطة ودرجة الحرارة, وذلك
باستعمال ما يعرف بـ Rowther’s Percolation Factor.
وكما
قلنا : ان الرطوبة ترتبط أو تؤثر فى كثير من خواص الرض الهامة ان لم يكن كلها.
وفيما يلى سنستعرض بعض الأمثلة ونعبر عن هذه العلاقة بمنحنيات تقريبية لتوضيح
اتجاهات العلاقات. وهناك كثير من المراجع موضحا فيها طبيعة تلك العلاقات ومدى
الارتباط الاحصائى بالتفصيل يمكن الرجوع اليها.
إرسال تعليق