البيئة والحياة:
يعد القطاع الفندقي من أهم القطاعات حيث يشكل عاملاً مهما في الدخل الإجمالي المحلي للإمارة، ولذلك فقد اهتمت
حكومة دبي بتوفير بنية تحتية لمساندة هذا القطاع نظراً لأهميته في تشجيع الحركة
السياحية للإمارة .
وبحسب الإحصائيات الأخيرة فإن عدد
نزلاء المنشآت الفندقية في دبي قد ارتفع إلى 4,18 ملايين نزيل خلال النصف الأول من
العام الجاري، بزيادة قدرها 9٪ عن الفترة نفسها من العام الماضي والتي بلغ عدد
النزلاء فيها 3,85 ملايين نزيل، في حين يبلغ عدد المنشآت الفندقية العاملة بدبي في
الربع الأول والثاني للعام الجاري 566 منشأة بزيادة قدرها 7٪ على الفترة نفسها من
العام الماضي والتي بلغ فيها عدد المنشآت 530 منشأة .
كما بلغ عدد الغرف الفندقية 67,3 ألف غرفة
بزيادة قدرها 16٪ عن الفترة نفسها من العام الماضي. ووفقاً لتقرير أصدرته شركة
«ديلويت» للمحاسبة والاستشارات الدولية، و«اس تي آر» للاستشارات الفندقية فقد سجلت
فنادق دبي نسب إشغال بلغت 69٪ خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري مسجلة
ارتفاعا بنسبة 3,8٪ مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي .
بلا شك أنه في ظل وجود هذه المنظومة
الكبيرة من الفنادق، كان لا بد من مراعاة الأمور البيئية فيها، فقد أشارت هيئة
كهرباء ومياه دبي (ديوا) في مطوياتها إلى أن فنادق دبي فئة الخمس نجوم تستهلك 225٪
من الطاقة الكهربائية التي تستخدمها الفنادق في أوروبا .
وأن كل مقيم في أحد فنادق دبي يستهلك ما بين 650
إلى 1230 لتراً من الماء، في حين يستهلك ما بين 275 إلى 325 كليوواط للربع متر
المربع من الطاقة الكهربائية خلال إقامته، وبما أن الموارد المائية والكهربائية في
تناقص مستمر فإن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، علماً بأن بعض الدراسات المتخصصة
توقعت بأن تشهد الإمارات عام 2025 عجزاً مائياً يقدر بـ 7,3 مليارات متر مكعب .
وكمحاولة منها لتحويل القطاع السياحي
إلى قطاع أخضر أطلقت دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي جائزة دبي للسياحة الخضراء،
لحض القطاع الفندقي على تغيير الممارسات لتصبح بيئية تتوافق مع خطة دبي
الإستراتيجية حتى عام 2015 التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أوائل 2007 والتي تؤكد على أهمية «أن
تكون بيئة دبي آمنة ونظيفة ومستدامة .
وإثر نجاح جائزة دبي للسياحة الخضراء في
دورتها الأولى والتي شارك فيها 79 منشأة فندقية مختلفة التصنيف، تتوقع دائرة
السياحة أن يحتاج القطاع الفندقي إلى خمس سنوات على الأقل ليتحول بالكامل إلى صديق
للبيئة، بعد تطبيقه عدد من الأنظمة البيئية، خاصة وان نزلاء الفنادق تحديداً
الأوروبيين أصبحوا يعون مدى أهمية الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث، وبعضهم
يشارك إدارات الفنادق جهودها في تطبيق هذه الأنظمة .
تقول شيخة إبراهيم المطوع مديرة
تطوير الأعمال ورئيس اللجنة المنظمة للجائزة في دائرة السياحة والتسويق التجاري
بدبي: «ندرك تماماً أن القطاع الفندقي في دبي يلعب دوراً مهماً في بناء اقتصاد
الإمارة، ولذلك حرصنا على تغيير الثقافة البيئية في هذا القطاع عبر إطلاق جائزة
دبي للسياحة الخضراء بهدف
تثقيف القطاع السياحي في دبي بأهمية
استخدام الأنظمة
والمعايير البيئية مثل إعادة التدوير وتقليل
الانبعاثات الكربونية عن طريق خفض المياه والكهرباء استخدام
وأضافت: «منذ إطلاق الجائزة لمسنا مدى اهتمام
القطاع السياحي بالمبادرات البيئية وقد وجدنا أن كافة الفنادق التي سجلت في
الجائزة قد قطعت شوطاً كبيراً في مجال تطبيق الأنظمة البيئية المختلفة خاصة
الفنادق المصنفة بخمس نجوم، وتبين لنا أنها تقوم بقياس أداء تطبيق المبادرات
البيئية التي تم حصرها من قبل الفرق التي قامت بزيارة الفنادق المشاركة في
الجائزة». وأشارت المطوع إلى أن العدد الإجمالي للمنشآت الفندقية التي شاركت في
الجائزة قد وصل إلى 79 منشأة، تأهل منها 12 منشأة للمرحلة النهائية التي أثبتت
تبنيها لعدد من الأنظمة البيئية .
معايير مختلفة
ونظراً لأهمية هذا القطاع فقد اهتمت
حكومة دبي كثيراً بتهيئة بنية تحتية قوية لمساندته ودعمته عبر الترويج لدبي في
كافة أرجاء العالم، وقد شجع إقبال السياح المرتفع على دبي على إنشاء مجموعة ضخمة
من الفنادق في دبي، ولضمان سير الجائزة والحصول على نتائج فعالة فقد اعتمدت لجنة
التحكيم على عدد من المعايير التي يتم على إثرها منح نقاط محددة للمنشأة
المشاركة تصل إلى 75 نقطة، وحول ذلك قالت المطوع: «قبل الإعلان عن الجائزة اطلعنا
على ست جوائز عالمية تعنى بتكريم الفنادق المطبقة للأنظمة البيئية، وعلى ضوء ذلك
وضعنا عددا من المعايير الخاصة
بنا وقمنا بمناقشتها مع المجموعة المهنية الخاصة بالقطاع السياحي .
وقد تبين بأن القطاع السياحي جاهز من الناحية
البيئية»، وواصلت: «خلال مناقشاتنا مع المجموعة المهنية للقطاع طرحنا أربعة معايير
للتقييم وهي: الإستراتيجية البيئية وإذا ما كان لدى المنشآت الفندقية أية سياسات
أو أهداف لتطبيق أنظمة بيئية معينة، والمعيار الثاني اعتمد على مدى اهتمام هذه
المنشآت بالتدريب والتعليم لطواقمها حول تقليل استخدام الطاقة،
والمعيار الثالث حول إذا ما حصلت المنشأة على تكريم من آية دائرة أو مؤسسة محلية
أو عالمية فيما يتعلق بالممارسات البيئية، وقد وجدنا أن العديد من المنشآت لها
أنشطة مختلفة بهذا المجال، أما المعيار الرابع فكان يعتمد على الزيارة الميدانية،
حيث طلبنا من المنشآت المشاركة أن تضمن لنا حق زيارتها في أي وقت للوقوف على
المبادرات والممارسات البيئية التي تقوم بتطبيقها»، وفي هذا الصدد أشارت المطوع إلى
أن لجنة تحكيم الجائزة نفذت 33 زيارة إلى مختلف المنشآت الفندقية المشاركة وذلك
للنظر في برامج والأنشطة البيئية التي نظمتها الفنادق .
منافسة قوية
وأفادت المطوع بأن العديد من المنشآت
الفندقية قد شاركت في الجائزة بهدف معرفة الحدود التي وصلت إليها بعد تطبيقها
للأنظمة البيئية ومدى إمكانية تطويرها مستقبلا، وتوقعت المطوع زيادة عدد المشاركين
في الدورة القادمة بنسبة 30٪، والتي ستشمل الفنادق ذات النجمتين والشقق الفندقية،
وبذلك يصل عدد إجمالي المنشآت المشاركة في الجائزة 114 منشأة .
ولتحفيز المنشآت الفندقية على المشاركة
في الجائزة قامت دائرة السياحة بتنظيم عدد من ورش العمل التثقيفية لكافة الفنادق
الموجودة بدبي، وأعطت الفرصة فيها للفنادق الفائزة
بالجائزة لعرض تجربتها وأنظمتها الترشيدية أمام الفنادق الأخرى للاستفادة منها،
وتعمل الدائرة حالياً على دراسة إمكانية تسهيل تطبيق المبادرات البيئية بالتعاون
مع مختلف الجهات الحكومية .
من جهته أشار ماجد المري، مدير إدارة
تصنيف الفنادق، نائب رئيس اللجنة المنظمة إلى أنه تم «إضافة بعض المعايير البيئية في نظام التصنيف الجديد وذلك
ضمن الخطط الحالية للدائرة، مما سيرفع من مستوى الخدمات والأنظمة التي تعمل بهذا
المجال مثل إعادة تدوير النفايات وخفض مستوى الطاقة ورفع مستويات الأداء في
المنشآت حتى تكون صديقة للبيئة ومطابقة لمعايير الصحة والسلامة العامة .
كما ثمن ماجد جهود لجنة التحكيم
والتي ضمت حبيبة المرعشي رئيسة مجموعة الإمارات للبيئة، وعلي بن تويه المدير
التنفيذي لمجمع الطاقة والبيئة، ورزان خليفة المبارك العضو المنتدب لجمعية
الإمارات للحياة الفطرية بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة، وحمدان الشاعر
مدير إدارة البيئة في بلدية دبي، كما ثمن دور الرعاة وهم شركة ايكو فنشر، وفندق
انتركونتينتال فيستيفال، وشركة أمكان للتسويق، وشركة فيليبس للالكترونيات لما
قدموه من دعم للمبادرة .
تكرير المياه الرمادية
يقول ايدريان سليتر، مدير عام فندق
بارك حياة بدبي والذي فاز بالمرتبة الأولى في جائزة دبي للسياحة الخضراء:
«تضع إدارة الفندق قضية المحافظة على البيئة ضمن
أولوياتها، ولذلك فقد بدأنا بتغيير العديد من الممارسات بأخرى تساعدنا في المحافظة
على البيئة المحيطة بنا، ولعل أبرز هذه الممارسات هو قيامنا بتكرير المياه
الرمادية وإعادة استخدامها
في بعض مرافق الفندق مثل الحدائق والمراحيض وأجهزة التبريد المركزية وكذلك برك
السباحة التي يتم إضافة بعض المواد الكيميائية إليها، وقد تمكنا خلال فترة 18
شهراً من استعادة تكاليف هذا المشروع والتي تعتبر فترة قصيرة مقارنة مع حجم
المشروع وفوائده، علماً بأننا نقوم بعملية فحص مخبرية لهذه المياه بعد تكريرها وقد
بينت نتيجة الفحص أنها مياه صالحة للشرب أيضا»، وأضاف: «لم تتوقف إدارة الفندق عند
هذا الحد وإنما قامت أيضا بعملية تغيير شاملة لكافة الأنوار الموجودة في الفندق
واستبدالها بأخرى من نوعية «ال أي دي» الموفرة للطاقة .
إرسال تعليق