رمضان في قطر
يستعد
القطريون لاستقبال شهر رمضان منذ النصف الثاني من شهر شعبان الذي يشهد - النافلة -
وهي من العادات التي يمارسها الأطفال وتشبه – الكرنكعو- التي يمارسونها في منتصف
شهر الصيام. وتقوم النساء بتحضير الأرز والهريس وصناعة خبر الرقاق والبهارات،
الخاصة بوجبتي الفطور والسحور طيلة الشهر الكريم، حيث يبدأ الصائمون فطورهم بتناول التمر واللبن والقهوة.
إنّ من عادات القطريين في شهر الصيام قيامهم باحتفالات دق وطحن الحبوب التي
تُعدّ من الظواهر الثقافية الاجتماعية الموسمية العميقة الجذور عندهم، وكان
الاحتفال بهذه العادة المتوارثة بمثابة العيد السنوي الذي يستغرق طوال شهر شعبان،
إذ تقوم فيه النساء الدقاقات والطحانات بالمشاركة في إنجاز كميات كبيرة من القمح
المدقوق أو المطحون تكفي احتياجات العوائل طوال شهر رمضان المبارك.
والاحتفال بطحن الحبوب على الرحى في قطر، غالباً ما يصاحبها أداء بعض
الأغاني بين المجموعات التي تعمل على الرحى، الذي تعبر فيها عن الفرحة بحلول شهر
شعبان الذي يعني قرب هلال شهر الصيام ومن هذه الأغاني:
هلَ شعبان وهلَ شهر الصيام
وأشوف خلي ثالث العيد مطروح
أو
تُنشد مجموعتين من النساء هذه الأغنية:
المجموعة الأولى: هوبيل هوبيل
ياالمالي
المجموعة الثانية: هوبيل هوبيل
ياالمالي
المجموعة الأولى: هوبيل عليّ ياالملتحـي
المجموعة الثانية: هوبيل هوبيل
ياالمالي
المجموعة الأولى: هوبيل ياحلو الأضراس
المجموعة الثانية: هوبيل هوبيل
ياالمالي
المجموعة الأولى: هوبيل وأحبكم كلكــم
أما
مائدة الفطور القطرية فيقدم فيها الثريد والهريس واللقيمات والشوربة إضافة إلى طبق
المضروبة. ثم أضيف إلى هذه الأطباق الرمضانية صواني الكُفتة والكُبة والمحشي
بأنواعه، مع ضرورة توفر طبق الحلوى القطري المعروف بـالساقو، واللقيمات.
ويتميز ليل رمضان في قطر عقب صلاة العشاء والتراويح بعقد الجلسات
الرمضانية، وتشمل مجلسين واحد للرجال والثاني خاص بالنساء يقدم فيهما الحلوى
والشاي والقهوة العربية يتبادل في هذين المجلسين الرجال والنساء الأحاديث الدينية
والثقافية والحياة العامة، وهناك وجبة تُعرف بـالغبكة، وهي وجبة غير يومية تُؤكل
بعد منتصف الليل بين أفراد الأسرة الواحدة. وكانت أغلب البيوت تفضل على مائدة
السحور تناول الشعيرية والبيض وتسمى
بلاليط أو أرز ولبن اللحم أو الدجاج أو السمك مع الأرز، ثم أضيف إليها بعض الوجبات
الأخرى من المشويات والألبان والفواكه.
أما
الاستعدادات لعيد الفطر السعيد فعادة ما تُمارس في قطر بالمائدة الصباحية وتشمل
الخروف والأرز والهريس والحلوى والمُكسرات ليجتمع عليها ما يقرب من خمسين شخصاً من
أفراد الأسرة بعد أن يزور الرجال الأقارب والأصدقاء عقب صلاة العيد وليجتمعوا على
هذه المائدة العامرة لتناول فطور أول أيام العيد. ثم يقوم الأطفال بالتردد على بيوت الجيران والأقارب للاحتفال
بالنافلة وليأخذوا العيدية من أهليهم وأقاربهم.
ويقيم الناس احتفالاً جماعياً بمناسبة العيد للعرضات، يؤديها الرجال، بينما
تنفرد النساء والفتيات لأداء رقصة المرادة، ويقوم الأطفال بالإعلان للاحتفال بهذه
المناسبة بواسطة أداء الأغاني، ففي اليوم الذي يسبق رؤية هلال العيد يردد الأطفال
أغنية:
باجر العيد
بنذبح بشكَرَه نادوا مسعود جبير
الخنفَره
أو
يقومون بغناء:
يا مطلع
الزين باجر
نهار العيد
وعلمني
زانت لك النيّه
البحريـــن
ترتبط بشهر رمضان عادات أصيلة
للأطفال في البحرين لـيوم الكرنكعوه،
الذي يحتفلون به في اليوم الرابع عشر أو النصف من شهر شعبان ابتهاجاً استقبال
شهر رمضان حيث يرتدي الأطفال الملابس التقليدية مثل الدرّاعة ويذهبون إلى الأهل
والأقارب والجيران وهم يرددون أناشيد معينة ويدقون على الأبواب ليحصلوا من خلال
تجوالهم على بعض الحلويات والمُكسرات، ويغني الأطفال قبل الدخول إلى المنزل:
عطونا الله
يعطيكم بيت مكة يوديكم
يامكة
يالمعمورة يا أم السلاسل والذهب
يانورة
عطـونا
مــن قــال يســلم لــك عبـــدالله
عطونا
حبّــة وميـــزان سلــّم لكــم عزيزان
يابنيّــة
يلحبّابــة أبــــوك مِشَـرِّع بَابَـــه
باب
الكــرم ماصكّــــه ولا حَــط بوّابَــــه
وبعد دخولهم إلى المنزل يغنون وهم يذكرون اسم
أصحاب الدار قائلين:
لولا فلان
ماجينا يُفك الكِيس
ويعطينا
الله يخليه
لأُمـه
ويلحفها
بالساحه من المُطر
وسِياحَه
إنّ دقّ الحَبْ مهمة تستعد لها النساء مبكراً في مملكة البحرين لصنع الهريس
وكذلك كانت حرفة " صفار القدور " من الحرف الشعبية القديمة التي ترتبط
بالشهر المبارك، حيث كان الصفّار يدور في الطرقات وهو يردد: صفار القدور، وكان أبو
طبلية يدور ليوقظ النائمين لتناول السحور أما الآن فإن الناس لا ينامون قبل السحور
فراحت على المسحراتي أيامه.. وتلك الكميات من الأرز والسكر والطحين التي كانوا
يقدمونها له.
وهناك من العادات الاجتماعية في البحرين تتمثل البدء بزيارة الأكبر سنّاً
في بداية الأسبوع الأول من الشهر المبارك،
وهناك تقليد لابد من وجوده عند الفطور وهو
ضرورة تناول طبق الشوربة والتمر والقهوة العربية، وذهاب الرجال إلى المسجد
لأداء صلاة المغرب، وعند عودتهم يتناولون طعام الفطور مع أسرتهم من الهريس والثريد
واللقيمات، وربما يتناول البعض منهم المكبوس لأنها تعتبر أكلة ثانوية عندهم.
وللمجالس الرمضانية نصيب في البحرين ففيها يجتمع رجال الأسرة والأصدقاء
والمعارف لمناقشة وطرح العديد من القضايا الخاصة والعامة، وتقدم إليهم خلالها
التمر والقهوة والشاي والحلوى البحرينية الشهيرة التي لابد وأن تكون في كل بيت
طيلة أيام الشهر الفضيل.
نعرف جميعاً بأنّ الحلوى هي من الصناعات الشعبية المتوارثة في البحرين، وقد
ذاع صيتها في العاصمة المنامة وفي المحرق. وهي عبارة عن خلطة مركبة من النشا
والسكر والدهن والزعفران والهيل وماء الورد والجوز أو اللوز، وتوضع الحلوى بعد
تجهيزها في طسوت معدنية لتباع للناس في الدكاكين، وهناك حلوى يقبل عليها الصائمون
في البحرين وتصنع في معامل خاصة مثل الزلابية والرهش والعسلية.
ويستعد البحرينيون في الأسبوع الأخير من شهر رمضان لاستقبال عيد الفطر
بالملابس الجديدة وصناعة الحلوى والسمبوسة الحلوة لتقديمها لضيوفهم ليلة العيد
المبارك. أما حلوى القدوع وهو الصحن الكبير ويتصدر مجلس الضيوف فتقدم إليه مع
القهوة والشاي في صباح أول أيام العيد حيث تنصب القدوع في الساعة العاشرة صباحاً
ويقدم عليها الأرز والدجاج وهي عادة بحرينية تقوم بها الأُسر بدلاً من الغذاء.
ويجتمع أفراد العائلة مع أقاربهم لتناول طعام الغداء في أيام عيد الفطر المبارك في
بيت الوالد في أول يوم العيد وتقدم إليهم
الحلوى، أما الأطفال فيطوفون من بيت إلى آخر في الفريج- الحيّ- ويؤدون بصوت
واحد:
عيدكم
مبارك..
عساكم
من عوّاده
الكويت
تتزين المآذن والمساجد في بدء الإعلان عن قدوم شهر رمضان في الكويت، ويلاحظ
وجود انتشار الفوانيس في العديد من المناطق والأحياء المختلفة التي تعمل بالطاقة
الكهربائية أو بالشموع. وإنّ اجتماع كل أفراد العائلة في منزل كبير العائلة سواء
كان الجد أو الأب على مائدة الإفطار اليومية هو من العادات المحببة لديهم، حيث تمتد
المائدة لتشمل تقديم عدد من الأكلات والأطعمة المختلفة التي يسبقها التمر وشوربة
العدس الطبق المفضل في رمضان، علاوة على تناول أطباق الهريس باللحم أو الدجاج
وهناك أيضاً الطبق المفضل التشريبة وطبق الجريش القديم، وكبة الجمبري والبرياني
باللحم أو الدجاج أو السمك، وطبق المرجوج، وهناك أكلات يتناولها الصائمون بعد
الانتهاء من صلاتيّ العشاء والتراويح منها المحلبية والزلابيا واللقيمات والغريبة.
وللديوانية طعمها الخاص في الكويت وتستمر طوال العام، ولكن في أيام مخصصة
من الأسبوع، لكنها تُمارس مساء كل يوم رمضانيّ بعد صلاتيّ العشاء والتراويح الخاصة
والتي يهيئها صاحب الدار قبل حلول الشهر المبارك في مكان خاص من بيته ليجتمع فيها
الرجال عودتهم من المسجد، وتخصص تلك الدواوين لتلاوة القرآن الكريم وسماع الدروس
الدينية ولمناقشة طائفة من الشؤون الأدبية
الثقافية وغيرها، ويتناولون خلالها القهوة العربية والشاي وبعض الحلويات والفواكه
ويستمرون في جلستهم حتى وقت السحور.
أما
لعبة الكَركَيعان فهي من العادات والتقاليد المتوارثة عند أطفال الكويت فهم
يحتفلون بها ويمارسونها في ليالي الرابع
عشر والخامس عشر والسادس عشر من رمضان. ويستعد الصبيان والبنات لهذه المناسبة بعد
العاشر من رمضان ويقومون بإحصاء المنازل التي سيطرقون أبوابها، كما يهيئون أكياساً
تخيطها لهم أمهاتهم ويدلونها حول أعناقهم، ويقوم أصحاب الدكاكين بخلط المُكسرات مع
النخي والنقل والسبال والبيذان والجوز والتين المُجفف وتُعرف هذه المُكسرات
بكَركَيعان، أي الشيء المخلوط والمُتعدد الأصناف.
ويحتفل الأطفال عند وقت الغروب في بسماع إطلاق مدفع الإفطار والذي
يُعرف بالواردة أو بالطُوب، وعندما يسمعون
تلك الإطاقة يبدأ تصفيقهم تعبيراً عن فرحتهم بهذا اليوم المبارك. وبعد تناول
الأولاد لفطورهم فإنّهم سُرعان ما يغادرون بيوتهم ويتجمعون في الأحياء والمناطق
ويكونون بالاتفاق فيما بينهم مجموعات ويختار لكل مجموعة رئيس، وتطوف تلك المجموعات
على منازل الحي حاملين الأكياس والطبول والطاسات وغالباً ما يتنكرون بملابس الغاصة
السوداء، أو وضع اللحى أو الشوارب لجلب الانتباه ويردد الأولاد أنشودة خاصة بهم عن
البنات كقولهم:
سَلّم
ولدهم يا الله
خَلّه لأمّه يا الله
هذا
إذا لم يكونوا يعرفون اسم هذا الولد وفي حالة تعريفهم عليه من قبل أهل المنزل
يذكرون اسمه أو اسمها قائلين بصوت واحد: سلم - عبد الله - أو فاطمة أما البنات فيُنشدنَّ بصوت واحد:
كَركَيعان
وكَركَيعان بيت كَصيِّر
برمِيضَـان
عادت عليكم
صيام كل سنة وكل عــام
يالله
سلِّم ولدهم خلَّـــــه
لُمَّـه
عسى البكعا
ما تخمه
ولا توازي على أُمَـه
عطونا الله
يعطيكم بيت مكـة يوديكـم
يالمكة يا
لمعمورة يام السلاسل والذهب والنورة
وعادة ما تقوم ربة البيت أو من ينوب عنها لتقدم لكبير المجموعة من الأولاد
أو البنات صحناً مليئاً بالكَركَيعان أو النقود أحيانا الذي يجمعه في كيسه فيفرح
به الجميع ويدعون لهم.
وكان
أبو طبيلة- المسحراتي- قد أعتاد على أيقاظ الصائمين لوقت السحور في ليالي الصيام،
وهو يحمل طبلته على كتفيه مخترقاً السكك والحارات يرفع طبلته وينشد مُردداً بصوت
عالٍ:
لا إله إلاّ الله
محمد رسول الله
وحين
يأزف رمضان على الانتهاء يقوم أبو طبيلة بتوديع شهر القرآن مُردداً بلحن يشوبه
الألم والفراق:
الوداع الوداع
يا رمضان
وعليك السلام شهر الصيام
وكما
تتشابه صور العيد في دول الخليج العربي، فيتغنى الأطفال في الكويت قبل حلول العيد
مرددين بصوت واحد:
باجر
العيد ونذبح ابكَرة
وننادي
مسعود جْبِير الخُنْفَرَة.
كذلك يرتدي الأطفال في العيد الثياب الجديدة، ثم يحصلون على العيدية من
آبائهم وأقاربهم أثناء التزاور فيما بينهم،
وتُنصب الدُّوارف والمراجيح التي تحتويهم لقضاء وقت سعيد، ويبتدع الصبيان
والبنات الأغاني والأهازيج عند ركوبهم الدريفة. وكان الأولاد يتنقلون في السيارات
إلى مناطق متعددة مثل منطقة حولِّي والشامية، أو يذهبون بوساطة العربات التي تجرها
الخيول فتجدها تسير بهم وهم يرددون بصوت واحد:
عَرَبَانَه أم حصّان
تمشي وتُلْقُط رُمّان
Post a Comment