بناء
كيان الأسرة
حرص
الإسلام على تأسيس الأسرة بأسس المودة و الرحمة وفقاً لقوله تعالى: ( و من آياته أن خلق لكم من
أنفسكم أزواجاً ولتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة إن في ذلك لآيات لقوم
يتفكرون)، و أرسى الإسلام قواعد لاختيار الزوج و قواعد لاختيار الزوجة ، كما حدد حقوق و واجبات كلا الزوجين، فالأسرة تستحق
هذه العناية و الاهتمام حيث أنها اللبنة الأولى للمجتمع الإسلامي فالمحافظة على
الأسرة تعد من مقومات المحافظة على المجتمع الإسلامي،
و من مظاهر اهتمام الإسلام
بالأسرة اهتمامه بالطفل حتى بعد افتراق الزوجين بالطلاق ، فقد حافظت الشريعة
الإسلامية على حقوق الطفل و فصلتها مراجع الفقه الإسلامي، و من حقوق الطفل حقه في
الرعاية و الحضانة ،و لقد ذكرالفقهاء حول مسائل الحضانة آراء متباينة، من خلال اطلاعي على قانون الأحوال الشخصية
الإماراتي وجدته مشتملا على جميع مسائل الأسرة التي تفتقر إلى الشرح و التفصيل، و
لما كانت للحضانة هذه الأهمية الكبرى و المكانة العظيمة فإني دعوت ربي أن يوفقني
للكتابة في هذا الموضوع ، و سلكت في كتابته منهجا يتفق مع منهج البحث العلمي
السليم ، حيث قمت بذكر رأي كل مذهب من كتبه الأصلية المعتمدة و مقارنتها مع ذكر
الأدلة و مناقشتها، مع الترجيح وفق الدليل الأقوى و ما تقتضيه المصلحة، مع عرض
الحكم القانوني في المسألة وفقاً لقانون الأحوال الشخصية الاتحادي رقم 28 لسنة
2005م.
يسعى
قانون الأحوال
الشخصية الإتحادي
إلى إيجاد
قواعد فقهية
تسهم في
بناء كيان
الأسرة و
تكون مقوماتها
و هذا
من شأنه
أن لا
يتأتى إلا
إذا كانت
نصوص مواده
تحقق هذه
الغاية، بيد
أنه لوحظ
احتدام الآراء
القضائية فور
ظهور قانون
الأحوال الشخصية
خاصة فيما
يتعلق بنصوص
مواد الحضانة،
ومن هنا
تبرز اشكالية
موضوع البحث،
و هو
هل القانون يتوافق مع الصحيح من آراء المذاهب؟ وهل هو موافق للمصلحة والواقع المستجد
؟ وما الذي يمكن الاستدراك عليه ؟
Post a Comment