-
العلاقة بين الحرارة والتمليح : 
مما
لا شك فيه أن تكون الأملاح فى الأرض من الخواص الهامة سواء من ناحية التكوين أو من
الناحية الأنتاجية, حيث لا يخفى علينا مدى التأثير الضار لزيادة تركيز الأملاح فى
الأرض على نمو النباتات. 
ويرتبط
تمليح الأرض ارتباطا وثيقا بدرجة الحرارة, ويظهر هذا الأثر فى كثير من أراضى
البلاد ذات درجة الحرارة المرتفعة كأراضينا حيث يتكون ما يعرف بالتمليح الثانوى,
وخصوصا أن كمية الأمطار قليلة جدا أو منعدمة. وعموما كلما زادت درجة الحرارة كلما
أدى ذلك الى نشاط الخاصية الشعرية, أى ارتفاع الماء الرضى خلال مسام الأرض وخصوصا
فى الأراضى ذات المحتوى العالى من الطين والتى تعانى من سوء الصرف حيث تعمل المسام
الطينية الدقيقة كأنابيب شعرية فترتفع المياه الى أعلى, 
وذلك لنشاط عملية تبخير
المياه تحت ظروف ارتفاع درجة الحرارة, وبتكرار هذه العملية يزيد تركيز وتراكم
الأملاح فى الطبقة السطحية أو تحت السطحية.
وما
يقال عن الأملاح الذائبة يقال على كثير من المركبات كمركبات الحديد والألومنيوم
والسسليكا حيث ترتفع بالخاصية الشاعرية نتيجة الحرارة المرتفعة وتتجمع فى الطبقات
السطحية أو على السطح كما يحدث فى كثير من أراضى المناطق الاستوائية رغم وجود نسبة
مرتفعة من الأمطار حيث تتكون طبقات متصلبة على السطح من أكاسيد الحديد
والألومنيوم, وهذا يفسر تكوين ما يعرف بأراضى اللاتيريت Laterite الحمراء كما سيتضح ذلك فيما
بعد.
ويرجع
Buringh الكثير من خواص أراضى المناطق
الاستوائية الى تأثير عامل الحرارة حيث انها تتميز بمعدل عال من درجة الحرارة يؤدى
الى ارتفاع درجة حرارة المياه المترشحة خلال القطاع والتى تتميز دائما
بدفئها(من22-25 درجة مئوية) وينتج من هذا الارتفاع فى درجة حرارة المياه اكتسابها
مسلكا خاصا داخل القطاع حيث ان :
(1)  
تأين
الماء يكون مرتفعا حيث يتضاعف الى ما يقرب من أربعة أضعاف عما لو كانت درجة
الحرارة 10 درجة مئوية.
(2)  
يزداد
زوبان السليكا حيث تزيد حوالى 8 أضعاف عما لو كانت درجة الحرارة 10 درجة مئوية.
(3)  
عملية
الذوبان تكون أسرع عموما فى كل العناصر.      
(4)  
انخفاض
نسبة CO2 التى تتخلل قطاع الأرض
نتيجة لسرعة تحلل المادة العضوية وتطايرها.
(5)  
انخفاض
لزوجة الماء مما يؤدى الى زيادة قدرته على تحلله لطبقات الأرض.
لهذه
الأسباب نجد أن أراضى المنطقة الاستوائية تتميز بقطاعها العميق. وهكذا يتضح مدى
أهمية عامل المناخ بعناصره الأساسية وهى الرطوبة والحرارة وعلاقتها بخواص الأرض
باعتباره أحد عوامل تكوين الأراضى الهامة والنشطة. 
إرسال تعليق