ضغطًا متزايدًا على الموارد الطبيعية
تأثير الإنسان
تزوّد المنظومات البيئية التي على الكرة الأرضية خدمات ضروريّة لحياة أبناء البشر ولرفاهيتهم. الأداء الوظيفي السليم للمنظومات البيئية يحافظ على الكرة الأرضية في وضع يمكّن الحياة. في العقود الأخيرة تؤدّي أعمال الإنسان إلى إضرار متزايد بالمنظومات الطبيعية وبنسيج الحياة الرقيق على سطح الكرة الأرضية.
ازدياد عدد السكّان المطّرد وارتفاع مستوى الحياة يشكّلان ضغطًا متزايدًا على الموارد الطبيعية، مثل: مصادر الغذاء، الطاقة، الماء، التربة، الهواء. يمكن أن يشكّل الاستهلاك المتزايد للموارد خطرًا على وجودها: تستطيع الطبيعة تجديد مواردها بوتيرة معيّنة، لكنّ أبناء البشر يستهلكون جزءًا ملحوظًا من الموارد بوتيرة أسرع ممّا تستطيع الطبيعة تجديدها. هناك مشكلة أخرى تنبع من الاستهلاك الزائد وهي تراكم النفايات والمضرّات البيئية التي تؤدّي إليها. في هذا السياق من الجدير التعرّف على المصطلح "بصمة إصبع القدم البيئية"- مقياس يصف مساحة الأرض والماء اللازمة من أجل تزويد احتياجات الفئة السكّانية واستيعاب موادّ نفاياتها، في نمط حياتي معيّن. حالة تشتمل على عبء بيئي ("بصمة إصبع قدم بيئية كبيرة للغاية") تشكّل خطرًا على المنظومات البيئية بذلك أنّها لا توفّر لها وقتًا كافيًا للتجدّد.
أعمال التطوير التي يقوم بها الإنسان في الصناعة تلوّث الماء والهواء والتربة. يضرّ التلوّث بالمخلوقات الحيّة التي تعيش على الكرة الأرضية وتشكّل خطرًا على وجودها. يؤدّي تلوّث الهواء إلى تكوّن المطر الحامضي، وهناك مَن يعتقد أنّه يؤدّي إلى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، كما سنأتي على تفصيله لاحقًا.
لتقليص الإضرار بالبيئة، يتوجّب علينا تطبيق التنمية المستَدامَة. أي التطوير الذي يستجيب لاحتياجاتنا في الوقت الحاضر دون الإضرار بالبيئة، وكذلك يستجيب لاحتياجات الجيل القادم. التنمية المستَدامَة من الجانب البيئي هي تلك التي تأخذ بالحسبان المنظومات البيئية وأنواع النباتات والحيوانات والموارد الطبيعية.
التنمية المستَدامَة ليست معدّة للتطبيق فقط في المستوى السياسي أو العالمي. عمليًا القرارات التي نتّخذها يوميًا، مثل: أيّ طعام نأكل، أيّ وسيلة مواصلات نستخدم، أيّة منتجات نشتري، تؤثّر على بصمة إصبع القدم البيئية وعلى وضع الكرة الأرضية. نمط حياتي "مستديم" يمكن تطبيقه في مجالات الحياة المختلفة، منها: التوفير في الموارد الطبيعية المتآكلة، تقليص الاستهلاك، تقليص من حجم النفايات، الحفاظ على تنوّع الأنواع، الحفاظ على الأراضي المفتوحة، التوفير في الطاقة ومنع انطلاق co2، اتّخاذ خطوات لمنع تلوّث الماء والهواء والتربة.
        
تقلّص الموارد الطبيعية
يستهلك الإنسان موارد طبيعية كثيرة لاستعماله ولفائدته. منها: الماء ومصادر الطاقة والموادّ الخامّ، الأراضي المفتوحة والتنوّع بالمخلوقات. الاستهلاك المتزايد للموارد الطبيعية التي لا تتجدّد، يؤدّي إلى تقلّصها وتناقصها، لذلك هناك حاجة لإيجاد حلول للمحافظة عليها.


‌أ.       مصادر الطاقة المتآكلة
عندما نتحدّث عن مصادر طاقة لاستعمال الإنسان، يجب الفصل بين مصادر الطاقة المتآكلة (التي تكفي لفترة محدودة) وبين مصادر الطاقة المتجدّدة. يشمل تعريف مصادر الطاقة المتآكلة مصادر طاقة تُخرَج من باطن الكرة الأرضية، منها النفط الخامّ والفحم والغاز الطبيعي والأورانيوم. في الوقت الحاضر يعتمد %60 من إنتاج الكهرباء في العالم على الوقود الأحفوري (المتحجّرات: النفط، الغاز، الفحم) التي تعتبر مصادر طاقة متآكلة. حرق هذا الوقود يؤدّي إلى مشاكل بيئية صعبة كتلوّث الهواء والماء والتربة، ولذلك يبحثون اليوم عن حلول لإنتاج الطاقة من مصادر طاقة متجدّدة، والتي يمكن منها ذكر الكتلة البيولوجية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية (الهيدروإلكترية) وما شابه. هذه المصادر لا تتآكل وتعتبر ودّية أكثر للبيئة.
‌ب.     الأراضي المفتوحة
الأراضي المفتوحة هي الأراضي غير المعمَّرة. أمثلة للأراضي المفتوحة: المحميات الطبيعية، الْمُتَنَزَّهات، الغابات، الأراضي الزراعية وأراضي البور. لهذه الأراضي أهمّية كبيرة جدًّا تكمن في كونها تحيي المنظومات البيئية الطبيعية. للأراضي المفتوحة داخل البلدات وخارجها أفضليات كثيرة: تحسّن جودة الهواء (تستوعب النباتات ثاني أكسيد الكربون من الهواء)، تقلّل من الحرّ داخل البلدات، تمكّن تغلغل مياه الأمطار في الأرض والتسرّب إلى المياه الجوفية، تزيد من مستوى الحياة. توفّر الأراضي المفتوحة للإنسان فرصة لقضاء أوقات الفراغ مثل: الرحلات والاستراحة والتمتّع بالطبيعة وبالمناظر الطبيعية والقيام بنشاط جسماني في البيئة. الأراضي المفتوحة تتناقص في إسرائيل بسبب أعمال التطوير والاستيطان. مع ازدياد عدد السكّان والحاجة لأراضي الاستجمام يزداد الضغط والكثافة في الأراضي المفتوحة المتبقّية.
‌ج.      الماء
ازداد في العقود الأخيرة استهلاك الإنسان للماء بمدى كبير بسبب الازدياد الهائل في عدد السكّان، الذين يستغلّون الماء للشرب وللاستحمام وللزراعة وللصناعة. المياه العذبة هي مورد نادر في عالمنا عامّةً وفي إسرائيل خاصّةً. معظم المياه على الكرة الأرضية هي مياه مالحة. %3 منها فقط هي مياه عذبة، وجزء من المياه العذبة محصور في المياه الجوفية أو في الكتل الجليدية المتجمّدة. يستعمل الإنسان المياه العلوية، كمياه الأنهار والبحيرات، والمياه الجوفية التي تُضخّ من الأرض. تُستغلّ مصادر المياه في إسرائيل استغلالاً تامًّا تقريبًا، وهناك ضخّ زائد للمياه الجوفية، أي تُضخّ كمّيات أكبر من الكمّيات التي تعود إلى المياه الجوفية كرواسب جوّية . طرق مواجهة النقص في المياه في إسرائيل متنوّعة، منها: تحلية مياه البحر- عملية يُخرِجون فيها الأملاح من الماء، لتصبح صالحة للشرب؛ التربية والتوعية- من خلال فعاليات مثل: إعلانات في وسائل الإعلام، حملات قطرية للتوفير في الماء؛ تطبيق سياسة للتوفير في الماء، كرفع أسعار المياه وغيرها. 
تلوّث الموارد الطبيعية
أعمال التطوير التي يقوم بها الإنسان وكذلك تراكم كمّيات كبيرة من النفايات، تؤدّي إلى تلويث الموارد الطبيعية، ومنها مصادر المياه والهواء والأرض .
‌أ.       تلوّث الماء
تسرّب الملوّثات إلى المياه الجوفية وإلى الوديان يتسبّب في أعقاب: تسرّب مياه المجاري، تسرّب موادّ وقودية، تسرّب نفايات، تسرّب المجاري السامّة من المصانع، تغلغل أسمدة وموادّ إبادة زراعية وغير ذلك. كما أنّ جودة المياه تنخفض أيضًا بسبب الضخّ الزائد للمياه الجوفية. هذا لأنّه عندما تكون كمّية الماء قليلة، فإنّ الأملاح المعدنية والموادّ الأخرى الموجودة في التربة، تكون بتركيز عالٍ فيها. نتيجة تلوّث المياه، تُصاب القدرة على استغلال كمّية الماء المحدودة. بالإضافة إلى ذلك، يشكّل تلوّث الماء خطرًا على المخلوقات الحيّة. يؤدّي التلوّث إلى أضرار للمخلوقات البحرية وانقراضها وبضمنها الثروة السمكية التي يستغلّها الإنسان للتغذية. اليوم، الحلّ المركزي لمنع تلوّث الماء هو من خلال تطبيق القوانين والأنظمة، خاصّةً بالنسبة لأعمال المنظّمات التجارية.
‌ب.     تلوّث الهواء
يشكّل تلوّث الهواء مشكلة في جميع الدول المتطوّرة في العالم، وهو نتيجة لأعمال الإنسان، التي تنعكس في الأساس في الاستعمال المتزايد للمركبات وإنتاج الكهرباء في محطّات توليد الكهرباء وإنتاج منتجات في الصناعة. تؤدّي هذه الأعمال إلى انطلاق موادّ ملوّثة إلى الهواء الذي تتنفّسه المخلوقات الحيّة. يشكّل الهواء الملوّث خطرًا على صحّة الإنسان ويُلحق ضررًا جسيمًا بحياة الحيوانات والنباتات، بشكل مباشر وبشكل غير مباشر أيضًا- نتيجة تكوّن المطر الحامضي (مطر يحوي موادّ ملوّثة، في الأساس حامض الكبريتيك وحامض النيتريك). يضرّ المطر الحامضي ضررًا غير مرتدّ بالغابات وبمصادر المياه وحتّى بالأبنية التي من صنع الإنسان. من بين الحلول المقترحة لتقليص انطلاق الملوّثات إلى الهواء، يمكن إيجاد استعمال أنواع الطاقة البديلة لإنتاج الكهرباء بدلاً من حرق الوقود مثل الغاز الفحم، تطوير مركبات تتحرّك بالكهرباء أو بالغاز، تطوير شبكات مواصلات عامّة ناجعة، تطبيق القوانين والأنظمة في موضوع تلوّث الهواء.   
‌ج.      تلوّث التربة
ينبع تلوّث التربة من عوامل مختلفة منها: استغلال مكثّف للتربة، الذي يؤدّي إلى تآكل الأملاح المعدنية التي بداخلها؛ إدخال موادّ الأسمدة وموادّ الإبادة إلى التربة، التي تُستعمل استعمالاً غير مراقب؛ تراكم النفايات الصلبة التي تتغلغل إلى التربة وتلوّثها؛ تراكم موادّ غير متآكلة (كالبلاستيك ومنتجاته) في التربة، التي تمنع دخول الهواء إلى التربة؛ المطر الحامضي. إحدى الظواهر التي ترتبط بتلوّث التربة هي عملية التصحّر. التصحّر هو عملية تمتدّ فيها الصحراء على مناطق آخذة في الازدياد. قسم من هذه العملية يحدث بتأثير الإنسان، الذي يوسّع الأراضي الزراعية ويفلح الأرض، على حساب الأراضي التي كانت تنمو فيها نباتات طبيعية. هدم الثروة النباتية يزيل من الأرض الحماية التي توفّرت لها من جرف الرياح والأمطار ومن أشعّة الشمس التي تجفّفها. الفلاحة المكثّفة للأرض تؤدّي إلى ملوحتها وإلى تركها. يؤدّي الرعي الزائد في الأرض إلى عدم تجدّد النباتات الطبيعية وتتعرّض الأراضي إلى الجرف القويّ. في أعقاب هذه العملية يبقى ملايين من أبناء البشر بدون ماء وغذاء، ويضطرّون للهجرة إلى المدن الكبرى.  


تراكم النفايات
ارتفاع مستوى الحياة والاستهلاك المتزايد للمنتجات، يؤدّيان إلى تراكم كمّيات كبيرة من النفايات، التي تتخطّى قدرة البيئة على مواجهتها. لذلك تراكم النفايات هو أحد المشاكل البيئية الصعبة التي نواجهها اليوم في البلاد وفي العالم. حسب معطيات من وزارة حماية البيئة، كلّ واحد من سكّان إسرائيل يُنتِج بالمعدّل في كلّ يوم حوالي كيلوغرامين من النفايات، وتتراكم بالمجمل في الدولة كمّية نفايات تصل إلى خمسة ملايين طنّ في السنة. كمّيات النفايات الهائلة تتطلّب أراضي كثيرة للطمر- هذه الأراضي التي هي مورد متناقص، خاصّةً في إسرائيل. كذلك النفايات التي لا يتمّ طمرها كما يجب، هي مَضَرَّة بيئية، وتؤدّي، من ضمن ما تؤدّي إليه، إلى مضرّات رائحة ومضرّات صحّية وإلى انخفاض قيمة الأرض وإلى مضرّات تلوّث الهواء على أثر الحرائق وكذلك إلى تلوّث المجمّعات المائية.
الحلول المقترحة اليوم لتقليص حجم النفايات والكمّية المرسَلة إلى الطمر، هي معالجة مدمجة للنفايات: (1) تقليص الحجم- تقليص كمّية النفايات من خلال تقليص الاستهلاك وكذلك منتجات تُنتِج كمّية أقلّ من النفايات؛ (2) إعادة الاستعمال- إعادة استعمال المنتجات لغايات مختلفة، بدلاً من رميها في النفايات. مثلاً: استعمال القناني المستعملة للخزن؛ (3) إعادة التدوير- عملية تُفصَل فيها موادّ مختلفة من محتوى النفايات لاستعمالها موادّ خامّ لإنتاج منتجات جديدة؛ (4) إنتاج الطاقة من النفايات- استغلال الطاقة الكامنة في الموادّ العضوية الموجودة في النفايات من أجل إنتاج طاقة بطرق مختلفة؛ (5) الطمر- طمر النفايات في مواقع منظّمة، إلى جانب معالجة العصارات (السوائل التي تفرز من النفايات، والتي تحوي ملوّثات مختلفة) والغازات التي تنتج، لمنع المضرّات البيئية. النفايات الخطرة (على سبيل المثال البطّاريات المستعملة)، التي تحوي موادّ سامّة وخطرة، يجب نقلها ومعالجتها في موقع خاصّ.


ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية
القدرة على إنتاج الطاقة واستغلالها بنجاعة تساهم في بقاء الإنسان وفي رفاهيته وفي بيئته الاجتماعية. مع مرّ السنين، يتزايد الطلب للطاقة، بسبب أسلوب الحياة العصري وكذلك بسبب ازدياد عدد السكّان. المصدر الأساسي الذي يستعمله الإنسان اليوم لإنتاج الطاقة هو الموادّ الوقودية الأحفورية- المناجم (النفط والفحم والغاز). إنتاج الطاقة من هذه الموادّ الوقودية يؤدّي إلى انطلاق ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء. حرق الوقود الأحفوري يحدث أساسًا لغرض تحريك السيّارات والطائرات، ولغرض إنتاج منتجات في المصانع، وكذلك لغرض إنتاج الكهرباء في محطّات توليد الكهرباء. الاستهلاك المتزايد للمنتجات في أيّامنا ونقل الموادّ الخامّ وإنتاج المنتجات ونقلها في كلّ أنحاء العالم- تستهلك هي أيضًا كمّيات كبيرة من الطاقة، وتزيد من انطلاق ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الغازي. بالإضافة إلى كلّ ذلك، قُطعت في العقود الأخيرة حوالي نصف الأشجار في الغابات الماطرة، التي تستوعب ثاني أكسيد الكربون من الهواء، الأمر الذي أدّى إلى المسّ بقدرة الغابات على تقليص كمّيته في الهواء.
ثاني أكسيد الكربون هو من غازات الاحتباس الحراري، ويتخوّف الكثير من العلماء من أن يؤدّي ارتفاع تركيزه في الهواء إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وإلى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية. هناك عامل آخر يمكنه أن يساهم في ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، وهو انطلاق غاز الاحتباس الحراري غاز الميثان من تراكم النفايات ومن حقول الأرزّ في آسيا ومن عملية الهضم لدى الحيوانات المجترّة (الأغنام والأبقار)، التي يربّيها الإنسان بكمّيات كبيرة جدًّا، للاستجابة لاحتياجاته الغذائية.


ازداد في الآونة الأخيرة الجدل حول نسبة ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية وحول مدى تأثير هذه العملية على الإنسان. المعطيات التي تمّ عرضها "كحقائق" اتّضح أنّها غير دقيقة أو كفرضيات فقط، وأثارت ارتباكًا وجدلاً بين صفوف العلماء أيضًا الذين ادّعوا أنّ أعمال الإنسان تؤدّي إلى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية.
حتّى إذا كانت درجة حرارة الكرة الأرضية بارتفاع أو لا، وحتّى إذا كانت ترتفع بتأثير الإنسان أو بتأثير عمليات طبيعية، من الواضح أنّ ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية يمكن أن تكون له أبعاد طويلة المدى، سواء على البيئة الطبيعية وسواء على نمط الحياة البشرية. التغيّرات المناخية المتوقّعة على أثر هذه العملية تنطوي على أخطار كثيرة، كالقحط والمجاعة، وكذلك ذوبان وانهيار قسم من الكتل الجليدية في أنتركتيكا وفي چرينلاند، ونتيجة لذلك- ارتفاع منسوب مياه البحر في مناطق ساحلية كثيرة مأهولة بالسكّان. تصيب التغيّرات المناخية أيضًا بالزراعة: الكثير من المزروعات، كالذرة وقصب السكّر، لن تستطيع النموّ في درجات حرارة عالية. التغيّر في كمّية الأمطار يؤثّر أيضًا على كمّية المحصول. يمكن أن تؤدّي هذه التغيّرات إلى نقص في الغذاء في دول كالبرازيل أو في دول أفريقية، وإلى مجاعة يعاني منها السكّان في هذه الدول. يُتوقّع ضرر آخر في بيوت التنمية. ستتغيّر بيوت تنمية كثيرة. ستتحوّل مناطق كثيرة إلى صحارٍ- ومناطق أخرى إلى أكثر رطوبة. الكثير من أنواع النباتات والحيوانات لن تلائم الشروط المعيشية الجديدة وسوف تنقرض. ذوبان الكتل الجليدية في أنتركتيكا، مثلاً، سيؤدّي إلى فقدان دببة القطب وكلاب البحر مكان معيشتها.
إلى أن نحصل على إجابة واضحة بالنسبة لمدى تأثير الإنسان على درجة الحرارة في الكرة الأرضية، يتوجّب علينا التصرّف وكأنّنا نحن سبب ارتفاع درجة حرارتها. وذلك لأنّه إذا لم نتصرّف على هذا النحو، فإنّنا سنكتشف بعد فوات الأوان بأنّنا قد وصلنا إلى نقطة "اللاعودة"، التي ستحدث بعدها جميع الظواهر الصعبة المذكورة أعلاه.
ما الذي يمكن فعله في هذه الأثناء؟- يجب تقليص انطلاق غازات الاحتباس الحراري. يمكن لهذا الأمر أن يحدث من خلال أعمال مثل التوفير في الكهرباء وفي الطاقة، استعمال المواصلات العامّة أو المشي بدلاً من استعمال السيّارات الخاصّة، استعمال واسع للطاقة البديلة كالشمس والرياح لإنتاج الكهرباء، وكذلك منع قطع أشجار الغابات. أخذ المسؤولية لمنع ارتفاع درجة الحرارة يجب أن يتمّ في المستوى الفردي، من قِبَل كلّ واحد منّا، وكذلك في المستوى السياسي والدولي- لتحديد سياسة وغايات في الموضوع.
هكذا مثلاً، كجزء من الجهود الدولية لمنع ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، عُقد في شهر كانون الأوّل 2009 المؤتمر الدولي للمناخ، في كوبنهاجن، عاصمة الدنمارك، الذي شارك فيه مندوبون من 192 دولة. أحد أهداف الأكثر أهمّية لمؤتمر كوبنهاجن كان تحديد غاية كمّية لتقليص انطلاق غازات الاحتباس الحراري حتّى سنة 2050. تحديد الغاية الكمّية لم يُدرَج في نهاية الأمر في المستند الإجمالي، لكن تقرّر تقييد ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقلّ من درجتين مئويتين.  
   

‌أ.       وصف عملية التدريس
الاعتبارات: بعد التعرّف على المنظومة البيئية ومركِّباتها والعلاقات المتبادلة بين المركِّبات، من المهمّ أن يفهم الطلاّب أنّ الإنسان هو جزء من المنظومة البيئية وأنّه المخلوق الحيّ الذي يؤثّر عليها بأكبر مدى.
موضوع تأثير الإنسان على المنظومة البيئية هو مركّب، لأنّ له جوانب كثيرة، ويستدعي تفكيرًا منظوماتي وشاملاً، وكذلك بسبب حقيقة أنّ التأثير هو غير مباشر أحيانًا ومتراكم ومتواصل على مرّ الزمن.
نقترح معالجة الموضوع في مرحلتين: درس افتتاحي يصنّف فيه الطلاّب ويمسحون معلومات من مقالات، حسب فعالية "عناوين في البيئة"، ويقومون بعصف ذهني بالنسبة للجوانب المختلفة لتأثير الإنسان على البيئة، مثل: تناقص وتلوّث الموارد، ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، تراكم النفايات، وكذلك طرق مواجهة مشاكل من هذا النوع. يمكن الاستعانة بخارطة المصطلحات، التي تنظّم الجوانب المختلفة وطرق مواجهة المشاكل البيئية. في المرحلة الثانية يمكن تدريس المواضيع بواسطة وسائل تعليمية تفاعلية في شبكة الإنترنت، وكذلك بواسطة مهمّات تطبيقية. يمكن أن تعتمد المهمّات على فحص مقالات من الصحف، أو تشخيص المشاكل التي ذُكرت فيها وتصنيفها إلى مواضيع. نوصي بتقسيم الطلاّب إلى مجموعات، بحيث تتعمّق كلّ مجموعة في أحد جوانب تأثير الإنسان على البيئة، وتبحثه وتعرضه أمام الصفّ من خلال إجراء نقاش. لهذا الغرض، نقترح في الوحدة عدّة مهمّات تطبيقية، للتوسّع والتعمّق في المواضيع المختلفة.
بإمكان الطلاّب إضافة التغيّرات التي تحدث (أو التي يمكن أن تحدث) في بيئته بتأثير الإنسان، إلى المعلومات التي يجمعونها عن المخلوق الذي اختاروه، والتحدّث عن تأثيرها وطرق تجنّبها أو تصليح الأضرار التي تسبّبها.
يتيح هذا الطابع من التعلّم للطلاّب التعرّف على قضايا مركزية تتواجد اليوم في مركز الجدل العامّ، والتمرّس بمعضلات بيئية وإيجاد حلول لها. من المهمّ أن يفهم الطلاّب أيضًا أنّ للأعمال التي يقوم بها كلّ واحد منّا في حياته اليومية أبعادًا مباشرة وغير مباشرة على الظواهر التي تحدث في العالم، مثل: ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية والإضرار بالموارد الطبيعية. تستدعي المهمّات تعزيز مهارات مثل جمع المعلومات وفكّ رموز المعلومات التي تُعرض في عروض مختلفة (قطعة، رسم بياني، فيلم قصير، صورة)، ومعالجة المعلومات وعرضها. بالإضافة إلى ذلك، لكون القضايا البيئية معقّدة ولا يوجد لها حلّ واحد معروف مسبقًا، يتمرّس الطلاّب بطرح حجاجات تؤيّد وتعارض، وكذلك بحلّ المشاكل المعقّدة.
اقتراح: يمكن البدء في الموضوع بعرض موضوع مؤتمر المناخ في كوبنهاجن (كانون الأوّل 2009)، وبالجهود الدولية المشتركة للمحافظة على الكرة الأرضية.   
‌ب.     الصعوبات المميّزة
فيما يلي صعوبات مميّزة مركزية، من أبحاث في تدريس العلوم:
1.      صعوبة في التفكير المنظوماتي وفي فهم العلاقات غير المباشرة في المنظومة، التي تعتبر هامّة لتطوير إدراك بيئي. على سبيل المثال: فهم العلاقة بين انطلاق ثاني أكسيد الكربون من السيّارات وبين انقراض دببة القطب.
2.      صعوبة في فهم عملية الاحتباس الحراري. هناك توجّهان خاطئان شائعان بين الطلاّب في هذا السياق: (أ) بما أنّ التشابه هي للدفيئة، يمكن أن يتواجد طلاّب يعتقدون أنّ غازات الاحتباس الحراري (الدفيئة) محصورة (محبوسة) بالفعل داخل الدفيئة المصنوعة من الزجاج أو البلاستيك. (ب) يتطرّق الطلاّب إلى ظاهرة "الاحتباس الحراري" على أنّها ظاهرة سلبية تؤدّي إلى ارتفاع زائد في درجات حرارة الكرة الأرضية.
‌ج.      اقتراحات لمواجهة الصعوبات
1.      من الجدير التحدّث عن الأعمال الفردية التي نقوم بها في حياتنا اليومية، والتي يمكن أن تكون لها أبعاد قليلة وواسعة على المنظومة البيئية. من المهمّ التشديد على أنّه ليس لكلّ عمل يقوم به الإنسان أبعاد مباشرة على المنظومة، وأحيانًا يكون التأثير غير مباشر ويحدث بعد مرور الزمن.
2.      في موضوع استعمال المصطلحات الخاطئة، من الجدير التحدّث عن الالتباس القائم في تسمية الظاهرة دفيئة وتشبيهها بدفيئة النباتات من المهمّ التحدّث مع الطلاّب عن أهمّية ظاهرة الاحتباس الحراري لوجود الحياة على سطح الكرة الأرضية، وفي نفس الوقت التشديد على أنّ الارتفاع الزائد في درجة الحرارة (الذي تسبّبه أعمال الإنسان) هو ظاهرة غير مرغوب فيها وخطرة. 





مجال الساعات الموصى به في موضوع تأثير الإنسان على البيئة:  4
الموضوع      مصطلحات وأفكار    مهارات         فعاليات مفتاحية        توجيه إلى موادّ تعليمية        مهمّات تقييمية
تأثير الإنسان على البيئة- درس افتتاحي      - الإنسان كجزء من المنظومة البيئية، والذي يؤثّر عليها بمدى كبير         - مهارات النقاش، تحليل خارطة مصطلحات        فعالية: "عناوين في البيئة"، ونقاش الأسئلة: كيف يؤثّر الإنسان على البيئة؟ ما هي أبعاد هذا التأثير؟ بأيّة طرق يمكن تقليص التأثير؟
- إجمال بواسطة خارطة المصطلحات والملخّص (في الوحدة)     - خارطة المصطلحات التي في المقدّمة (في الوحدة)
- الفعالية: "عناوين في البيئة"، من موقع العلوم والتكنولوجيا.
- التربية البيئية للاستدامة، في موقع العلوم والتكنولوجيا.  
تعمّق في المشاكل البيئية الأساسية وطرق مواجهتها         -        ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية
الاحتباس الحراري، غازات الاحتباس الحراري، ظواهر عالمية، مصادر طاقة بديلة، التوفير في الطاقة، المواصلات الودّية
-        تضاؤل الموارد الطبيعية وتلوّثها
مصادر طاقة متآكلة، مصادر طاقة متجدّدة، المياه الجوفية، تحلية مياه البحر، التوفير في الماء، الأراضي المفتوحة، التصحّر
-        تراكم النفايات
أضرار  النفايات، المعالجة المتكاملة للنفايات: تقليص الحجم، إعادة التدوير، إعادة الاستعمال، إنتاج الطاقة، الطمر.
-        التنمية المستَدامَة       جمع وتحليل معلومات
-        من مصادر مختلفة ومن عروض معلومات مختلفة: (قطعة، محاكاة، صور، مخطّطات)
-        طرح حجاجات والتحدّث عن معضلات تتعلّق بالتطوير المستديم.
حلّ مشاكل:
-        طرح اقتراحات لمواجهة فردية وعامّة لتأثيرات الإنسان السلبية على البيئة.


         -        مهمّات للتنفيذ في مجموعات عمل (في الوحدة):
المهمّة 1: تلوّث الهواء وارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية: إصابة الشعب المرجانية.
المهمّة 2: تلوّث الوديان: وادي الحوّاطات (ألكسندر)- إصابة الوادي وتأهيله.
المهمّة 3: الأخطار التي تهدّد الأراضي المفتوحة: قصّة شاطئ پلمحيم.
المهمّة 4: تراكم النفايات: قصّة "جبل الزبل".
-        عرض المواضيع من قِبل الطلاّب وإجمال الموضوع.
        

Post a Comment

أحدث أقدم