البيئة الملائمة تأقلم  الكائنات
يوجد على سطح الكرة الأرضية تنوّع هائل من البيئات الحياتية، وتتحقّق في كلّ منها شروط بيئية تميّزها. في الصحراء حارّ وجاف. بالقرب من القطب مياه وفيرة، لكنّ درجة الحرارة منخفضة والمياه متجمّدة معظم السنة. بجوار البحر الرياح قوية وتحمل رذاذًا من مياه البحر المالحة. الهواء في قمم الجبال العالية خفيف، ودرجة الحرارة منخفضة. في الطبقات العليا من مياه البحر مذاب هواء، والضوء يدخل إليها، لكنّ الضوء يدخل فقط إلى عمق محدود، والضغط يزداد في الطبقات العميقة من البحر وكذلك كمّية الأوكسجين محدودة في الأعماق.
ينجح أبناء البشر في العيش في جميع البيئات الحياتية في عالمنا تقريبًا. بفضل القدرات التكنولوجية التي طوّرناها، بإمكاننا تغيير الشروط التي حولنا وملاءمتها لاحتياجاتنا: نبني بيوتًا، ونكيّف الهواء فيها (مكيّف)، ونحرص على تزويد الماء وعلى توفير مصادر للغذاء وغير ذلك. لكنّ المخلوقات الحيّة الأخرى لا تمتلك مثل هذه القدرات التكنولوجية. ورغم ذلك نجد في كلّ بيئة حياتية تنوّعًا كبيرًا جدًّا من المخلوقات. كيف تنجح في العيش في البيئات المختلفة؟
تعيش في كلّ بيئة فقط المخلوقات التي صفاتها المختلفة، كمبنى جسمها وسلوكها، تمكّنها من العيش في تلك البيئة. هذه الصفات تسمّى ملاءمات.
ملاءمات المخلوقات الحيّة للبيئة تمكّنها من الحصول على غذائها، والاحتماء من المخلوقات الحيّة الأخرى في البيئة، والتكاثر وإنجاب أفراد نسل خصبة، ومواجهة الشروط البيئية والتغيّرات الموسمية كالنقص في المياه أو فترات الجفاف. كلّما كانت ملاءمة المخلوق الحيّ للبيئة أفضل، زادت من احتمالات بقائه في البيئة وإنجاب أفراد نسل. الأبوان يورّثان صفاتهما لأفراد نسلهما، لذلك تكون احتمالات أفراد نسل المخلوق الملاءم لبيئته جيّدة للبقاء والتكاثر في تلك البيئة.
   
أنواع الملاءمات للبيئة
ملاءمات المخلوقات الحيّة لبيئتها- الصفات الملاءمة للشروط البيئية- توفّر ردًّا للمشاكل التي تواجهها المخلوقات الحيّة في بيئتها الحياتية.
لو فحصنا صفات المخلوقات الحيّة في نفس البيئة، نلاحظ تنوّعًا من الملاءمات- حلول مختلفة لمواجهة تلك المشاكل. على سبيل المثال: المشكلة الأساسية في الصحراء هي قلّة الماء. الجِمال، مثلاً، تستطيع أداء وظائفها جيّدًا حتّى إن لم تشرب ماءً خلال عدّة أيّام، وبعد ذلك شرب كمّية كبيرة من الماء مرّةً واحدةً دون أن يمسّها ضرر. القوارض الصحراوية مثل اليربوع، لا تشرب ماءً، وتكتفي بأكل النباتات اللحمية (التي تحوي أوراقها كمّية كبيرة من الماء). نجد في النباتات الصحراوية أيضًا ملاءمات مختلفة لمشكلة قلّة المياه. لأشجار العنّاب مثلاً، جذور عميقة تصل إلى المياه الجوفية. أوراق شجرة الشيح (العلقم) مغطّاة بالشعر، الذي يقلّص بمدى ملحوظ فقدان الماء القليل الذي نجحت الشجرة في استيعابه من التربة.
كذلك يمكننا إيجاد أمثلة كثيرة لملاءمات مشابهة لمواجهة نفس المشكلة، لدى مخلوقات لا تتبع لنفس المجموعة (التي هي من فئات مختلفة ومن عائلات مختلفة وهكذا)- حلول مشابهة لدى مخلوقات تتبع لمجموعات مختلفة. على سبيل المثال: في بلاد الشمال بارد جدًّا، خاصّةً في الشتاء المتجمّد. كملاءمة لهذه الشروط، توجد للمخلوقات المختلفة طبقات عازلة، تقلّص من فقدان الحرارة من الجسم. هكذا مثلاً، توجد لدببة القطب فروة كثيفة وطبقة دهنية سميكة تحت الجلد، ولديك الثلج (طير برّي يشبه الدجاجة) توجد طبقة ريش عازلة للحرارة وطبقة دهنية تحت جلده.
من المعتاد تقسيم الملاءمات للبيئة إلى ثلاثة أنواع أساسية: ملاءمات مبنوية (تشريحية) وملاءمات فسيولوجية (عملياتية) وملاءمات سلوكية.
ملاءمات مبنوية
الصفات التي تتعلّق بمبنى الجسم: في حجم الأعضاء، في شكلها، في لونها وفي مبنى الأجهزة الداخلية في الجسم، تُسمّى ملاءمات مبنوية.
       أمثلة لملاءمات مبنوية للحياة في الماء:
شكل جسم الأسماك هيدرو- دينامي، جسمها مغطّى بالحراشف وفوقها مخاط أملس. تسبح في الماء بواسطة الزعانف، وتتنفّس بواسطة الخياشيم الملاءمة لاستيعاب الأوكسجين المذاب في الماء. للطيور المائية أيضًا (البطّ والبطريق) وللثدييات المائية (ككلب البحر والدولفين)، التي تغوص في الماء للبحث عن الغذاء، يوجد شكل هيدرو- دينامي، وكذلك أغشية سباحة بين الأصابع،  التي تكسب الرِّجل شكل المجداف. من بين النباتات المائية نجد نباتات أوراقها تطفو على سطح الماء (كعرائس النيل والنيلوفر). توجد في هذه النباتات فراغات هوائية، تساعدها في الطفو على سطح الماء. أوراقها العريضة تستوعب ضوء الشمس وتستوعب الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون من الهواء (من جهتها العليا) وتستوعب الماء والأملاح المعدنية في مساحة جسمها التي تلامس الماء (عن طريق الجهة السفلى للأوراق وعن طريق باقي الأعضاء المغمورة في الماء). 
       أمثلة لملاءمات مبنوية للحياة في الصحراء:
توجد لحيوانات صحراوية كثيرة فروة فاتحة اللون تعكس أشعّة الشمس وتقلّص ارتفاع درجة حرارة جسمها. شعر الفروة قصير وخفيف، ويمكّن الجسم من التخلّص من فوائض الحرارة. توجد للكثير منها أرجل طويلة، تُبعدها عن الأرض التي تسخن في الشمس وتُطلق كمّية كبيرة من الحرارة إلى طبقة الهواء القريبة من الأرض. توجد للكثير من النباتات الصحراوية جذور عميقة، تصل إلى المياه الجوفية أو جذور تنمو قريبًا من سطح الأرض وتمتدّ على مساحة كبيرة. بهذه الطريقة تستطيع استيعاب مياه الأمطار القليلة التي تهطل في الصحراء،التي تنجح في ترطيب الطبقات العليا من الأرض فقط. أوراق الكثير من هذه النباتات مغطّاة بشعيرات فاتحة اللون تعكس أشعّة الشمس وتقلّص ارتفاع درجة الحرارة، كما وتقلّص فقدان الماء من الورقة، لأنّها تحفظ تحتها بخار الماء الذي ينطلق من الثغور التي في الورقة، وتكوّن طبقة دقيقة من "ميكرو- مناخ" رطب بالقرب من الأوراق.
تجدون معلومات عن مبنى الثغور، ومحاكاة حاسوبية لفعالية عن الثغور أثناء نشاطها، في الفصل ثغور، في
(الماء مادّة الحياة) توسّعًا عن استيعاب وإطلاق الماء (ص 64-61)، وعن ملاءمة المخلوقات الحيّة لقلّة الماء (ص 104-93).  
       أمثلة لملاءمات مبنوية للحياة في شروط البرد:
الفروة السميكة أو طبقة الريش السميكة والطبقة الدهنية السميكة تحت الجلد تعزل الحرارة وتمكّن الثدييات والطيور في المناطق الباردة من المحافظة على حرارة جسمها حتّى عندما يكون الهواء في الخارج باردًا جدًّا. الشعيرات الكثيفة أيضًا التي تنمو على أوراق النباتات، تعزل جيّدًا في المناطق الباردة. الأشجار الإبرية ( أنواع من الصنوبر والسَّرْو والأَرْز) تنمو في البلاد المثلجة. الأوراق الدقيقة، التي تشبه الإبَر، تمنع تجمّع كمّية كبيرة من الثلج على الأشجار، وبذلك يقلّ جدًّا خطر انكسار الأغصان تحت وزن الثلج الثقيل.

       أمثلة لملاءمات مبنوية للحياة في شروط الإضاءة الضعيفة (الخفيفة):
تحتاج النباتات إلى ضوء الشمس في عملية التركيب الضوئي، التي تُنتِج فيها غذاءها. للكثير من النباتات التي تنمو في الظلّ المعتم الذي تكوّنه أشجار الغابة الكثيفة، توجد أوراق عريضة تمكّن استيعاب كمّية قصوى من الضوء الذي ينجح في التسرّب بين الأشجار العالية. توجد للنباتات المتسلّقة سيقان دقيقة وطويلة، وكذلك وسائل أخرى تمكّنها من الإمساك والاستناد على أغصان الأشجار (مثل: أشواك معقوفة، سيقان ملتوية، وسائد مسك وغير ذلك). بهذه الطريقة تنمو وترتفع فوق قمم الأشجار، وتتعرّض لضوء الشمس.
ملاءمة فسيولوجية
الصفات التي تتعلّق بالعمليات التي تحدث في الجسم وتساعد في بقاء المخلوقات الحيّة في بيئتها الحياتية تُسمّى ملاءمات فسيولوجية.
       أمثلة لملاءمات فسيولوجية للحياة في الماء:
الأسماك التي تعيش في المياه العذبة تُفرِز فوائض الماء إلى خارج الجسم. بخلافها، الأسماك التي تعيش في المياه المالحة تُفرِز من جسمها فوائض الأملاح. النباتات التي تنمو في التربة التي مياهها مالحة (كأشجار الأثلة (الطرفاء)) تُفرِز من جسمها فوائض الأملاح.
       أمثلة لملاءمات فسيولوجية للحياة في الصحراء:
توجد للحيوانات والنباتات التي تعيش في الصحراء ملاءمات فسيولوجية تساعدها في التوفير في الماء. حشرات وزواحف وطيور وثدييات مختلفة، تُفرِز بولاً مركّزًا (يشبه المعجون)، وبذلك تقلّص فقدان الماء في إفرازاتها. ثدييات كالجمل والوعل تُفرِز رَوْثًا جافًّا جدًّا، وبذلك توفّر في الماء. تفقد النباتات الماء إلى البيئة في الأساس عن طريق سطح الأوراق والسيقان. في حالة النقص في الماء يبدأ تساقط أوراق الكثير من النباتات الصحراوية المختلفة (كجرد الصحراء الذي "يتجرّد" من الأوراق في الصيف)، أو أنّ قسمًا من مفاصل الساق تجفّ وتتساقط (كما يحدث في نبتة النَّشَمَة، التي سيقانها مكوّنة من مفاصل) . بهذه الطريقة تتقلّص المساحة التي تفقد النبتة الماء عن طريقها (بالنتح).
توسّعًا عن تقليص انطلاق الماء في النباتات (ص 97-95). 
       أمثلة لملاءمات فسيولوجية للحياة في شروط البرد:
سبات الشتاء (كما هي الحال عند الدببة والمرموط) وتساقط الأوراق في الشتاء (كما هي الحال عند جزء من أنواع الصنوبر والبطم) يمكّنان مواجهة درجات الحرارة المنخفضة، وتجاوز فصل الشتاء الذي تنقص فيه المياه أو الغذاء أو الضوء. توجد للثدييات التي تعيش في المناطق الباردة فروة سميكة (كما ذكرنا، هذه ملاءمة مبنوية). لكن بالإضافة إلى ذلك، تبدّل هذه الثدييات فروتها مرّتين في السنة: في الشتاء تنمو لها فروة سميكة بشكل خاصّ، بينما في الصيف تنمو فروة أدقّ. كما أنّه قبيل الشتاء تأكل هذه الثدييات كمّية كبيرة من الغذاء، وبهذه الطريقة تجمع دهنًا في جسمها، يعزل الحرارة ويشكّل أيضًا مصدرًا للطاقة أثناء السبات. توجد في هذه المناطق نباتات أيضًا، لا تتساقط أوراقها في الشتاء المثلج والمتجمّد، وتُنتِج موادّ تمنع تجمّد (موادّ anti freeze) الماء في خلايا جسمها، وخطر أن يمزّق الجليد المتبلور خلايا جسمها. (يزداد حجم الماء عندما يتجمّد ويتحوّل إلى جليد، ممّا قد يؤدّي إلى تمزّق الخلايا.) 

ملاءمة سلوكية
صفات الحيوانات التي تؤثّر على سلوكها وتساعدها في البقاء في البيئة تُسمّى ملائمات سلوكية.
       أمثلة لملائمات سلوكية للحياة في الماء:
الثدييات تتنفّس الهواءـ أي أنّه يتوجّب عليها الصعود إلى سطح الماء بين المرّة والأخرى لتتنفّس. إناث الثدييات البحرية، كالحيتان والدولفينات، تضع جراءها داخل الماء، وتسبح بالقرب من الجراء، وعند الحاجة تساعدها في الصعود إلى أعلى لتنفّس الهواء.
       أمثلة لملاءمات سلوكية للحياة في الصحراء:
تساعد ملائمة السلوك الكثير من الحيوانات في مواجهة درجات الحرارة غير المريحة. لا تعاني الصحراء من نقص في المياه فحسب، وإنّما أيضًا من الحرارة العالية. من عادة الحيوانات الصحراوية تقليص نشاطها في الساعات الحارّة من اليوم، وتكون نشطة في ساعات الصباح وفي ساعات المساء المبكّرة عندما تكون البيئة مضاءة والجوّ أبرد، أو في ساعات الليل. وعل الصحراء وغزال الصحراء، مثلاً، يأكلان في ساعات الصباح الباكر، عندما يكون الهواء باردًا وأوراق الأشجار مغطّاة بالندى. قوارض مثل اليربيل وفأر الصحراء وزواحف مثل الأفعى تكون نشطة في ساعات الليل فقط. في الساعات الحارّة تختبئ في جحور تحت الأرض. حرذون سيناء يقف على رِجليه الخلفيتين ويُبعد جسمه عن الأرض الحارّة، وخنفسة الصحراء، ذات الأرجل الطويلة، ترفع رِجلين كلّ مرّة وتقلّص مساحة تلامسها مع الأرض الحارّة.
       أمثلة لملائمات سلوكية للحياة في شروط البرد:
تهاجر حيوانات من مجموعات مختلفة قبيل الشتاء إلى مناطق أكثر حرًّا. هذا ما يحدث للطيور المهاجرة وللخفافيش (في أمريكا) ولأنواع معيّنة من الفراش (كفراشة أبو دقيق العلّيق، التي تصل قبيل الصيف من أفريقيا إلى منطقة العرابا وخليج إيلات، وتعود إلى مكانها قبيل الشتاء).

كيف تطوّرت الملاءمات للبيئة في المخلوقات الحيّة؟
لو فحصنا صفات عشيرة معيّنة من المخلوقات الحيّة، نلاحظ أنّه على الرغم من أنّ جميع أفرادها متشابهة، إلاّ أنّ هناك فروقًا بينها. هذا الاختلاف هو أحد العوامل الأساسية التي تؤدّي إلى تطوّر ملائمات للبيئة. تتطوّر مثل هذه الملاءمات في المخلوقات الحيّة خلال الأجيال. عندما تتغيّر الشروط البيئية، فقط قسم من المخلوقات تمتلك صفات تكسبها أفضلية في الشروط الجديدة. هذه المخلوقات تنجح في البقاء والتكاثر، وتنقل إلى أفراد نسلها، بالوراثة، الصفات التي أكسبتها هذه الأفضلية. أي أنّه عندما تتغيّر البيئة تنجح في البقاء فقط المخلوقات التي صفاتها تلائم الشروط المتغيّرة. كلّ مخلوق لا تلائم صفاته الشروط الجديدة مصيره الانقراض.  


‌أ.       وصف عملية التدريس
الاعتبارات: مصطلح الملاءمة للبيئة معقّد ويتضمّن عدّة جوانب:
       وجود تفاوت في صفات المخلوقات في عشيرة أفراد من نفس النوع، التي تعيش في نفس البيئة الحياتية. يتكوّن التفاوت عشوائيًا في عمليات التكاثر التزاوجي (الجنسي)، وينعكس في التفاوت في الجينات المسؤولة عن تلك الصفات.
       عملية الانتخاب الطبيعي تؤثّر في العشيرة من خلال "تصفية" الأفراد: الأفراد التي صفاتها تكسبها أفضلية في مواجهة الصعوبات التي تظهر في البيئة تنجح في البقاء وفي وضع أفراد نسل، هي أيضًا تشبه أبويها. على مرّ الوقت تحمل معظم الأفراد في العشيرة هذه الصفات، أي يطرأ ازدياد على تكرارية جينات معيّنة في العشيرة، وانخفاض على تكرارية جينات أخرى.
من الجدير البدء بعرض عامّ لمصطلح الملاءمة للبيئة من خلال أمثلة مألوفة، لتسهيل فهم مصطلح الملاءمة للبيئة على الطلاّب. رغم أنّ الطلاّب لم يتعلّموا بعد عن مبنى الجينوم وعن عملية الوراثة، من الجدير العرض أمامهم ملاءمات متنوّعة للبيئة. يستطيع الطلاّب من خلال الأمثلة بناء تعميمات أيضًا بدون الدخول إلى الآليات المعقّدة التي تشترك في العمليات المسؤولة عن تطوّر الملاءمات للبيئة. تعرّف الطلاّب في المدرسة الابتدائية على نوعين من الملاءمات للبيئة: مبنوية وسلوكية في بيئتين على الأقلّ- اليابسية (الصحراء عادةً) والمائية. من الجدير استيضاح مدى هذه المعرفة السابقة وترسيخها من خلال الخلفية العلمية المقترحة في هذه الوحدة وبواسطة الأمثلة المقترحة في الكتب التعليمية. لم يتعرّف الطلاّب من قبل على الملاءمة الفسيولوجية التي تعتبر أصعب للفهم، وتعتمد على معرفة العمليات الفسيولوجية المسؤولة عن هذا النوع من الملاءمة.
هناك طريقة ممكنة وهي الاستمرار في استعمال بطاقات الهوية الموسّعة التي حضّرها الطلاّب (والتي تشمل تفاصيل عن البيئة الحياتية لكلّ مخلوق). في هذه المرحلة يستطيع كلّ طالب إضافة ملاءمات المخلوق الذي حضّر عنه إلى بيئته الحياتية.
هناك طريقة أخرى وهي الاستعانة بفعاليات الوحدة، التي تتيح تحليل الملاءمات للبيئة من جانبين مختلفين:
       ملاءمة المخلوقات الحيّة لبيئة معيّنة- هناك عرض لأمثلة لنباتات ولحيوانات تمثّل أشكال ملاءمات مختلفة لنفس البيئة. يمكن تقسيم الصفّ إلى مجموعات، وإعطاء كلّ مجموعة فرصة تحليل مثال لمخلوق حيّ واحد وتصنيف ملاءماته إلى الأنواع الثلاثة (مبنوية وفسيولوجية وسلوكية)، والتحدّث حول الحلول التي تطوّرت في الأنواع المختلفة للصعوبات في البيئة.
       ملاءمة المخلوقات الحيّة لبيئات حياتية مختلفة (صحراء، بحيرة أو نهر، غابة في الشمال، جبل عالٍ)- عرض حلول منوّعة في البيئات الحياتية في اليابسة وفي الماء. هنا أيضًا يلائم العمل ضمن مجموعات كما اقترحنا أعلاه.
    
‌ب.     الصعوبات المميّزة
1.      الملاءمة للبيئة ليست عملية إرادية تفعّلها المخلوقات الحيّة حسب قرارها. الملاءمة هي نتيجة عمليات الانتخاب الطبيعي، التي تنتخب (تختار) الأفراد التي تكسبها صفاتها أفضلية. عمليات الانتخاب الطبيعي بطيئة وتستغرق مئات وآلاف الأجيال، بتأثير تغيّرات في شروط البيئة الحياتية.
2.      في حالات كثيرة التمييز بين أنواع الملاءمات المختلفة ليس سهلاً. على سبيل المثال، سبات الحيوانات يرتبط بتغيير أنماطها السلوكية الذي يؤدّي في البداية إلى زيادة الأكل وبعد ذلك إلى البحث عن ملجأ ملائم للنوم المتواصل. يتأثّر التغيير في السلوك بالهورمونات التي تُفرَز في جسمها بتأثير التغيّرات في طول النهار وتؤدّي إلى تغيير في الأنماط السلوكية. هذا الأمر يسري أيضًا على عملية الهجرة.
3.      هناك نباتات تحرّك أعضاءها كردّ فعل على اللمس. على سبيل المثال، نبتة الستّ المستحيّة التي تغلق أوراقها أو النباتات المفترِسة، كنبتة الديونيا التي تغلق فخّها. لأوّل وهلة، يمكن النظر إلى ذلك كملاءمة سلوكية. لكن بسبب عدم وجود جهاز عصبي في النباتات، يفضّل الباحثون عدم النظر إلى مثل هذه التغييرات على أنّها "سلوكية"، وإنّما يشملونها في إطار التغييرات الفسيولوجية.

‌ج.      اقتراحات لمواجهة الصعوبات
1.      في كلّ مرّة يجري فيها الحديث عن الملاءمة، من الجدير استخدام لغة مثل "الملاءمة تطوّرت أو تتطوّر"، وعدم ذكر فاعل أو "من قِبَل"، للتشديد على أنّ العملية ليست مخطّطة أو بفعل فاعل أو إرادية. يمكن الشرح كيف تعمل آلية الانتخاب الطبيعي على مجموعات من الحيوانات (العشائر) التي تعيش في نفس بيت التنمية من خلال أمثلة ملائمة. من المهمّ تصحيح الصياغات الخاطئة، مثل: "المخلوقات الحيّة تلائم نفسها للبيئة"، وتصحيحها بحيث تكون "المخلوقات الحيّة ملاءمة لبيئتها".
2.      يمكن إعطاء أمثلة يمكن أن يفهمها الطلاّب، تربط بين العمليات الفسيولوجية في الجسم وبين التغيّرات السلوكية، وذكر أنّه يوجد هنا عمليًا نوعان من الملاءمة يعملان معًا. هكذا مثلاً يمكن الإشارة إلى العلاقة التي بين طول النهار والسبات والهجرة وذكر أنّ طول النهار يستوعَب بواسطة حواسّنا ويؤدّي إلى إفراز هورمونات تؤثّر على سلوكنا. يمكن إعطاء أمثلة للطيران المتواصل وظاهرة إعياء الطيران (jet lag)  كمثال لتأثير طول النهار على شعورنا وعلى سلوكنا- النوم في ساعات غير طبيعية.
3.      التشديد على التوجّه الذي لا ننسب حسبه للنباتات سلوكًا إراديًا، ولذلك مثل التغيّرات المذكورة تندرج تحت الملاءمة الفسيولوجية وليست السلوكية.  






مجال الساعات الموصى به لموضوع الملاءمة للبيئة:  6-4


الموضوع      مصطلحات وأفكار    مهارات         فعاليات مفتاحية        توجيه إلى موادّ تعليمية        مهمّات تقييمية
الملاءمة للبيئة وأنواع الملاءمات     البيئات الحياتية:
-        حرش، صحراء، شاطئ البحر وغيرها
-        الملاءمة للبيئة          معالجة معلومات:
- قراءة قطعة وتحليلها
- تصنيف أنواع الملاءمات للبيئة     -        التعرّف على بيئات حياتية مختلفة بمركِّباتها
-        مشاكل وصعوبات في البيئات الحياتية وأهمّية الملاءمة لبقاء النوع
-        تركيز: الحياة في الصحراء
-        ملاءمة الحيوان أو النبتة المختارة لبيئته/ بيئتها الحياتية     - מערכות אקולוגיות, עמ'  49-39
- טבע הסביבה,
   עמ' 88 - 89 
  

        
51, 52, 55, 61, 66, 67, 74, 75
استيعاب وإطلاق الماء في النباتات جذور، ثغور، نتح              - تجربة
         - مشاهدة       -        استيعاب الماء في النباتات- الجذور
-        إطلاق الماء في النباتات
-       

57, 67, 69, 70, 73
أنواع الملاءمات للبيئة         ملاءمات الأنواع المختلفة للشروط البيئية: مبنوية وفسيولوجية وسلوكية
         معالجة معلومات:
- قراءة قطعة وتحليلها
- تصنيف أنواع الملاءمات للبيئة
- تنظيم معلومات في جدول
- إجمال واستنتاج استنتاجات
         -        التعرّف على أنواع الملاءمات للبيئة

        
53, 54, 56, 57, 58, 59, 60, 62, 63, 65, 71, 72, 73
الملاءمة للبيئة الحياتية         حلول مختلفة لمشاكل متشابهة في البيئة الحياتية    معالجة معلومات:
- قراءة قطعة وتحليلها
- تصنيف أنواع الملاءمات للبيئة
- تنظيم معلومات في جدول
- استنتاج استنتاجات  -        العمل في طاقم
-        تحليل قطع تصف ملاءمات منوّعة للبيات الحياتية
-        عرض التحليل أمام الطلاّب ونقاش في الصفّ

مهمّة: ملاءمة المخلوقات الحيّة لبيئتها الحياتية
أمامكم قطع معلومات تعرض ملاءمات نباتات وحيوانات للبيئة.
‌أ.       اقرأوا قطع المعلومات: قطعة تتناول ملاءمة الحيوان أو النبتة لبيئته/ لبيئتها الحياتية.
‌ب.     أكملوا الجدول التالي.
ملاءمات للبيئة في النبتة وفي الحيوان
اسم المخلوق   البيئة الحياتية  الشروط البيئية التي تؤدّي إلى صعوبات     أنواع الملاءمات للبيئة
                            مبنوية فسيولوجية     سلوكية
(في الحيوانات فقط)
                                              

‌ج.         أجيبوا عن السؤالين التاليين:
1.      كيف تساعد ملاءمات المخلوق الحيّ في مواجهة الصعوبات في بيئته الحياتية؟
2.      قارنوا بين ملاءمات المخلوقات الحيّة: اذكروا هل يوجد بينها تشابه أو اختلاف.

قطع المعلومات: ملاءمة المخلوقات الحيّة لبيتها الحياتية
1.      ملاءمة صديق الرمال للمناطق الشاطئية، 
2.      ملاءمة برغوث الماء للحياة في مجمّعات المياه العذبة،
3.      ملاءمة القطط البرّية،
4.      ملاءمة الأقاقيا لشروط الجفاف،
5.      ملاءمة اليربوع للشروط الصحراوية،
6.      ملاءمة الجمل للشروط الصحراوية،
7.      ملاءمة النورس للبيئة المائية،
8.      ملاءمة الحوت العملاق للبيئة المائية
9.      ملاءمة الدبّ الأبيض للبيئة المائية المتجمّدة،– 125



مهمّة: البيئات الحياتية والشروط التي تسود فيها
كما في المهمّات أعلاه، يمكن أيضًا اختيار قطع معلومات تصف بيئة حياتية والشروط التي تسود فيها وقسم من المخلوقات التي تعيش فيها، وإرشاد الطلاّب لتحليلها بواسطة جدول، والمقارنة بين ملاءمات المخلوقات التي تعيش في نفس البيئة، لنفس المشاكل.
ملاءمات المخلوقات الحيّة لبيئتها الحياتية

الشروط البيئية التي تؤدّي إلى صعوبات     اسم المخلوق   أنواع الملاءمات للبيئة
                   مبنوية فسيولوجية     سلوكية
(في الحيوانات فقط)
                                     
 (في مجالَي المضمون والمهارات)
1.      أن يفهم الطلاّب أنّ الإنسان هو جزء من المنظومة البيئية، وبسبب قدراته التكنولوجية يؤثّر تأثيرًا ملحوظًا على البيئة.
2.      أن يعرّف الطلاّب ما هي الاستدامة، وما هو التطوير المستديم، ويشرحوا أهمّيتهما للجيل الحالي وللأجيال القادمة.
3.      أن يتعرّف الطلاّب على المشاكل البيئية الأساسية، وهي: ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، تراكم النفايات، تلوّث الموارد واستغلالها الزائد، ويقترحوا طرقًا لمواجهتها من خلال تفعيل تفكير إبداعي.  
4.      أن يبحث الطلاّب مواضيع تتعلّق بتأثير الإنسان على البيئة، من خلال التمرّس بجمع معلومات من مصادر مختلفة ومن عروض معلومات مختلفة (قطعة، صور، أفلام، رسوم بيانية وغير ذلك)، في تحليل المعلومات وعرضها.
5.      أن يتعرّف الطلاّب على قضايا ومعضلات تتعلّق بالحفاظ مقابل التطوير، ويبنوا حجاجات تؤيّد وتعارض الأعمال التي من شأنها أن تؤثّر على البيئة.
6.      أن يطوّر الطلاّب وعيًا قرائيًا بيئيًا، يؤدّي إلى انتهاج نمط حياتي مستدام.
7.      أن يتمرّس الطلاّب بالعمل ضمن طاقم، إلى جانب أخذ مسؤولية فردية وجماعية في تنفيذ المهمّات.



مسح مصطلحات في موضوع تأثير الإنسان على البيئة (للوحدتين المعدّتين للصفّ السابع وللصفّ الثامن)

Post a Comment

Previous Post Next Post