شروط قيام سوق للأوراق المالية
لا تستطيع أي دولة أو أي نظام اقتصادي إصدار القرار بإقامة سوق الأوراق المالية نظرا لان هذه السوق تتمتع بحساسية عالية و تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج و الاستثمار و على كافة الفعاليات الاقتصادية إضافة إلى كونها تستطيع إعادة هيكلة قطاع الادخار و المدخرين و بالتالي يمكن لسوق المال ان تعيد ترتيب القطاعات الاقتصادية او إحداث موجه من التكتلات الاقتصادية بين الشركات مما يؤثر على الشركات الصغيرة و المتوسطة .
و لكي تقوم سوق الأوراق المالية لا بد من توافر الشروط التالية :
1-   وجود إطار تشريعي و تنظيمي مرن قادر على التطور و التكيف بشكل مستمر مع الظروف و المستجدات يستطيع حماية حقوق المتعاملين و معاقبة الشركات التي تخل بشروط الاستثمار و التداول في السوق .
و يمتد التشريع ليشمل تنظيم السوق و إدارته و الإشراف عليه و السماح أو عدم السماح للمستثمرين الأجانب بالدخول و الاستثمار و غيرها من التشريعات التي تضمن للسوق آلية العمل المتميزة
2-   وجود مؤسسات ( شركات مساهمة ) إنتاجية و خدمية و مؤسسات مالية و نقدية متطورة بحيث تعمل هذه الشركات حسب مبدأ فصل الإدارة عن الملكية لان مثل هذه المؤسسات تشكل الأساس الذي يقوم عليه السوق فإذا لم تتوفر شركات مساهمة مالية و إنتاجية فما هو الشيء الذي يمكن تداوله في هذه السوق

3-   وجود مؤسسات مالية و مصرفية متطورة قادرة على تعبئة المدخرات الوطنية و إقراضها للشركات الصناعية و الخدمية , بحيث تتمتع هذه المصارف بحرية العمل و الاستثمار و استقبال الأموال و تحويلها للخارج دون رقابة حكومية وفق قوانين تضمن الهوية المستقلة لهذه المصارف

4-   حرية تحويل النقد الوطني او الأجنبي من و إلى الدولة دون رقابة قانونية , أو استنادا إلى قوانين واضحة و صريحة بحيث لا يقع المتعامل معها ضحية سوء الفهم

5-   وجود مدخرات مالية لدى القطاع الخاص أو الأفراد أو المؤسسات المالية بحيث تشكل المدخرات المادة الأساسية في التعامل

6-   وضوح إجراءات و قوانين الاستثمار بحيث تتمتع هذه الإجراءات بالمرونة و البساطة و الدقة و الوضوح مما يشجع الأفراد و الشركات على إنشاء شركات مساهمة وطنية أو مشتركة مع القطاعات الأجنبية في مجال الإنتاج و الخدمات و القطاع المصرفي و المالي . وبالتالي يؤدي إلى زيادة عدد المؤسسات المالية الموجودة في الدولة .

7-     الاهتمام بوسائل الأعلام و مراقبتها :  
إن تكوين الشركات أو طرح السندات لا بد أن يصحبه إعلان مناسب حتى يعلم كل مستثمر و كل مدخر بالفرصة التي قد تحتاج لتوظيف أمواله و حتى نحافظ على مصلحة صغار المدخرين فإنه لا بد من مراقبة هذه البيانات الواردة في الإعلانات حتى تكون لها صبغة جدية ويتطلب ذلك التدخل لحذف البيانات غير الصحيحة .

8-   وجود حد أدنى من الاستقرار السياسي داخل الدولة و عدم وجود رقابة على النقد و ذلك من اجل جذب الاستثمارات و رؤوس الأموال و تحويلها من ادخارت إلى مشروعات اقتصادية.

Post a Comment

Previous Post Next Post