المؤسسة
هي مفهوم ذو طبيعة جد معقدة ، تتميز بالشمولية ويمكن النظر إليها من زوايا متعددة،
حيث تعبر المؤسسة عن واقع اقتصادي وبشري واجتماعي، كونها تعمل في بيئة مجتمعية
محددة، وتمثل جزءا من البنية الاقتصادية والاجتماعية لهذا المجتمع فالمؤسسة
بوظائفها المختلفة هي في قلب البيئة الاقتصادية الديناميكية، التي ميزتها الرئيسية
التطور و التغير ، فالمحيط الحالي للمؤسسات جد معقد وغير مؤكد.
وقبل
الخوض في دراسة وتحليل الوضعية المالية والاقتصادية للمؤسسة ، يجدر بنا تقديم بعض
المفاهيم العامة الضرورية حول المؤسسة ومحيطها، بحيث يعرض المبحث الأول مفاهيم
عامة حول المؤسسة ، مناهج ومداخل تحليل ودراسة المؤسسة بالإضافة إلى النظريات
المفسرة لها، وأخيرا أهم أنواع المؤسسات مع توضيح الخصائص المميزة لكل نوع. أما
المبحث الثاني فيتناول دراسة محيط المؤسسة ودور حياتها من خلال التعرض لمفهوم محيط
المؤسسة، مكوناته، وتأثيراته على نشاط المؤسسة ، وكذلك دورة حياتها وأهم التقسيمات
التي تتناول دورة حياة المؤسسة . وفي المبحث الثالث سيتم التطرق إلى وظائف المؤسسة
مع التركيز على الوظائف الرئيسية المتمثلة في الوظيفة المالية والإدارية والوظيفة
التموينية والوظيفة الإنتاجية وأخيرا الوظيفة التسويقية.
1-
المؤسسة فاعل اقتصادي:
يمكن أن تعرف المؤسسة في هذا الإطار، حسب
وجهات نظر مختلفة، أهمها:
- المؤسسة هي
عبارة عن لصنع مستقل ماليا
.
- المؤسسة هي عبارة عن وحدة إنتاج، بحيث تقوم بتحويل المدخلات التي
تأخذها من المحيط إلى مخرجات في شكل سلع وخدمات، تلبي حاجيات المحيط، والشكل رقم
(1) يوضح ذلك.
1.
المؤسسة
هي عبارة عن وحدة توزيع العوائد وإنفاق الاستهلاك.
تقسيم أو توزيع القيمة المضافة في المؤسسة
يتمم بين العمال، والدولة والهيئات الاجتماعية، والمقرضين والشركاء، والمؤسسة
نفسها، ونفس الشيء بالنسبة لفائض الإنتاجية، الذي يتم توزيعه بين الأطراف القابضة.
- المؤسسة هي كذلك عبارة عن إطار تنظيمي
للنفقات، تعتمد على الاستهلاك لتوفير المواد اللازمة لعملية الإنتاج، والشكل رقم
(2) يوضح ذلك .
Source : Jean Longatte, Jacques Muller, économie d’entreprise, Dunod,
Paris 2004, P02
2- المؤسسة كواقع بشري:
المؤسسة هي عبارة عن تنظيم تسلسلي للأفراد،
يأخذ بعين الاعتبار المهام، والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، ويتمتع باستقلال ذاتي
في صنع القرار، ويمكن اعتبار المؤسسة كحالة خاصة، من مجموعة واسعة، يطلق عليها،
المنظمات.
-
المنظمة هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص مقسمة إلى فئات (مجموعات) تتفاعل فيما بينها،
من أجل تحقيق أهداف معينة، وكل منظمة تقوم على قواعد معينة، ومبادئ وأغراض ، وقيم
وتفرض نظام قانوني جزائي، يخضع له أعضاء المنظمة بحيث يخدم هذا النظام أغراض
المنظمة وأهدافها.
3-
المؤسسة كواقع اجتماعي :
-
المؤسسة تؤثر في المجتمع ، وتساهم بشكل كثير في النشاط الاقتصادي ، ويتجلى ذلك من
خلال خلق مناصب العمل، وإنتاج السلع والخدمات (منتوجات)، وكذلك في زيادة المداخيل،
وتوفير موارد للجماعات العمومية، و المساهمة في تطوير، وتحديث الاقتصاد بفضل
التقدم التقني.
-
وتساهم المؤسسة في الميدان الاجتماعي، من خلال نشاطها في المجالات التالية :
الاجتماعية، التربوية، السياسية والثقافية ... إلخ.
4- المؤسسة
كنظام:
يعرف (Joël de rosnay) النظام بـ: هو مجموعة من العناصر
في تداخل ديناميكي منظم لتحقيق هدف ما.
- المؤسسة هي
نظام مفتوح على محيطه، يتفاعل معه من خلال علاقات تبادلية، بغرض تحقيق مجموعة من
الأهداف، وفي هذا الإطار يمكن أن تتركب المؤسسة من عدد كبير من الأنظمة الفرعية (Sous systèmes) بصفة عامة نعتبر نظام المؤسسة كمجموعة تتكون من ثلاثة أنظمة
فرعية، تتمثل فيما يلي:
- نظام العمل
يشير إلى العمليات التي تم إجراؤها .
- نظام
المعلومات.
- نظام يتعلق
بصنع واتخاذ القرار.
Post a Comment