استخدام التحليل المالي في التنبؤ بالفشل المالي
 سوف نتعرف في هذا المبحث إلى كيفية استخدام النسب المالية في التنبؤ بالفشل المالي، فقد أظهرت العقود الأخيرة مدى أهمية الاستفادة من التحليل المالي باستخدام النسب المالية، ليس في تقييم نشاط المؤسسات، وإنما أيضا في التنبؤ بمدى الكفاءة المالية لأنشطتها المستقبلية، وفي توفير وسيلة الإنذار المبكر للمنشأة لمساعدتها في الاحتياط المطلوب لاحتمالات الفشل المستقبلي.
نتطرق في هذا المبحث إلى مفهوم الفشل المالي وإلى أغراضه ومظاهره ، إضافة إلى الأسباب التي تؤدي إلى الفشل المالي للمؤسسات وكذلك إلى أهم نماذج التنبؤ بالفشل المالي للمؤسسات.

المطلب الأول : مفهوم الفشل المالي.
نجاح المشروع يعني أن المشروع يحقق عائدا يساوي على الأقل أو يزيد عن تكلفة رأس المال، أما فشل المشروع يعني أن المشروع يحقق عائدا غير مناسب أي يقل عن تكلفة رأس المال([1]).
- الفشل المالي له وجهان :
الأول مالي: ويتمثل في العجز المالي للوحدة إلى درجة إعلان الإفلاس ووضع المنشأة في حالة التصفية والعجز المالي يعني أن القيمة الدفترية لأصولها وبالتالي تكون المنشأة في حال عجز عن تسديد التزاماتها
والثاني اقتصادي: ويتمثل في عجز المنشأة عن تحقيق عائد الاستثمار المطلوب على الأموال المستثمرة ، أي أن عائد الاستثمار في المنشأة أقل من عائد استثماره في مجالات أخرى، وأقل من تكلفة الأموال المستثمرة في المنشأة([2]).
- الفشل المالي هو عدم قدرة المؤسسة ، أو المشروع على مقابلة التزاماته لدى استحقاقها ، وذلك بالرغم من أن مجموع أصوله يزيد عن مجموع مطلوباته، ويعبر عن هذه الحالة بمصطلح الفشل الفني، أما حالة الإفلاس أو الفشل الحقيق فتحدث بحكم القانون عندما يعجز المشروع عن دفع ديونه ([3]).
المطلب الثاني: أعراض مظاهر الفشل المالي:
1- أعراض الفشل المالي([4]):
هناك مجموعة من الأعراض التي تصيب المؤسسات الفاشلة الآيلة إلى الإفلاس ، ومن أهم هذه الأعراض والتي يمكن  لإدارة الائتمان الاسترشاد بها كمؤشرات في متابعة المؤسسات المقترضة ما يلي:
- عجز المؤسسة عن تسديد الأقساط في تواريخ استحقاقها
- تكرار الطلب على تأجيل تسديد الأقساط
- طلب تسهيلات جديدة في ظروف غير مبررة.
- تغيير متكرر في إدارة المؤسسة .
- تغيير متكرر في الطرق والسياسات المحاسبية، أو في مدقق حساباتها.
- الإحجام عن تزويد البنك، بمعلومات مالية يطلبها منها.
- ظهور دائنين جدد للشركة، لم تكن قد كشفت عنها للبنك سابقا.
- إعداد الموازنات والتوقعات المستقبلية على افتراضات غير معقولة.
-الممانعة والتردد تجاه زيارة موظفي البنك لإدارة الشركة ، ومواقع عملها المختلفة .
- مرض مزمن أو وفاة لبعض الأشخاص الرئيسيين المؤثرين في نشاط الشركة.
- بروز ظروف اقتصادية ومالية عامة تؤثر على نشاط الشركة، بشكل مباشر أو غير مباشر.
- تعرض أصول الشركة الخاضعة للرهن للحجز من قبل دائنين آخرين.
2- مظاهر الفشل المالي ([5]):
للفشل المالي مظهران مظهر اقتصادي يتمثل بفشل المشروع في تحقيق عائد مناسب على الأموال المستثمرة فيه، وتنطبق هذه الحالة على مشروع يحقق عائدا على الاستثمار أقل من التكلفة المرجحة للأموال المستثمرة فيه.
- مظهر مالي يتمثل في وصول المشروع إلى درجة العسر المالي، أو إلى ما هو أبعد من ذلك، أي إلى وضع التصفية القانونية ويعتبر المشروع معسرا من الناحية القانونية عندما تصبح القيمة الدفترية لموجوداته، أقل من القيمة الدفترية لالتزاماته ، لكنه يصل إلى حد التصفية، أو الإفلاس المالي عندما يعجز عن  تسديد ديونه.


[1] - محمد مطر، مرجع سبق ذكره، ص363-364.
[2] - منير شاكر محمد، مرجع سبق ذكره، ص178.
[3] - محمد مطر، مرجع سبق ذكره، ص 178.
[4] - نفس المرجع السابق ، ص363.
[5] - محمد مطر، مرجع سبق ذكره، ص 163.

Post a Comment

أحدث أقدم