ان العرب من اوائل الأمم التي عرفت واستخدمت الحمام الزاجل كوسيلة لنقل المعلومات والاخبار والبريد واهتمت بانسابه ووضعت الكتب والدراسات في طبائعه وامراضه وعلاجه.. وكانت مزايا استخدام الحمام الزاجل في الاتصال انها تأمن سهولة  اتصال اطراف الدولة الواسعة ببعضها وربطها بالعاصمة لذلك ادخل الخلفاء العباسيون استخدام الحمام الزاجل في البريد لما يمتاز به من السرعة الفائقة والسهولة في إعادة نقله إلى الأماكن التي ستطلقه مرة أخرى إضافة إلى انخفاض كلفة تربيته قياسا بالجياد والابل ولتكاثره السريع وطيرانه دون حاجته إلى دليل أو مرشد ودقته في الوصول إلى أهدافه وكذلك لجمال شكله والفته حتى تنافسوا في اقتنائه والعناية به وتوسيع دوره وتحسين نسله فاخضعوه إلى مراقبة دقيقة ونظموا له السجلات الخاصة بحركته وخصصوا له المربين يدفعون لهم الاجور العالية لقاء ذلك.

والان وبعد 1400 سنة , اصبح الحمام الزاجل من التراثيات , فقد تطورت وسائل النقل والتواصل بين العالم لدرجة كبيرة بفضل التكنلوجيا والتطور الهائل والنهضة الفكرية والحضارية في العالم, فقد اصبح العالم الان عبارة عن قرية صغيرة سهله التواصل وانتقال المعلومات من اماكن واطراف العالم كافة فنجد ان الاخبار تصل من مختلف انحاء العالم مباشرة بالصوت والصورة بأجزاء من الثانية.

لقد ادى هذا التطور التكنولوجي والمعلوماتي الى تطور كل مجالات الحياه لدى الانسان وخصوصا مجالات الدراسية والمعلوماتية ونقل الاخبار فألان يستطيع الجالس في اي مدينة في العراق ان يتواصل مع شخص اخر جالس في ولاية تكساس الامريكية بالصوت والصورة وفي اجزاء من الثانية ,ويعزى الفضل في ذلك لل(الشبكة العنكبوتية) او ما يسمى بالانترنيت....

الكثير من الأشخاص يفتقد لمهارة (تعلم كيف يتعلم)وذلك بسبب رواسب سابقة خلفه النظام التعليمي التقليدي في نمط تفكيره وثقته بنفسه. ولا نعتقد أن هذه الرواسب ستستمر مع الأجيال الحالية والقادمة وذلك بفضل تطور شبكة الإنترنت واختلاف الأوعية المعرفية فيها، والأهم من ذلك تحول الشبكة العنكبوتية لشبكة اجتماعية تضم نخبة من العارفين والذين يمكن الاستفادة منهم.

 اما السؤال المطروح الان.. هل نستطيع الاستفادة من هذة الشبكة في مجالات الدراسة ؟ وهل لاحت بوادر انطلاق عصر التعليم الاكتروني قريبة؟

بات عصر التعليم الإلكتروني واقعا ممكن التحقيق بعد أن كان حلما بالنسبة للكثيرين في كافة أرجاء العالم. فأكثر من مليون نسمة في الولايات المتحدة وحدها يحصلون على شهادات جامعية معتمدة عبر الإنترنت في مجالات التربية والتمريض وتكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال والمحاسبة وهندسة البرمجيات وعلم الجريمة وإدارة نظم الرعاية الصحية والكثير من المجالات الأخرى. وبحلول عام 2007، فأن  واحدا من كل عشرة طلاّب مسجلا في مساقات تُقدم بالكامل عبر الإنترنت.

Post a Comment

Previous Post Next Post