1- الوقت هو الحياة:

الإنسان في حقيقته وقت ، أو أن رأس ماله هو الوقت ، أو أن أثمن شيء يملكه هو الوقت ، هو وقت ، وما سمعت تعريفاً جامعاً مانعاً للإنسان كتعريف الإمام الجليل الحسن البصري حيث قال : " الإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه " ، فهو كائن متحرك نحو هدف ثابت ، فكل دقيقة تمضي تقربه إلى هذا الهدف الثابت .
ما معنى الخسارة ؟ مضي الوقت وحده يستهلكه ، فلذلك يقسم الله جل جلاله بمطلق الوقت لهذا المخلوق الأول الذي هو في حقيقته وقت ، أنه خاسر لا محالة ، لأنه يتلاشى شيئاً فشيئاً ،
سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يقول : " الليل والنهار يعملان فيك ".
انظر إلى صورتك قبل أربعين عاماً ، وانظر إلى صورتك بعد أربعين عاماً الفرق كبير جداً ، هذا فعل الوقت ، الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما .
لذلك هذا الوقت إما أن يستهلك ، وإما أن يستثمر ، البطولة والذكاء ، والفلاح  والتفوق ، أن نستثمره ، وضيق الأفق ، والغباء ، والجهل ، أن نستهلكه .

2-  إن قضية التنمية  في المقام الأول قضية وقت وقضية إنتاج:
برزت بشكل واضح في أوائل هذا القرن أهمية الوقت في نظريات الإدارة، وارتبط مفهوم إدارة الوقت، بشكل كبير، بالعمل الإداري من خلال وجود عملية مستمرة من التخطيط والتحليل والتقويم لجميع النشاطات التي يقوم بها الإداري خلال ساعات عمله اليومي، بهدف تحقيق فعالية مرتفعة في استثمار الوقت المتاح للوصول إلى الأهداف المنشودة.

فالإدارة العصرية تعتبر الوقت واحدا من عناصر إنتاجها، وأحد خمسة موارد أساسية في مجال الأعمال وهي: الطاقات البشرية، الموارد المادية، المواد الخام، التجهيزات والبنية التحتية، إضافة إلى الوقت الذي يُعدّ أكثرها أهمية، وبالتالي فاستغلاله بشكل منظم ودقيق يفيد من جهة التوفير في تكاليف أي مشروع، ومن جهة أخرى يرفع من قيمة الأرباح، كما أن سوء استثماره يترتب عليه ارتفاع التكلفة المباشرة.

"
فما من حركة تُؤدّى إلا ضمن وقت محدد، وما من عمل يُؤدى إلا كان الوقت إلى جانبه، فالإدارة حركة وزمن أو عمل ووقت"
.
وهكذا أصبحت التنمية في المقام الأول قضية وقت وقضية إنتاج.

واندمج المفهومان معا ليفرزا مفهوم الإنتاجية التي تعني العلاقة بين ما هو منتج والوسائل المستخدمة في عملية الإنتاج.
يقول المفكر مالك بن نبي: إن نهضة أي امة من الأمم مرهونٌ باجتماع مجموعة من العوامل منها: الإنسان والموارد والوقت. ولعل حركة التاريخ وسير الأقوام والحضارات السابقة تؤكد أن مقياس تقدم الأمم وازدهار حضارتها ونهضتها هو حسن استغلالها لوقت أفرادها وحسن إدارتهم له.
وإذا نظرنا إلى الأمم الحالية فسنجد أيضاً أن العامل الأساس في تقدمها هو أيضاً حسن استغلالها للوقت، واحترامها له.
إن نظرة إلى إنتاجية العامل في إحدى الأمم والتي تبلغ ثماني دقائق في اليوم تبين بكل وضوح سبب تخلف هذه الأمم عن ركب الحضارة ، في الوقت الذي تمتلك فيه كل إمكانيات النهوض.


3- لا شيء أطول من الوقت لأنه مقياس الخلود، ولا أقصر منه لأنه ليس كافياً لتحقيق  
    جميع ما يريده المرء .
إدارة الوقت هي إدارة للفكر و الضمير، وهي فوق ذالك إدارة للحياة، لجميع جوانبها وأبعادها.
 وما أحوج أمتنا لهذه الإدارة وما أحوج شركاتنا ومشروعاتنا لها . فالناجح في إدارة وقته هو الذي يستثمر وقته المتاح في الأمور الهامة ويخطط لهذا الوقت المتاح وهو الذي يسيطر على العوامل التي قد تتسبب في إهدار الوقت. فلا يستطيع الإنسان أن يختار استثماره أم لا ولكن يستطيع تعلم كيفية استثماره .
إنه العنصر الأساسي لجميع أمور الحياة فحياتنا ليست إلا وقت معلوم و محدود ... ألا يجب علينا إدارة هذا المحدود المعلوم الذي سوف نُسأل عنه.
 يقول تعالى: ﴿ وَقِـفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ ﴾ فالوقت متاح لنا جميعا بنفس القدر ولكن المتميز والناجح هو الذي يحسن إدارته ويستفيد وبذلك ينال الفوز بالدارين.
يقول أحد الناجحين رداً على سؤال عن سبب نجاحه في الحياة: " كنت أمتلك 24 ساعة في اليوم، وكانوا يمتلكون 24 ساعة أيضاً ... "

Post a Comment

أحدث أقدم