قراءة في مسار الرجاء
البيضاوي
بعد الخروج من تحت الباب .. الرهان على العودة لدائرة الألقاب
موسم الأحزان
لا أحد ينكر أن الموسم الرياضي 2016 الحالي
، يعد ثالث أسوأ موسم على التوالي بالنسبة لنادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم، وذلك
منذ التمثيل المتميز للنسور الخضر في النسخة العاشرة لكأس العالم للأندية البطلة
2013 ، والتي بموجبها توجوا بوصافة الميدالية الفضية ، بعد تمثيل المغرب في
المباراة النهائية أمام الماكينات الألمانية باييرن ميونيخ ، لكن دوام الحال من
المحال..
لقد عاش النسور الخضر طيلة مشوار البطولة
الوطنية هذا الموسم المد والجزر على مستوى النتائج الايجابية والسلبية ، لكن تبقى
الصحوة الناجحة الغير المكمولة لمرحلة الإياب ، والإنتصار بالثلاثية العذراء في
ديربي البيضاء على الغريم الودادي، هما الأبرز في مسيرة الرجاء لهذه السنة ، بعدما
خرج منها النادي الأخضر خاوي الوفاض في مشوار البطولة الوطنية ، التي كان خامسها
على المستوى الترتيبي النهائي ، رغم توفره على أقوى هجوم وكان حلم الرجاويين يكبر ،
لكن سرعان ما تحول إلى جبل من الأحلام ، بعد تلاشي كل الأشياء بتوالي النكبات
تباعا ، بخروج الفريق الأخضر من سباق كأس العرش ، وكأس عصبة الأبطال الإفريقية ،
وكأس الكونفدرالية القارية ، ذلك أن أجنحة النسور لم تقوى على التحليق وطنيا
وقاريا.
نسور بلا مخالب
عرف فريق الرجاء تراجعا مهولا بعدما كبر
حلم أنصاره ، الذي تحول إلى جبل من الأحلام وماء من سراب ، حيث تلاشت القناعة
التكتيكية المعروفة عن النسور ، فتوالت النكبات السلبية تباعا لم يبلعها جمهور
المكانة ، بعد التعاقد مع المدرب الهولندي روود كرول ، الذي لم يقدم شيئا يذكر
بصفقاته المرتجلة والقاتلة ، المتمحورة في استقدام : جحوح ، ياكوبو ، المسعودي
وكادوم.
ورغم أن المدرب الهولندي كرول كان لاعبا
كبيرا ، وعاصر نهج الكرة الشاملة ، إلا أن جلباب المدرب لم يكن على مقاسه مع
الرجاء ، فتم الاستنجاد بالإطار الوطني الكفء رشيد الطاوسي ، وطاقمه المدرب عزيز
الخياطي ، عبد الجبار متقي ، عبد الله الطيب ، وطارق الجرموني ، الذين اعتبروا
رجال المرحلة بعد قدرتهم على وضع الفريق فوق السكة الصحيحة ، ذلك أن الإنتدابات
الجديدة كانت على المقاس وباحترافية عصرية ، واعتبرت ايجابية بعودة الهداف
النيجيري أوساغونا ، والمدافع الغاني أوال ، والتعاقد مع المايسترو النيجيري بابا
توندي الذي فاز بجائزة احسن لاعب اجنبي في البطولة الوطنية ، حيث اعتبره الرئيس
بودريقة الورقة الرابحة شكلا ومضمونا ، ذلك أن هذه التعزيزات جاءت حسب الاحتياجات
، حيث تجمعت أشلاء المجموعة التي بوأت الرجاء الرتبة الخامسة ، ما آل بالرئيس
بودريقة إلى ضرب كف بكف لضياعه جمع شمل لقبي البطولة الوطنية وكأس العرش ، والسير
قدما في المشوار الإفريقي لعصبة الأبطال ، لو تعاقد مع المدرب الطاوسي مع إطلالة
الموسم الرياضي 2016 الحالي . ولكن هيهات ....
إشكالية الأكاديمية
ما أن فاحت رائحة انطلاق أشغال بناء الأكاديمية
الرياضية ، حتى تم تحريك الجمر الراكد من تحت أرضها ، بين الأستاذ محمد سيبوب رئيس
المكتب المديري ، والسيد محمد بودريقة رئيس المجلس الإداري ، ذلك أن الأول طعن
بقوة في تدخل وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك التي يترأسها عزيز الرباح ، بعدما
وافق على الترخيص لشركة ايرباجيك لإنطلاق بناء أكاديمية الرجاء ، رغم علمه بالنزاع
الثنائي بين طرفي الأسرة الرجاوية.
فإذا كان رئيس المجلس الإداري محمد بودريقة
يقر بالإستفادة الفردية لفرع كرة القدم لوحده ، فإن رئيس المكتب المديري الأستاذ
محمد سيبوب يؤكد على بناء الأكاديمية ، شريطة استفادة جميع الفروع الرياضية
المنضوية تحت لواء نادي الرجاء الرياضي ، وهي الخاصية التي آلت به إلى تقديم عدة
شكايات إلى : رئيس الحكومة ، وزير الداخلية ، وزارة التجهيز والنقل
واللوجستيك ، وزارة الشباب والرياضة ، اللجنة الوطنية الأولمبية ، والي جهة الدار
البيضاء سطات ، العمالات التابعة لهذه الولاية ، و الجهات المنتخبة.
تبقى الإشارة إلى أن الأرض ذات الرسم العقاري
عدد : 63/58565/63 ، هي في ملكية نادي الرجاء الرياضي
المتعدد الأنشطة الرياضية ، حسب التسمية الواردة في شهادة الملكية المتعلقة بالهبة
الملكية ، التي أنعم بها جلالة الملك محمد السادس محتضن ومدعم الرياضة الوطنية
جمعاء.
منخرطين وحكماء
باستثناء الجماهير الغفيرة التي لامت نفسها
على الأحداث الغير الرياضية الصادرة عن المحسوبين عن الرجاء ، فإن أغلبهم يشتاق إلى
الفرجة المباشرة ، لتجديد العهد مع الإلترات بفيراج المكانة ، نابدين التعصب لحب
النادي وعدم قبول بالآخر، لتجري مباريات الرجاء ويكل والى نهاية مشوار البطولة
الوطنية.
أما فئتي المنخرطين والحكماء ، فقد توحدا
في التراجع الكبير الذي تعيش على أوتاره
القلعة الخضراء ، وهما الجديرين باحترام القانون وتغليب المصلحة ، واتفقا
على أن العديد من الإكراهات تحاصر تحليق النسور على المستويات الوطنية قبل
المشاركات القارية ، وهي النقطة السلبية التي بموجبها صادق المنخرطين ناقوس الإنذار
، لتتعدد علامات الإستفهام والإنشغال الأخضر واحد ، فيما ألتزم برلمان الحكماء
الصمت ، رغم قدرتهم على تحديد الأزمة الرجاوية : أين تبدأ و أين
تنتهي ...
ولعل المتتبع الحقيقي للشأن الرجاوي يقف
اليوم متحسرا على ما أل إليه رجاء الشعب
أحد أعرق الأندية الوطنية ، بعدما فقد قيمته ومكانته المتميزتين داخل
النسيج الكروي الوطني بفضل الناتج الحقيقي المتراكم ، الذي كسر كل المطامح الإرادية
التي كانت أرقامها تنطق بالإيجاب ، مع العلم أن نادي الرجاء يعتبر واجهة للعمل وللإستثمار
، لذا وجب الخروج إلى أرض الواقع ، وتكثيف الجهود لإعادة قالب الرجاء إلى وضعه الأصلي.
تجديد الدماء
مع اقتراب موعد الجمع العام العادي لنادي
الرجاء البيضاوي لكرة القدم ، المحدد في 19 يونيو الجاري ، تشهد كتيبة المنخرطين
حالة استنفار قصوى جراء الصراع القائم حول مسألة الخلافة ، بعد إعلان محمد بودريقة
عن نية استقالته المسبقة ، الذي أكد على عدم الرجوع فيها ، في ظل تقديم ترشيح سعيد
حسبان الأوفر حظا ، الثنائي عادل بامعروف وجمال الدين الخلفاوي لكرسي الرئاسة.
لكن الأسئلة المقلقة تظل عالقة لدى
المنخرطين الحقيقيين البالغ عددهم : 66 منخرطا ، الذين
كانوا يسعون إلى ترشيح الثلاثي : طارق البزيوي الذي
منعته الصيغة القانونية من ذلك ، والثنائي خالد الإبراهيمي وجواد الأمين الذي
اعتذر بلباقة ، ليظل التخوف لدى المنخرطين الأنفي الذكر منتصبا ، خوفا من عملية الإنزال
، بعد ارتفاع زئبق عددهم إلى 111 منخرطا.
ترى من هو الرئيس المطلوب الذي سيحظى
بانتخابه وفق الديمقراطية الرياضية في حملة انتخابية ساخنة ،عوض النزول بالمظلة
للفوز بكرسي الرئاسة في نادي الرجاء البيضاوي الذي عرف عجزا ماليا قياسيا يقدر
بثلاثة ملايير و 800 مليون سنتيم ، وتعتبر اعلى مديونية نادي مغربي منذ انطلاق
البطولة الوطنية لكرة القدم سنة 1956 .
إرسال تعليق