الديناصورات
قَبْلَ ظُهُورِ الإنْسَانِ
عَلَى الأَرْضِ، عَاشَتْ زَوَاحِفُ ضَخْمَةٌ سُمِّيَتْ بالدِّينَاصُوراتِ. وَقَدْ
وُجِدَتْ هَيَاكِلُ عَظْمِيَّةٌ لِدِينَاصُورَاتٍ تَرَاوَحَ طُولُهَا بَيْنَ
عِشْرِينَ وَثَلاثينَ مِتْراَ. كَذَلِكَ عُثِرَ عَلَى آثارِ أقْدَامِهَا مُتَحَجِّرَةً في
الصُّخورِ.
أغْلَبُ
هَذِهِ الحَيَواناتِ كانَ يَقْتاتُ بالأعشَابِ البَرِّيَّةِ وَالمَائِيَّةِ.
وَلَكِنَّ بَعْضَها كانَ مِنْ آكِلاَتِ اللّحُومِ، ودِمَاغُ تِلْكَ الْزَّاحِفِ كانَ
صغيرَ الحَجْمِ.
وَيَعْتَقِدُ العُلَمَاءُ أنَّ الدّيِنَاصُوراتِ كانَتْ تُعَمِّرُ طَوِيلاً، كَمَا
هِيَ حَالُ بَعْضِ
الزَّواحِفِ فِي عَصْرِنا، مِثْلُ السُّلَحْفَاةِ الَّتي قَدْ تُعَمِّرُ مِئةَ عامٍ.
مِنَ الِّديناصُوراتِ
آكِلاتِ اللُّحومِ، التِّيرَانوصُورُ الَّذي يُعَدُّ مِنْ أكْبَرِ الزَّواحِفِ
الأرْضِيةِ، حَيْثُ بَلَغَ طُولُهُ خَمْسَةَ عَشَرَ مِتْراً، وَ ارْتِفَاعُهُ
سِتَّةَ أمْتَارٍ، وَ وَزنُهُ سَبْعَةَ أطْنانٍ. وَ قَدْ أمْتَازَ
التيِّرَانوصُورُ بِفَكَّيْنِ هَائِلَيْنِ وَ أنْيَابٍ حَادَّةٍ بَلغَ طُولُ
الوَاحِدَةِ مِنْها عِشْرِينَ سَنتيمِتْراً تَقْريباً، وَ قَدِ اعْتَمَدَ عَلَيْها
في افْتِرَاسِ طَريدَتِهِ؛ فَيَضْرِبُ بأنْيَابِهِ الحَادََّةِ فَرِيسَتَهُ
وَيَقْضي عَلَيْها.
تَمَيّزَ
التيّرَانوصُورُ بِقائِمَتَيْنِ خَلفِيََّتَيْنِ قَوِيَّتَيْنِ ذََوَاتيْ
مَخَالِبَ حَادَّةٍ، كانَ يَسيرُ عَلَيْهِمَا بِسُرْعَةِ حَوَاليْ ثَلاثِينَ
مِيلاً في السَّاعَةِ. أمََّا قَائِمَتَاهُ الأمَامِيَّتانِ فَكَانَتا
ضَعيفَتَيْنِ و صَغيرَتَيِ الحَجْمِ.
كَانَتْ أُنْثَى
التيّرَانوصُورِ تَبيضُ في الرِّمالِ أو في أعْشَاشٍ مِنَ الطِّينِ، ولكِنَّنا لا
نَعْرِفُ ما إذا كانَتْ تَحضُنُ البَيْضَ حَتَّى يفقس أوْ لا: كَذَلكَ لا نَعْلَمُ
شَيْئَاً عن فَتْرَةِ الحَضانَةِ التي تَعْقُبُ خُروجَ التيّرَانوصُورَاتِ مِنَ
البَيْضَةِ.
لَقَدِ
انْقَرَضَتْ هَذِهِ الأنْواعُ مِنَ الزَّوَاحِفِ مُنْذُ ملايينِ السِّنينِ
لأسْبَابٍ ما زالَتْ غَيْرَ مَعْروفَةٍ...
اكتُشِفَت الديناصورات رسميٍّا عام ١٨٤٢ نتيجة بعض الأعمال البحثية والحدسية البارعة
للغاية لعالِم التشريح البريطاني ريتشارد أوين ()، الذي ركَّز عمله على الطبيعة
الفريدة لبعض حفريات الزواحف البريطانية المنقرضة.
لقد اكتُشِفَت البقايا المتحجرة للديناصورات (مع الاستثناء الجدير بالذكر لأحفادها
المباشِرة من الطيور
، انظر الفصل السادس) في صخور تنتمي إلى حقبة الحياة الوسطى؛
يتراوح عُمْر الصخور المنتمية لهذه الحقبة بين ٢٤٥ و ٦٥ مليون سنة مضت. ومن أجل
وضع الوقت الذي عاشت فيه الديناصورات في سياقه — نظرًا لأن هذه الأرقام ضخمةٌ
للغاية على نحوٍ يصعب فعليٍّا تخيُّله — من الأسهل أن نحيل القارئَ إلى الجدول الزمني
.(1- الجيولوجي (الشكل 1
خلال القرن التاسع عشروجزءٍ كبير من القرن العشرين، كان عمر الأرض والأعمار
النسبية للصخور المختلفة التي تتكوَّن منها، موضوعَ بحثٍ مكثَّفٍ؛ ففي أوائل القرن
التاسع عشر أصبح من المُعترَف به (على الرغم من أن الأمر لم يكن دون جدال) أن
صخور الأرض وما تحتوي عليه من حفريات، يمكن تقسيمها نوعيٍّا إلى أنواع مختلفة؛
فثمة صخور لا تحتوي فيما يبدو على أية حفريات، ويشار إليها عادةً بالصخور النارية
وفوق هذه الصخور القاعدية التي تبدو خاليةً من الحياة، تقع سلسلةٌ ،« القاعدية » أو
من أربعة أنواع من الصخور تعبِّر عن أربعة عصور للأرض. وخلال جزء كبير من القرن
التاسع عشر، كان يُطلق على هذه الصخورِ الأسماءُ: الأولى والثانية والثالثة والرابعة،
وهي تمثل فعليٍّا العصور: الأول والثاني والثالث والرابع. سُمِّيَت الصخور التي احتوت
« الأولى » على آثارِ كائناتٍ قديمة صدفية وبسيطة التكوين تشبه الأسماك؛ بالصخور
على « الحياة القديمة » (وتُعرَف الآن بصخور حقبة الحياة القديمة، التي تشير فعليٍّا إلى
سطح الأرض). توجد فوق صخور حقبة الحياة القديمة سلسلةٌ من الصخور، احتوت
قد تضمُّ حاليٍّا « حيوانات زاحفة » على خليط من أصداف وأسماك وعظائيات برية (أو
وتُعرَف حاليٍّا ) « الثانية » البرمائيات والزواحف)، سُمِّيت هذه الصخور إجمالًا بالصخور
العصور ذات الصلة بظهور مجموعات النباتات والحيوانات
الطيور
الثدييات
الزواحف
البرمائيات
النباتات الأرضية
الأسماك
اللافقاريات
الديناصورات
1: الجدول الزمني الجيولوجي يوضِّح تفصيليٍّا الفترةَ التي عاش فيها الديناصورات - شكل 1
على سطح الأرض.
الدهر
A
BA
CAA
CBA
DBA
EBA
FBA
BBA
DAA
EAA
FAA
BAA
GAA
HBAA
الحِقبة
العصر
الديناصورات
البشائر
الحياة الوسطى الحياة القديمة
الحياة
الحديثة
يR الطباش
الجوراسي
الترياسي
العصر البرمي
العصر الفحمي
العصر البنسلفاني
سيسيبي W العصر ا
العصر الديفوني
العصر السيلوري
العصر الأردوفيسي
العصر الكامبري
عصر ما قبل الكامبري
عصر ما قبل الكامبري
الديناصورات
نظرةٌ على الديناصورات
يرجع تاريخ أولى الديناصورات المعروفة، التي عُثِرَ عليها فيصخورٍ، إلى ٢٢٥ مليون
سنة مضَتْ منذ نهاية العصر الترياسي — وهي فترة تُعرف باسم الفترة
الكارنية — في
الأرجنتين ومدغشقر. ومن المُربِك بعض الشيء أن هذه البقايا المبكرة ليست أمثلةً نادرةً
وفرديةً على نوع واحد من الكائنات؛ الجَدِّ المشترك لجميع الديناصورات اللاحقة؛ فحتى
وقتنا الحالي اكتُشِف على الأقل أربعة كائنات مختلفة (أو ربما خمسة)، ثلاثة منها آكلة
لِلُّحوم (إيورابتور، وهيريراصور، وستوريكوصور)، وبيزانوصور وهو نوع آكِل للعُشب
غير مكتمِل للأسف، ونوع واحد آكِل للحيوانات والنباتات لم يُطلَق عليه اسم حتى الآن.
إذن ثمة استنتاج واحد واضح؛ أن هذه ليست الديناصورات الأولى؛ فمن الواضح أن
الفترة الكارنية شهدت مجموعةً متنوعة من الديناصورات الأولى؛ وبناءً عليه، يشير هذا
إلىضرورة وجود ديناصورات قد عاشت في العصرالترياسيالأوسط (اللاديني-الأنيسي)،
الأنواع المتعددة التي عاشت في الفترة الكارنية؛ لذا، نعلم يقينًا أن قصة أصول « آباء » مثَّلَت
الديناصورات — من حيث الوقت والمكان — ما زالت غير مكتمِلة
ديناصورات
عالم الديناصورات
بحث عن الديناصورات
ديناصورات حقيقية
عصر الديناصورات
دينا صور
ديناصور حقيقي
انقراض الديناصورات
أنواع الديناصورات
ديناصورت
بحث الديناصورات
زمن الديناصورات
اشكال الديناصورات
ديناسور
الدينسورات
الدناصورات
ديناصورات ديناصورات
إرسال تعليق