مراحل الدورة (دورة التعلم المعدلة 5E):
1- مرحلة الانشغال Engagement: يوجه اهتمام الطلبة في هذه المرحلة إلى شيء أو مشكلة أو حدث أو حالة. ويتم ربط أنشطة هذه المرحلة مع الأنشطة السابقة والأنشطة المستقبلية. ويعتمد الربط على مهام التعلم، وقد يكون الربط مفهوميّاً أو إجرائياً أو سلوكيا، وتعد عملية طرح الأسئلة، وتحديد المشكلات، وإظهار التباين بين الأحداث، والتفاعل مع المواقف المشكلة من الطرق التي تؤدي إلى انخراط (انغماس) الطلبة في مهام التعلم وتوجيه اهتمامهم نحوها. ويكون المعلم مسؤولا عن تقديم المواقف التعليمية، وتحديد مهام التعلم.
2- مرحلة الاستكشاف Exploration: تصمم أنشطة مرحلة الاستكشاف بهدف تزويد الطلبة بقاعدة أساسية تمكنهم من الاستمرار في بناء المفاهيم والعمليات والمهارات. وفي هذه المرحلة ينبغي توفير مواد محسوسة وخبرات مباشرة قدر الإمكان. وتهدف أنشطة مرحلة الاستكشاف إلى تكوين خبرات يستخدمها الطلبة والمعلمون لاحقا لمناقشة المفاهيم، والعمليات، والمهارات. ويكون المعلم مسؤولا عن إعطاء توجيهات كافية ومواد مناسبة تتعلق بالنشاط، وأن يتيح الوقت الكافي والفرص لاستقصاء الأشياء، والمواد، والمواقف بناءً على أفكار الطلبة عن الظواهر. وكنتيجة لانغماس الطلبة فكريا وجسميا في النشاط، فإنهم يكوّنون علاقاتٍ، ويشاهدون أنماطاً، ويحددون متغيراتٍ، ويستفسرون عن أحداثٍ.
       هذا، وقد يكون من المناسب توجيه تفكير الطلبة من قبل المعلم عندما يبدأون بناء أو إعادة بناء تفسيراتهم، إذا احتاج الأمر. من جهة أخرى، يشكل المدخل التاريخي في تطور المفاهيم الأحيائية نشاطا استقصائيا مناسبا في المرحلة الثانوية والجامعية.
3- مرحلة التفسير Explanation: وفي هذه المرحلة يوجه المعلم اهتمام الطلبة إلى أوجه خاصة من أنشطة مرحلتي الانشغال والاستكشاف، ويقوم بعد ذلك بتقديم التفسيرات المناسبة لوضع الخبرات الاستكشافية في وضعها الصحيح. وتعتبر مرحلة التفسير مرحلة موجهة من قبل المعلم، حيث يستخدم طرقاً وأساليب متنوعة في تقديمه للمفاهيم، والعمليات أو المهارات، منها: التفسير اللغوي والفيديو والأفلام التعليمية والبرمجيات التعليمية. وفي هذه المرحلة تستمر عملية التنظيم العقلي (Mental Organization)، ويصبح الطلبة قادرين على تفسير خبراتهم السابقة بعبارات عامة. ويعتبر تقديم المفاهيم، والعمليات أو المهارات باختصار, وبشكل مبسط ومباشر، الهدفَ الأساسي لهذه المرحلة، ومن ثم يتم التحرك نحو المرحلة اللاحقة.
4- مرحلة التوسيع Elaboration: ومن المهم في هذه المرحلة أن يستخدم الطلبة التفسيرات التي تم تطويرها في مواقف جديدة، من أجل تطوير وتوسيع مدى فهمهم للمفاهيم والعمليات والمهارات، حيث وجد أنه في بعض الحالات يستمر الطلبة في احتفاظهم بفهمهم الخاطئ، أو يقتصر فهمهم للمفاهيم في نطاق خبرات مرحلة الاستكشاف. وتقتضي هذه المرحلة وضع الطلبة في مواقف جديدة ، وأن يواجهوا مشكلات جديدة تتـطلب تطبيـق
تفسيرات مماثلة أو مشابهة.
5- مرحلة التقويم Evaluation: وعند نقاط معينة ينبغي أن يتلقى الطلبة تغذية راجعة حول ملاءمة تفسيراتهم ويجب أن يكون التقويم مستمراً، ولا يقتصر على التقويم في نهاية الفصل أو الوحدة. ويجب أن تتخذ إجراءات متعددة لإجراء تقويم مستمر ومتكامل للتعلم ولتشجيع البناء المعرفي للمفهوم والمهارات العملية. ومن الممكن أن يتم التقويم خلال كل مرحلة من مراحل دورة التعلم بدلا من أن يقع في نهايتها.
       من كل ما تقدم, نرى أن هناك اهتماما كبيراً في مفاهيم الطلبة, وسلامة تكوينها وبقائها والاحتفاظ بها, وأن معظم تركيز أبحاث التربية العلمية وتدريس العلوم كان على الطلاب أكثر من المعلمين. ومع هذا التركيز على المتعلم, نرى أن التعلم هو العملية الفعالة التي تحدث في المتعلم. ومن هذا المنطلق, فإن نواتج التعلم لا تعتمد على ما يقدمه المعلم, بقدر ما هي نتيجة للتفاعل بين معلومات الطالب ونشاطاته.
       من هنا, فقد جاءت هذه الدراسة لاستقصاء أثر دورة التعلم المعدلة 5E في تحصيل طلبة الصف الثاني الثانوي العلمي في مادة الأحياء.
دورة التعلم المعدلة Modified Learning Cycle 5E:
       وهي إحدى استراتيجيات التدريس المبني على النظرية البنائية والتي تستمد إطارها النظري من نظرية بياجيه في النمو العقلي. وتتكون عملياً أو إجرائيا من خمس مراحل هي: الانشغال, والاكتشاف, والتفسير, والتوسيع, والتقويم. وتؤكد مرحلة الانشغال إثارة الدافعية, وتؤكد مرحلة الاستكشاف الخبرات الحسية, وتؤكد مرحلة التفسير إيجابية المتعلم للتوصل إلى المفهوم, بينما توظف مرحلة التوسيع استخدام المفهوم في مواقف تعليميـة- تعلمية جديدة, أما مرحلة التقويم فتؤكد تقويم تقدم الطلبـة
نحو تحقيق الأهداف المتوخاة.
الطريقة التقليدية (التدريس الشائع):
       طريقة تعليمية (شائعة) يقوم فيها المعلم (معلم العلوم) بالدور الرئيسي في تدريس العلوم/ المفاهيم العلمية بينما يكون دور المتعلم دورا (سلبيا) بوجه عام. وتتضمن بشكل أساسي استخدام المعلم لأسلوب العرض اللفظي, والأسئلة لإثارة النقاش بطريقة محددة تؤدي إلى توضيح المفاهيم وأفكار الدرس الأخرى, والعرض العلمي, وعروض المواد التعليمية الأخرى, لأغراض التثبت وتأكيد صحة النتاجات المعرفية, وأسئلة الكتاب المدرسي لأغراض التقويم الصفي والواجب البيتي([i]).
التحصيل:
       ناتج ما تعلمة الطالب ويعتبر مؤشراً على فعالية الاستراتيجية المستخدمة في التدريس, وتم قياسه إجرائيا بالعلامة التي يحصل عليها الطالب في الاختبار التحصيلي البعدي في مادة الأحياء من إعداد وتصميم الباحث لإغراض هذه الدراسة.


([i]) الخوالده, سالم عبد العزيز, فاعلية نموذج التعلم البنائي في تحصيل طلبة الصف الأول الثانوي العلمي في مادة الأحياء واتجاهات الطلبة نحوها, أطروحة دكتوراه غير منشورة, جامعة عمان العربية للدراسات العليا, عمان, الأردن, 2003م.

Post a Comment

أحدث أقدم