ـ الشخصيات التلفزيونية وعملية الانجذاب الجمالي:
تشكل تجربة المشاهدة التلفزيونية لدى المتلقي صورا عن الشخصيات المفضلة؛ منها ما تثبت في المخيال؛ ومنها ما تنمحي؛ ويبدو أن لكل مشاهد معايير جمالية يحكم بها على جمال شخصية تلفزيونية دون أخرى؛ وبهذا يكون لهذا المشاهد نموذج من شخصية أو نماذج من شخصيات تلفزيونية جميلة.
وبناء على هذا حاولنا معرفة الشخصيات التي يعتبرها الشباب الجامعي نموذج الجمال لديهم؛ ومن ثم معرفة دور التلفزيون في إبراز الصفات الجمالية لكل شخصية من الشخصيات.
وتنقسم الشخصيات التلفزيونية التي انجذب الشباب الجامعي إليها إلى:
1-  شخصيات جزائرية.
2-  شخصيات عربية.
3-  شخصيات غربية.
كما تنقسم هذه الشخصيات التلفزيونية حسب عملها إلى:
1-    الشخصيات الفكاهية.
2-    مقدمي الأخبار.
3-    المنشطين الرياضيين ومنشطي الحصص.
4-    الشخصيات الدينية.
5-    شخصيات الدراما التلفزيونية.
6-    الشخصيات الفنية (المغنون).
ولقد اخترنا عشرين (20) شخصية تلفزيونية من بين مائة وخمس شخصيات (105) الواردة في الجدول (أنظر الملحق) التي فضلها جماليا الشباب المبحوث.

الجدول رقم 213: يبين العلاقة بين الشخصيات التلفزيونية التي جذبت عينة البحث بفضل جمالها، والنوع
النوع
الذكور
الإناث
المجموع
الشخصيات التلفزيونية
التكرار
الترتيب
التكرار
الترتيب
عثمان عريوات
15
4
16
7
31
كريم بوسالم
32
1
39
2
71
عادل إمام
17
3
19
6
36
حفيظ دراجي
32
1
24
4
56
صالح أوقروت
17
3
23
5
40
VANDAME
08
6
04
16
12
خديجة بن قنة
21
2
29
3
50
محمد عجايمي
02
11
15
8
17
عمرو خالد
09
6
40
1
49
ليلى علوي
12
5
08
14
20
عائض القرني
05
9
09
13
14
أحمد زكي
03
11
14
9
17
جورج قرداحي
04
10
23
5
27
Jean pierre foucout
01
12
12
10
13
فريدة بلقسام
07
7
19
6
26
Tom cruse
06
8
11
11
17
نافع الجندي
05
9
12
10
17
حكيم دكار
08
6
11
11
19
إبراهيم الفقي
02
12
10
12
12
فريدة صابونجي
05
9
15
8
20
جميلة عراس
05
9
07
15
12
المجموع





يتضح من الجدول (213) أن الذكور قد فضلوا شخصيتي حفيظ دراجي، وكريم بوسالم، في المرتبة الأولى.
أما المرتبة الثانية في مفاضلة الذكور الجمالية فأخذتها مقدمة الأخبار بقناة الجزيرة خديجة بن قنة؛ وأخذ كل من عادل إمام، وصالح أوقروت، كشخصيتين فكاهيتين؛ المرتبة الثالثة في مفاضلة الذكور الجمالية؛ ثم تأتي بعدهما شخصية فكاهية أخرى، هي شخصية عثمان عريوات في المرتبة الرابعة؛ واحتلت الممثلة المصرية ليلى علوي المرتبة الخامسة؛ وتقاسم المرتبة السادسة كل من الممثل VANDAM والداعية عمرو خالد والممثل حكيم دكار؛ في حين أخذت مقدمة الأخبار بالتلفزيون الجزائري فريدة بلقسام المرتبة السابعة؛ وأخذ الممثل Tom cruse المرتبة الثامنة في مفاضلة الذكور.
أما المرتبة التاسعة فتقاسم منزلتها كل من الداعية عائض القرني، والمنشط نافع الجندي؛ والممثلتان فريدة صابونجي، وجميلة عراس، واحتل الفنان جورج قرداحي المرتبة العاشرة؛ وتقاسم الممثلان محمد عجايمي وأحمد زكي المرتبة الحادية عشرة؛ كما تقاسم كل من المنشط Jean Pierre Foucout والداعية إبراهيم الفقي المرتبة الثانية عشرة.
وبالانتقال إلى الشخصيات المفضلة جماليا لدى الإناث نلاحظ أن الداعية عمرو خالد؛ قد احتل المرتبة الأولى؛ يليه مقدم الأخبار كريم بوسالم، في المرتبة الثانية؛ ثم تأتي مقدمة الأخبار خديجة بن قنة في المرتبة الثالثة؛ واحتل الصحفي الرياضي حفيظ دراجي المرتبة الرابعة؛ أما المرتبة الخامسة فتقاسمها كل من الفكاهي صالح أوقروت، والفنان جورج قرداحي؛ كما تقاسم كل من عادل إمام وفريدة بلقسام المرتبة السادسة؛ في حين رجعت المرتبة السابعة للفنان عثمان عريوات؛ وتقاسم المرتبة الثامنة كل من محمد عجايمي، وفريدة صابونجي؛ وأخذ المرتبة التاسعة أحمد زكي؛ وتقاسم المرتبة العاشرة كل من  Jean Pierre Foucout، ونافع الجندي؛ وكل منهما مقدم حصة تلفزيونية؛ كما تقاسم الممثل Tom Cruse؛ والفكاهي حكيم دكار المرتبة الحادية عشرة؛ أما المرتبة الثانية عشرة فأخذها إبراهيم الفقي كشخصية دينية؛ ثم تأتي شخصية الداعية عائض القرني في المرتبة الثالثة عشرة؛ وأخذت الممثلة ليلى علوي المرتبة الرابعة عشرة؛ كما أخذت الممثلة جميلة عراس المرتبة الخامسة عشرة؛ وأخذ الممثل Van Dam المرتبة الأخيرة.
يتضح مما سبق ذكره أن الشخصيات المحتلة المراتب الأربع الأولى التي جذبت الذكور بفعل جمالها؛ وهي شخصية مقدم الأخبار كريم بوسالم؛ ويبدو هنا أن جمال مقدم الأخبار لا يتأسس على الجوانب الشكلية كاللباس، والمكياج، والألوان فقط؛ وإنما هناك جانب آخر مهم؛ وهو طريقة وأسلوب عرض وقراءة الأخبار؛ وفي هذا إشارة إلى أن الجمال قد يمتد إلى أشياء أخرى غير مرئية في تأسيس الحكم الجمالي؛ كما نرى أن الصحفي الرياضي حفيظ دراجي؛ قد احتل المرتبة نفسها؛ ويبدو هنا أن الحكم الجمالي لدى الذكور قائم أساسا على ما يقدم داخل البرنامج التلفزيوني، ثم على مدى نجاح هذا البرنامج؛ ومنه يمكن أن يكون العمل التلفزيوني صورة لصاحبه.
وتبقى صفة الشخصية ونجاحها متحكمين في الحكم الجمالي؛ ويبرز ذلك لدى الذكور حين اعتبروا الصحفية خديجة بن قنة متصفة بالجمال؛ ويبدو أن هذا الحكم لا يتأسس على الجوانب الشكلية فقط؛ وإنما يمتد – كما قلنا من قبل - إلى طريقة وأسلوب عرض وقراءة الأخبار.
كما يبرز ذلك في احتلال شخصيات فكاهية المرتبة الثالثة والرابعة؛ ويمكن تفسير هذا الحكم الجمالي باتجاه الذكور إلى الجوانب الفكاهية المثيرة للضحك والهزل في شخصية الممثل عادل إمام؛ والممثل صالح أوقروت؛ والممثل عثمان عريوات.
وهذا ما يجد تبريره في الخلفية النظرية للبحث من كون القيم الجمالية ممتدة إلى الضحك والفكاهة والهزل.
أما بالنسبة للشخصيات التلفزيونية؛ التي انجذبت إليها الإناث فنلاحظ أن هناك اتفاقا في اختيار ثلاث شخصيات بين الإناث والذكور؛ من بين الشخصيات الأربع الأولى.
لقد أخذ الحكم الجمالي لدى الإناث شخصية الداعية عمرو خالد؛ كأجمل شخصية تلفزيونية؛ ويمكن تفسير هذا بطبيعة البرامج الدينية التي يقدمها؛ وفي هذا ميل إلى بعض الجماليات الروحية التي تطرقنا لها في الجانب النظري للدراسة؛ حيث لا يكتفي هنا بالجماليات الشكلية (رغم أهميتها)؛ وإنما يتعدى الأمر إلى جمال الصورة الباطنة داخل المتلقي؛ أو المشاهد؛ واستثارت المخزون الديني للإناث.
وفيما يتعلق بالشخصيات الثلاث المتبقية (كريم بوسالم؛ خديجة بن قنة؛ حفيظ دراجي) يمكن تطبيق ما ذكرناه عنها لدى الذكور.
ومما سبق تناوله؛ نصيغ مجموعة من الاستنتاجات كالآتي:
- الجمال نسبي؛ يختلف من شخص إلى آخر.
- لا يرتبط الجمال بالملامح الفزيولوجية فقط لدى الشباب المبحوث؛ وإنما يرتبط كذلك بطبيعة الدور الذي تؤديه الشخصية التلفزيونية.
- يرتبط جمال الشخصيات التلفزيونية لدى الشباب الجامعي؛ بمدى ما حققته من نجاح؛ وبطبيعة البرنامج المقدم.
- يرتبط جمال الشخصيات التلفزيونية بالصفة التي هي عليها؛ كالفكاهة وحسن أداء الدور؛ وطريقة العرض والتقديم؛ والبعد الديني لها.
- لاحظنا مما سبق انجذاب الشباب الجامعي إلى الشخصيات الجزائرية والعربية كان أكثر من الانجذاب إلى الشخصيات الغربية.

ـ زمن اكتساب القيم الجمالية، وتجربة المشاهدة التلفزيونية:
تخضع عملية اكتساب القيم الجمالية لعامل الزمن؛ فهناك من القيم ما تجد طريقها إلى المتلقي؛ في وقت زمني قصير؛ فتتدعم تلك التي كانت موجودة من قبل؛ وهناك كذلك من القيم ما تجد طريقها إلى المتلقي في وقت زمني طويل؛ فتتدعم أو تتغير؛ تاركة المكان لقيم أخرى.
            وبهذا سنحاول معرفة رأي الشباب الجامعي المبحوث؛ في المدة الزمنية التي يرونها كافية لاكتساب القيم الجمالية؛ خلال عمليات المشاهدة والتلقي؛ لبرامج التلفزيون.
الجدول رقم 214: يبين العلاقة بين المدة الزمنية التي تراها عينة البحث كافية لاكتساب القيم الجمالية، والنوع.
النوع
الذكور
الإناث
المدة الزمنية الكافية لاكتساب القيم الجمالية
التكرار
الترتيب
التكرار
الترتيب
الساعة الأولى التي تلي عملية المشاهدة
58
1
88
2
الساعات الأولى التي تلي عملية المشاهدة
50
2
121
1
اليوم الأول الذي يلي عملية المشاهدة
22
4
49
3
الأيام الأولى التي تلي عملية المشاهدة
32
3
40
6
الأسبوع الأول الذي يلي عملية المشاهدة
06
6
41
5
الأسابيع الأولى التي تلي عملية المشاهدة
20
5
44
4
الشهر الأول الذي يلي عملية المشاهدة
03
8
07
7
الأشهر الأولى التي تلي عملية المشاهدة
04
7
03
8
السنة الأولى التي تلي عملية المشاهدة
01
9
-
-
السنوات الأولى التي تلي عملية المشاهدة
-
-
-
-
المجموع
196

393

يكشف لنا الجدول (214) عن أخذ الساعة الأولى التي تلي عملية مشاهدة التلفزيون؛ المرتبة الأولى لدى الذكور؛ ثم تأتي الساعات الأولى التي تلي عملية المشاهدة؛ في المرتبة الثانية ضمن المدة الزمنية الكافية لاكتساب القيم الجمالية؛ وبعد هذه الساعات الأولى؛ يرى الذكور؛ أن اكتساب هذه القيم من خلال مشاهدة التلفزيون؛ يأتي بعد الأيام الأولى؛ التي تتبع تلك المشاهدة؛ وذاك في المرتبة الثالثة.
أما المرتبة الرابعة فرجعت لليوم الأول الذي يتبع عملية مشاهدة التلفزيون؛ وأما المرتبة الخامسة؛ فرجعت للأسابيع الأولى التي تتبع عملية المشاهدة؛ في حين يحتل الأسبوع الأول؛ في المدة الزمنية الكافية لاكتساب القيم الجمالية؛ المرتبة السادسة؛ وتحتل الأشهر الأولى؛ والشهر الأول والسنة الأولى؛ المراتب الثلاث الأخيرة؛ ضمن المدة الزمنية التي يراها الذكور كافية لاكتساب القيم الجمالية.
وبالنسبة للإناث نلاحظ أن المدة الزمنية الكافية لاكتساب القيم الجمالية لديهن كانت للساعات الأولى التي تلي عملية المشاهدة؛ محتلة بذلك المرتبة الأولى؛ ثم تأتي الساعة الأولى التي تتبع مشاهدة التلفزيون في المرتبة الثانية؛ يليها اليوم الأول الذي يتبع عملية المشاهدة في المرتبة الثالثة؛ ثم تأتي الأسابيع الأولى؛ في المرتبة الرابعة؛ يتبعها الأسبوع الأول في المرتبة الخامسة؛ والمرتبة السادسة كانت للأيام الأولى التي تلي عملية المشاهدة؛ أما الشهر الأول والأشهر الأولى فاحتلوا المرتبتين الأخيرتين.
يتضح مما سبق تناوله؛ أن عملية اكتساب المبحوثين؛ القيم الجمالية؛ من خلال مشاهدة التلفزيون؛ ترتبط بالزمن الذي يتخلل عملية المشاهدة؛ والذي يتبع هذه العملية؛ وكلما تباعد زمن المشاهدة؛ كلما قلت عملية تشكل القيم الجمالية السابقة؛ ويمكن تفسير ذلك بقوة تأثير محتويات البرامج التلفزيونية في الشباب المبحوث؛ وبتجدد هذه البرامج مع مرور الوقت؛ إضافة إلى عامل آخر مهم يتعلق بالذاكرة؛ لدى هؤلاء الشباب؛ بمعنى أن ما يشاهد في التلفزيون يمحى من ذاكرة المبحوثين؛ وينسى بعض الشيء.

Post a Comment

Previous Post Next Post