منطلقات مراجعة وتدقيق منهاج التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي
1. المنطلقات العامة للإصلاح التربوي:
1 الميثاق الوطني للتربية والتكوين .1
حدد الميثاق الوطني للتربية والتكوين الفلسفة التربوية والمرتكزات الثابتة لإصلاح النظام
التربوي المغربي، وكذا الغايات الكبرى المتوخاة منه وحددها في:
التأكيد على دور المدرسة والمجتمع، وتعاونهما بشكل تفاعلي إيجابي لتحقيق النماء والتقدم للفرد  والمجتمع في كافة المجالات؛
وضوح الأهداف والمرامي المتوخاة من الإصلاح، ومن مراجعة المناهج والمتمثلة في:
الإسهام في تكوين الشخصية المغربية المستقلة والمتوازنة والمنفتحة، والمستوعبة لكل o
الإنتاجات؛
الإسهام في تحقيق النهضة والتقدم للوطن في مجالات متعددة؛ o
اعتماد التربية على القيم وتنمية وتطوير الكفايات التربوية، والتربية على الاختيار، o
واعتبار المدرسة مجالا حقيقيا لترسيخها؛
اعتماد مقاربة شمولية ومتكاملة تراعي التوازن بين الأبعاد المختلفة )المعرفة  o
الوجدان-السلوك(؛
اعتماد مبدأ التوازن في التربية والتكوين بين مختلف المجالات السابقة؛ o
اعتماد مبدأ التنسيق والتكامل بين مختلف المواد لتحقيق كفايات التعلم ومواصفات o
التخرج.
)2030 2 الرؤية الاستراتيجية للإصلاح ) 2015 .1
يكمن جوهر هذه الرؤية في إرساء مدرسة جديدة قوامها:
- الإنصاف وتكافؤ الفرص؛
- الجودة للجميع؛
- الارتقاء بالفرد والمجتمع؛
وهي أسس كبرى ناظمة للإصلاح كفيلة بتحقيق أهدافه
3 استراتيجية الوزارة في مراجعة المناهج والبرامج .1
في إطار مواكبة المستجدات التربوية تأتي التدابير ذات الأولوية وخصوصا التدبير
الأول المتعلق بتحسين منهاج السنوات الأربعة الأولى من التعليم الابتدائي لتصحيح
النواقص الملحوظة في الكتاب الأبيض ومنها الاختلالات التي تشوب منهاج التربية
الإسلامية )ضعف الانسجام(.
2. الاختيارات والتوجهات العامة للإصلاح التربوي:
اعتمد الإصلاح التربوي الاختيارات والتوجهات التالية:
2.1 . اختيارات وتوجهات في مجال القيم:
وهي مستقاة من المرتكزات الثابتة المنصوص عليها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين
وحددت في:
قيم العقيدة الإسلامية؛
قيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية؛ 
قيم المواطنة؛ 4
قيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية.
2.2 . اختيارات وتوجهات في مجال تنمية وتطوير الكفايات:
ويتعلق الأمر بالكفايات الاستراتيجية، التواصلية، المنهجية، الثقافية والتكنولوجية. وهي
كفايات تتداخل وتتكامل فيما بينها، تروم تمكين المتعلم)ة( من معرفة ذاته، وغيره، وتسليحه بأدوات
التواصل المختلفة، وتمهير توظيفها ليرقى بنفسه أولا، ويحقق البعد التنموي لمجتمعه في كافة
المجالات ثانيا، وهو ما اصطلح عليه باستهداف الكفايات المرتبطة بالذات، والكفايات القابلة
للاستثمار في التحول الاجتماعي، والكفايات القابلة للتصريف في القطاعات الاقتصادية
والاجتماعية.
3. اختيارات وتوجهات في مجال المضامين: .2
وهي التي تمكن النظام التربوي عموما من القيام بوظائفه، وتخدم المواصفات المحددة
للمتعلم)ة( في كل مرحلة دراسية.
ومن أهم التوجهات والاختيارات في هذا المجال:
اعتبار المعرفة إنتاجا وموروثا بشريا مشتركا، وتقدير الإنتاج المعرفي الخاص
باعتباره جزءا لا يتجزأ من المعرفة الكونية؛
اعتماد مبدأ التكامل والتنسيق بين مختلف أنواع المعارف، وأشكال التعبير؛
اعتماد مبدأ الاستمرارية والتدرج في بناء المعارف الأساسية عبر المراحل
التعليمية؛
تجاوز التراكم الكمي وتلقين المضامين المعرفية، وإحداث التوازن بين المعرفة في
حد ذاتها والمعرفة الوظيفية؛
تنويع المقاربات الديدكتيكية والبيداغوجية لبناء المعارف.
ثانيا: مواصفات المتعلم )ة( بالتعليم الثانوي
1. مواصفات المتعلم )ة(
1.1 . مواصفات مرتبطة بالقيم:
تتمثل في جعل المتعلم)ة(:
متشبعا بقيم الدين الإسلامي، ومعتزا بهويته الدينية والوطنية، محافظا على تراثه
الحضاري، محصنا ضد كل أنواع الاستلاب الفكري؛
منفتحا على قيم الحضارة المعاصرة في أبعادها الإنسانية؛
ملما بقيم الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان المنسجمة مع خصوصيته الدينية
والوطنية والحضارية؛
متمسكا بالسلوك القويم المعتدل والمتسامح والمثل العليا المستمدة من روح الدين
الإسلامي.
2.1 . مواصفات مرتبطة بالكفايات والمضامين:
تتمثل في جعل المتعلم)ة(:
ممتلكا لرصيد معرفي في مجال العلوم الشرعية واللغوية والأدبية والعلوم الإنسانية
مما يؤهله لفهم وتمثل وتحليل مختلف مكونات الثقافة الإسلامية؛
ممتلكا لأدوات التعامل مع أنواع الخطاب )الشرعي، والأدبي...( وقادرا على فهم
التراث العربي الإسلامي، والإنساني؛
قادرا على معرفة ذاته المتشبعة بالقيم الإسلامية السمحة والقيم الحضارية، وقيم
المواطنة، وحقوق الإنسان، وبلورة ذلك في علاقته مع الآخرين؛
ملما بمكونات الثقافة العربية الإسلامية والانفتاح على مختلف الثقافات؛
متمكنا من توظيف الوسائل التكنولوجية المعاصرة من أجل استدماج قيم العقيدة
الإسلامية.
ثالثا: مرجعيات وأسس بناء منهاج التربية الإسلامية
استنادا إلى المبادئ والمرجعيات السابقة، والاختيارات والتوجهات المؤطرة لمراجعة
البرامج والمناهج، يرتكز منهاج التربية الإسلامية على المرجعيات والأسس الآتية:
1. مرجعية شرعية:
حيث تستند دروس التربية الإسلامية إلى:
خصوصية المعرفة الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة؛
وحدة العقيدة: وفق مقاربة تتجاوز الخلافات الكلامية وتربط المتعلم بالأبعاد العملية للاعتقاد
السليم المؤطر لسلوكه وقيمه وتفاعله مع الغير؛
الثوابتتت المغربيتتة المتمثلتتة في إمتتارة المؤمنين والمتتذهتتب المتتالكي والعقيتتدة الأشتتتتتتتعريتتة
والتصوف السني؛
مبدأ تأصيل المفاهيم الشرعية انطلاقا من المرجعيات الشرعية.
2. مرجعية العلوم الإنسانية:
تستند إلى:
مستجدات الفكر الإنساني في مجال العلوم الإنسانية المنفتحة على قضايا المجتمع
والأسرة والاقتصاد والمعاملات المالية وحقوق الإنسان والبيئة والمحيط؛
الانفتاح على الأدبيات الحديثة التي تعالج هذه المفاهيم، في مداخل التزكية،
والاقتداء، والاستجابة، والقسط والحكمة؛
الانفتاح على فلسفة القيم ومنظومة حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا.
3. مرجعية المقاربات البيداغوجية المتمركزة حول المتعلم)ة(:
تنطلق من مركزية المتعلم)ة( وفاعليته، وتؤسس لكل الأنشطة التعلمية المرتبطة بالمادة
على إنجاز المتعلم)ة( وتنمية تعلماته ودعمها من خلال:
تشخيص التمثلات وتعديلها وتصحيحها؛
اعتماد بيداغوجيا تأطير السلوكيات وبناء المواقف الإيجابية؛
___________اعتماد وضعيات تعلمية ذات معنى بالنسبة له؛
اقتراح وضتتتتتتتعيات تقويمية تقيس درجات تحقق الأهداف التعليمية ونمو الكفايات،
مع ضرورة الانتقال من مركزية المعرفة والهدف التعليمي إلى وظيفية كل منهما؛
اعتماد مقاربات ديدكتيكية تستتتتتحضتتتتر وظيفية النصتتتتوص من أجل استتتتتثمارها،
واستهداف تنمية مهارات الاستدلال والاستشهاد والاستنباط لدى المتعلم)ة(؛
اعتماد بيداغوجيا القدوة لبناء المواقف وترسيخ السلوكات الإيجابية.
4. الأسس الوظيفية لمنهاج التربية الإسلامية:
يتأسس منهاج التربية الإسلامية على الموجهات التالية:
الشتتتمول: بمعنى تدرج محاور ومضتتتامين ومفاهيم برامج مادة التربية الإستتتلامية
عبر منطق التدرج وآليات التضتتتتمن والتجاوز من أجل الترصتتتتيد والتوستتتتع عبر
المستويات الدراسية؛
الارتقاء: ويعني تطور مستتتتوى معالجة القضتتتايا والمفاهيم المقترحة عبر ستتتنوات
وبرامج السلك؛
الانفتاح: بتغليب الموضتتتتتتتوعات المرتبطة بواقع المتعلم)ة(، إن على المستتتتتتتتوى
العقدي، والتعبدي، والحقوقي والإحستتتتتتتاني أو المنهجي والمذهبي )العقيدة، مناهج
التفكير( مع مراعاة التقاطعات الممكنة في كل ذلك مع باقي المواد الدراسية؛
التجد يد: وذ لك بالتركيز على المعطيات العلمية الحدي ثة ذات العلاقة باهتمامات
المتعلم)ة( وعقيدته، واستصحاب مكونات هويته وقيم أمته.

Post a Comment

أحدث أقدم