موضوع عن تلوث البيئة
المـاء بيئة خصبة للكثير من المخلوقات والكائنات الحية ، والتي تعتبر مصدرا مهما لغذاء الإنسان وتعد المسطحات المائية مصدرا غنيا بالمعادن والكثير من الثروات الطبيعية وتشكل المسطحات المائية حوالي ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية (71%)،إلا أن المياه العذبة النظيفة والمتاحة لاستعمال الإنسان نادرة الوجود ، وقد تصل إلى حوالي 1% تقريبا من حجم المياه الكلي لذا فإن المحافظة على نظافة المياه وعدم تلوثها أصبح ضروريا لبقاء الانسان على قيد الحياة
تلوث المياه
     يأتي النفط فـي مقدمة الملوثات خطـورة على البيئة البحرية ، نتيجة عمليات التنقيب والاستخراج والتكرير والنقل التي تنتهي أحيانا بكوارث حقيقية بسبب العديد من الحوادث البحرية لبعض ناقلات النفط العملاقة علاوة على ما تقذفه هذه الناقلات في البحر من مياه التوازن المختلطة بالنفط المتبقي فيما بعد التفريغ . وقد بلغ التلوث في الفترة الأخيرة مداً من التدهور , لا يمكن معه الاطمئنان على مستقبل الجيل الحالي والأجيال القادمة , وأصبح من المشاكل العالمية التي لا تفلح معها الجهود الفردية   والبيئة البحرية تتعرض شأنها شأن غيرها من البيئات لمخاطر التلوث ويعتبر تلوثها خطيرا فهي تشكل معظم كرتنا الأرضية ولذلك يعد تلوث مياه البحار والمحيطات في المحصلة الأخيرة تلوثاً لكامل الكرة الأرضية
   أســباب التـلوّث البـحري بالنفط  :
الأسباب التالية يؤدي إلى التلوث المائي بالنفط :

1ـ الحوادث البحرية والتي من أهمها ارتطام ناقلات النفط بالشعاب المرجانية أو بعضها ببعض أو غرقها  .

2ـ الحوادث التي تحدث أثناء عمليات الحفر والتنقيب في البحار و المحيطات .

3ـ تسرب النفط إلى البحر أثناء عمليات التحميل والتفريغ بالموانئ النفطية .

4ـ اشتعال النيران والحرائق بناقلات النفط في عرض البحر .

5ـ تسرب النفط الخام بسبب حوادث التآكل في الجسم المعدني للناقلة .

6ـ إلقاء مياه غسل الخزانات بالناقلات بعد تفريغها في البحر .

7ـ إلقاء ما يعرف بمياه الموازنة الملوثة بالنفط في مياه البحر ، حيث يتم ملء الناقلة بعد تفريغ شحنتها من النفط بنسبة لا تقل عن 60% من حجمها للحفاظ على اتزان الناقلة أثناء سيرها في عرض البحر خلال رحلة العودة إلى ميناء التصدير .

8ـ تسرب البترول من ناقلات النفط بسبب الحوادث من الآبار النفطية البحرية المجاورة للشواطئ .

9ـ تسرب النفط إلى البحر أثناء الحروب كما حدث في حرب الخليج الثانية.

    تأثــير تدفق النفط في مياه البحر:

يتمثل تأثير التلوث بالنفط في النقاط التالية
:
 .1
تصاعد الكثير من الأبخرة المختلفة من
بقعة النفط ، حيث أن النفط يطفو على سطح الماء لكونه أقل كثافة ،التيارات الهوائية تدفع بهذه الأبخرة بعيداً عن الموقع الذي تلوث بالنفط إلى الأماكن السكنية على الشواطئ و المناطق الساحلية بواسطة الهواء الذي يصبح مشبّعاً بها و بتركيزٍ عالي فوق المقبول مما يؤثر على النظم البيئية البحرية و البرية .
.2  يحتوي زيت النفط على العديد من المواد العضوية والذي يعتبر الكثير منه ساماً للكائنات الحية و من أخطر تلك المـركبـات الفينولات ومركبات. PCP
3 .كثافة النفط أقل من كثافة الماء فهو يطفو على سطحه مكوناً طبقة رقيقة عازلة بين الماء و الهواء الجوي وهذه الطبقة تنتشر فوق مساحة كبيرة من سطح الماء تمنع التبادل الغازي بين الهواء و الماء فتمنع ذوبان الأكسجين في مياه البحر مما يؤثر على التوازن الغازي .

.4 تمنع وصول الضوء إلى الأحياء المائية فتعيق عمليات التمثيل الضوئي التي تعتبر المصدر الرئيسي للأكسجين و التنقية الذائبة للماء مما يؤدي إلى موت كثير من الكائنات البحرية و اختلال في السلاسل الغذائية للكائنات الحية .
.5 يختلط جزء من النفط بالماء مكوناً مستحلب يختلط بالمياه الأكثر عمقاً و يركز الملوثات الأخرى كالمبيدات وبقايا المنظفات الصناعية و العناصر الثقيلة و المركبات الهيدروكربونية والذي يؤدي إلى هلاك الحياة البحرية إما جـوعاً أو تسمماً .

 .6
يتسبب النفط المتسرب في تلويث الشواطئ الساحلية نتيجة انتقاله لمسافات بعيدة بفعل
التيارات البحرية و حركة المد والجزر كما تتجمع بعض أجزائه على شكل كرات صغيرة سواء تعيق حركة الزوارق و عمليات الصيد بالشباك و تُفسد جمال الشواطئ الرملية و تتلف الأصداف البحرية و الشعاب المرجانية مؤثرة على السياحة في تلك المناطق .

.7
المركبات النفطية عند اتحادها في المياه تصبح أكثر
ثباتاً و تنتقل عن طريق السلاسل الغذائية و تختزن في كبد و دهون الحيوانات البحرية وهذه لها آثار بعيدة المدى و التي لا تظهر على البشر إلا بعد عدة سنوات و تسبب عدة أمراض .

.أهم حوادث التلوث البحري بالنفط في العالم :
1. حادثة توري كاينون: حدثت على شواطئ كورنوول في إنجلترا عام 1967 عندما ارتطمت ناقلة نفط عملاقة ببعض الشعاب المرجانية وقد أطلقت 120 ألف طن من الزيت مما أدى إلى تلوث النظم البيئية في شواطئ تلك المنطقة وقد لوثت مساحة كبيرة بامتداد 320 كيلو متر على الشواطئ الغربية والجنوبية وقد تكلفت عملية الإنقاذ 2.5 مليون جنية إسترليني وقد استخدمت كميات كبيرة من المذيبات لإخفاء التلوث الظاهري خوفا من حريق المدن على الساحل .
2. حادثة سانتا باربرا: حدثت على شواطئ كاليفورنيا عام 1969 عندما تسربت عشرة الآف طن من الزيت الخام من بئر بحري محدثة تلوثا ضخما للشواطئ دمر المنتجعات والحياة البحرية المرتبطة برمال شواطئ المحيط الهادي هناك .
3.حادثة الناقلة اموكو كاديز: في عام 1978 وقعت حادثة أكبر في الناقلة اموكو كاديز عندما تأثرت عدة كيلو مترات من سواحل شمال فرنسا حيث انساب النفط في بحر الشمال .
4. في عام 1979 انفجرت بئر نفط  بحرية استكشافية حفرتها شركة النفط الوطنية المكسيكية على بعد 80 كيلو مترا من ساحل خليج كامبيتش واندفع منها 475 ألف طن من النفط الخام إلى البحر قبل أن يتم إغلاقها بعد 290 يوما وقد جرفت معظم البقع النفطية في حين تولت أشعة الشمس تبخير جزء منها واستقرت كميات منها في قاع البحر وقد وصل حوالي واحد بالمئة من البقع النفطية إلى سواحل ولاية تكساس ووصلت نسبة 6 % إلى الجزر المجاورة ولوثت شواطئها وأثرت على الثروة السمكية والنباتات المائية.
5.خلال عام 1980 تسرب النفط من الأنابيب إلى الخليج العربي بمقدار ألف طن وتكرر ذلك في السنوات اللاحقة وسأتحدث عن التلوث النفطي في الخليج العربي بشيء من التفصيل لاحقاً.
6. حادث تسرب في منصة إكستوك المكسيكية في عام  1979، حيث أدى إلى تسرب ما لا يقل عن 3 مليون برميل من النفط قرب شواطئ تكساس .
7. وفي عام 1989 تسببت الكارثة البيئية لأحد حقول شركة إكسون قرب شواطئ آلاسكا في تسرب نحو 257 ألف برميل نفط إلى البحر .
8. ومؤخرا في 20 أبريل 2010 حدث انفجار في منصة في حقل "ديب هوريزون" بخليج المكسيك مما أدي إلي وفاة 11 عامل وتسرب بقعة زيت بعرض 115 كيلومتر وبطول يزيد على 200 كيلومتر، ومازال التسرب مستمراً بمعدل يصل إلى 15 ألف برميل في اليوم الواحد ، ليهدد شواطئ أربع ولايات هي لويزيانا وفلوريدا، وألاباما ، وميسيسيبي. 

  التسرب النفطي في خليج المكسيك

           كارثة بيئية نجمت عن تسرب نفطي هائل حصل بعد انفجار "منصة بحرية لاستخراج النفط" تابعة لشركة بريتش بيتروليوم (بي بي) البريطانية في خليج المكسيك في 22 أبريل 2010م ، ويعتبر أكبر تسرب نفطي في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وحدث التسرب النفطي على عمق 1500 متر تحت المنصة العائمة في خليج المكسيك وكشف هذا الحادث عن ضعف التدابير الاحترازية في عمليات استخراج الموارد ، ففي حين عملت شركات النفط خلال العقود الماضية على تطوير تكنولوجيا الاستكشاف والاستخراج بأسرع الأساليب وأرخصها ، أهملت تطوير تكنولوجيا الوقاية ومعالجة الكوارث.
وهكذا ضربت الولايات المتحدة الدولة التي تعتز بأنها الأكثر تقدماً في التكنولوجيا ، أفظع كارثة نفطية في التاريخ من المتوقع أن تستمر آثارها التدميرية لعقود طويلة.
   آثار التسرب النفطي في خليج المكسيك:
       كان النفط يتسرب بمعدل 35 ـ 60 ألف برميل يومياً منذ 20 نيسان (أبريل) الماضي، على أثر انفجار المنصة ، وقد لوث نحو 200 كيلومتر من الخط الساحلي ، وكبّد قطاعي صيد الأسماك والسياحة خسائر ببلايين الدولارات ، وأهلك مئات ألوف الطيور والسلاحف البحرية والدلافين والأسماك ، وللعلم فإن 15% من المأكولات البحرية الأميركية تأتي من خليج المكسيك بقيمة6 بليون دولار سنوياً ، و14 مليون فرد يعيشون على امتداد ساحلي لخمس ولايات في مسار النفط المتسرب .

      وبعد تلوث ملاذات الحياة البرية في الأراضي الرطبة في لويزيانا وجزر ولايتي ميسيسيبي وألاباما ، وصل النفط إلى الشواطئ البيضاء الشهيرة في فلوريدا ، حيث تدر السياحة 60 بليون دولار سنوياً وتؤمن نحو مليون وظيفة، ويهدد النفط المتسرب الذي يتجزأ وتنشره الرياح والتيارات المائية ، المعالم السياحية في فلوريدا وكوبا والمكسيك.

        وما زاد الوضع سوءاً أن مطلع حزيران كان بداية موسم الأعاصير الأطلسية ، الذي يبلغ الذروة عادة في آب وينتهي في تشرين الثاني ، وتفيد التقديرات أنه قد يكون الأكثر شدة منذ عام 2005. في ذلك العام دمر الإعصار كاترينا المنطقة ، وعطل إنتاج النفط والغاز في المنصات البحرية، ويخشى العلماء أن تدفع عاصفة هوجاء مزيداً من النفط الى الشاطئ وتجبر بريتش بتروليوم والحكومة الأميركية على تعليق عمليات تنظيف البقعة النفطية والمحاولات الجارية للسيطرة على البئر المسرِّبة تحت المياه .



Post a Comment

Previous Post Next Post