إن الذرة الصفراء لها خاصية تميزها عن غيرها من المحاصيل خلطية التلقيح بسهولة إجراء عمليات التربية والتحسين عليها لاسيما التهجين كون النورة الذكرية منفصلة عن النورة الأنثوية ، إذ إن الهجين يهدف إلى زيادة التغايرات بين أفراد الجيل الثاني وما بعده وحصول الانعزالات الوراثية وإعطاء التراكيب الجديدة نتيجة التوليفات الجينية والتي يستفاد منها في إنتاج السلالات أو في برامج الانتخاب أو برامج التهجين المختلفة ، فضلاً عن إنتاج الهجائن Hybrids المميزة بكونها ذات حاصل أفضل من أفضل الأبوين الداخلين في إنتاجهما أو الأصناف التجارية المعتمدة في المنطقة (الساهوكي ، 1990) . هناك العديد من الدراسات التي تناولت ظاهرة قوة الهجين في الذرة الصفراء منها ما قام به الجميلي (2006) و Lee وآخرون (2006) و Chungji وآخرون (2006) و Uzarowska وآخرون (2007) وحميد (2008) والتي أوضحت ظهور
ـــــــــــــــ
تاريخ استلام البحث  19 / 12 / 2010 .
تاريخ قبول النشر    3 / 3 / 2011 .
البحث مستل من رسالة ماجستير للباحث الثاني .

396


قوة هجين مرغوبة أعطتها بعض الهجائن ولصفات مختلفة ، كذلك هناك دراسات عديدة بحثت في قابلية الاتحاد منها ما قام به الساهوكي (1990) إذ بين أن اختبار قابلية الاتحاد أساسية في تقييم السلالات لتحديد صلاحيتها لإنتاج هجائن تجارية متفوقة في الحاصل أو للصفة المرغوبة ، وقد بين Glover وآخرون 2005)) والزوبعي (2006) وداود وعلي (2006) والجميلي (2006) إن النسبة بين تباين القابلية العامة والخاصة على الاتحاد هي أقل من واحد لمجموعة من الصفات المدروسة ، أما شعيا (2007) و Rather وآخرون (2007) فقد ذكروا بأن النسبة بين تباين القابلية العامة والخاصة على الاتحاد هي أكبر من واحد لمجموعة من الصفات المدروسة .
يهدف البحث الى تقييم أداء بعض الهجائن الفردية الناتجة عن التهجين التبادلي النصفي بين عدد من سلالات الذرة الصفراء ومقارنتها مع آبائها لمعرفة أفضل الآباء والهجائن الناتجة من حيث الإنتاج            العالي والصفات المرغوبة والاستمرار بالمتفوق منها لإدخاله مستقبلاً في برامج التربية والتحسين لهذا                 المحصول ، وكذلك تقدير بعض المعالم الوراثية كقوة الهجين Heterosis وقابليتي الاتحاد العامة والخاصة                 Specific Combining Ability General and .

قوة الهجين :
تقديرات قوة الهجين للصفات المدروسة وقد حسبت على أساس انحراف الجيل الأول عن متوسط الأبوين ، وفيه يلاحظ في صفتي موعد التزهير الذكري والأنثوي أن الهجين (4x6) أظهر زيادة معنوية موجبة عند مستوى احتمال 1% بالرغم أن الأبوين 4 و 6 كانا أبكر الآباء في التزهير الذكري والأنثوي ، وهذا يتفق مع Gebre (2005) إذ ذكر أنه بالإمكان الحصول على قوة هجين عالية من تهجين آباء ذات حاصل واطئ ، في حين كانت الزيادة موجبة عند مستوى احتمال 5% في صفة موعد التزهير الذكري فقط للهجين (1x6) ، ولم يُظهر أياً من الهجائن قوة هجين سالبة معنوية في كلتا الصفتين .
        في صفة ارتفاع النبات أظهر الهجين (4x6) قوة هجين معنوية سالبة عند مستوى احتمال 5% ، بينما كانت الزيادة معنوية موجبة عند مستوى احتمال 1% للهجينين (2x5) و (4x5) وعند مستوى احتمال 5% للهجينين (1x3) و (1x5) ، أما في صفة ارتفاع العرنوص العلوي فقد كانـت الزيـــادة موجبة معنوية عند مستوى احتمال 1% في الهجينين (2x6) و (4x5) وعند مستوى احتمال 5% في الهجائن (1x3) و (2x4) و (5x6) ، وأظهرت عدة هجائن قوة هجين معنوية مرغوبـة في صفة المساحة الورقية وهي (1x2) و (1x3) و (1x5) و (2x3) و (2x6) و (4x5) .
في صفة عدد عرانيص النبات كانت أعلى قوة هجين في التضريبات (1x3) و (1x6) و (2x3)               و (2x6) ، وقد انحرفت ثلاثة هجائن عن متوسط الأبوين في صفة عدد صفوف العرنوص معنوياً وبالاتجاه الموجب المرغوب وكان أفضلها الهجين (1x3) ، كما حصلت زيــادة معنوية مرغوبة عند مستوى احتمال 1% في صفـــة عدد حبوب الصف في الهجائن (1x6) و (2x4)   و (2x5) و (4x5) وعند مستوى احتمال 5% في الهجينين (1x3) و (2x3) .
        يلاحظ أن التضريبات (1x3) و (1x6) و (2x3) و (2x5) حققت قوة هجين موجبة عند المستوى 1% و 5% في الهجائن (2x4) و (4x5) ، وقد انحرفت ستة هجائن عن متوسط الأبوين معنوياً عند مستوى احتمال 1% في صفة وزن 300 حبة بالاتجاه المرغوب وهي (1x5) و (1x6) و (3x4) و (4x5) و (4x6) و (5x6) ، إن وزن الحبة يرتبط بطبيعة نمو الصنف , إذ يتأثر بدرجة معينة بمدخلات النمو وذلك لأن الوزن النهائي للحبة هو محصلة تداخل عوامل البيئة مع الوراثة (الآلوسي والساهوكي ،2007) .
         أما صفة نسبة التفريط فلم يظهر أياً من الهجائن قوة هجين معنوية بالاتجاه الموجب أو السالب ، بينما كانت قوة الهجين لصفة حاصل النبات الفردي معنوية بالاتجاه المرغوب عند مستوى احتمال 1% في الهجائن (1x3) و (1x5) و (1x6) و (2x3) ، وعند مستوى احتمال 5% في الهجينين (1x2) و (2x4) .
يتضح مما تقدم أن أفضل الهجائن لقوة الهجين بالاتجاه المعنوي المرغوب فيه كان الهجين (1x3) والذي تفوق في صفات المساحة الورقية وعدد عرانيص النبات وعدد صفوف العرنوص وعدد حبوب الصف وعدد حبوب العرنوص وحاصل النبات الفردي ، يليه الهجين (1x6) وكان متفوقاً في صفات عدد عرانيص النبات وعدد صفوف العرنوص وعدد حبوب الصف وعدد حبوب العرنوص ووزن 300 حبة وحاصل النبات الفردي ، ثم الهجين (2x3) الذي تفوق في صفات المساحة الورقية وعدد عرانيص النبات وعدد حبوب الصف وعدد حبوب العرنوص وحاصل النبات الفردي ، والهجين (4x5) الذي تفوق في صفات المساحة الورقية وعدد حبوب الصف وعدد حبوب العرنوص ووزن 300 حبة .
إن انحراف أغلب الهجائن عن متوسط الأبوين ولمعظم الصفات المدروسة , قد يفسر بوجود التباعد الوراثي الكبير بين الآباء الداخلة في تكوين هذه الهجائن ، وهذه النتائج تتفق مــــع نتائج Lee وآخرين (2006) و Chungji وآخرين (2006) و Balestre وآخرين (2008) ، إذ حصلوا على هجائن ذات قوة هجين بالاتجاه المرغوب وهجائن أخرى ذات قوة هجين بالاتجاه غير المرغوب للصفات المدروسة .

قابلية الاتحاد :
        تباين تحليل التباين لقابليتي الاتحاد العامة والخاصة ، إذ يلاحظ أن الاختلافات عالية المعنوية لمتوسط مربعات قابلية الاتحاد العامة كان معنوياً عالياً لجميع الصفات عدا صفة المساحة الورقية إذ كان معنوياً فيها عند مستوى 5% . أما لقابلية الاتحاد الخاصة فكان معنوياً عالياً لجميع الصفات عدا نسبة التفريط إذ كان معنوياً فيها عند مستوى 5% . من الجدير بالذكر أنه إذا كانت متوسطات مربعات قابلية الاتحاد العامة غير معنوية والقابلية الخاصة معنوية وكانت النسبة أقل من الواحد للتباينين فذلك يعني أن التأثير السيادي كان له الدور المسيطر ، أمـا إذا كانت متوسطات مربعات قابلية الاتحاد العامة معنوية والقابلية الخاصة غير معنوية فهذا يشير إلى أن التأثير الإضافي كان له الدور المسيطر على وراثة هذه الصفة . ويبين الجدول أن الصفات التي يكون فيها متوسط مربعات قابلية الاتحاد العامة والخاصة كلاهما معنويان فإنه يدل على أن كلاً من التأثيرين الإضافي وغير الإضافي يؤثران في توريث هذه الصفات .
يشير جدول (5) إلى قيم تباين قابليتي الاتحاد العامة والخاصة والنسبة بينهما ، ويلاحظ من الجدول أن نسبة تباين قابلية الاتحاد العامة إلى الخاصة قد تجاوزت الواحد الصحيح في صفة موعد التزهير الأنثوي (1.44) وهذا الأمر ناتج عن انخفاض نسبة مكونات تباين قابلية الاتحاد الخاصة لها ، مما يدل على أهمية الفعل الجيني الإضافي الذي يتحكم بالجزء الرئيس بتوارث هذه الصفة في أفراد الجيل الأول . أما الصفات الأخرى فجميعها كانت النسبة فيها أقل من الواحد الصحيح وهذا يدل على أن الفعل الجيني السيادي المسبب لقابلية الاتحاد الخاصة له الأثر الرئيس بالتحكم بتوارث تلك الصفات في أفراد الجيل الأول ، ومن هذه النتيجة يتبين لنا أنه بالإمكان تحسين صفة موعد التزهير الأنثوي من خلال الانتخاب إذ يكون فعالاً أكثر منه في حالة إنتاج الهجائن ، أما الصفات الأخرى فيمكن تحسينها من خلال إنتاج الهجائن .

Post a Comment

أحدث أقدم