الدراسة الظاهرة القيمية في علاقتها
بالتلفزيون؛ فركزت على جزئية داخل هذه الظاهرة؛ بدراسة طبيعة الدور الذي يقوم به
التلفزيون في تشكيل
وصياغة القيم الجمالية لدى جمهور الشباب الجامعي في الجزائر.
لا
يستطيع التلفزيون أن يخرجنا من عمق القيمة، ولكنه يستطيع أن يضعنا على هامشها.
هذه
الوضعية للقيمة وهامشها؛ تجعلنا نطرح انشغالا يتعلق بمصداقية الجماليات
التلفزيونية؛ وهذا ما يقود إلى الحديث عن الجماليات المقارنة؛ ومدى أخذ الشباب
بها، وهنا تطرح قضية تداخل القيم الجمالية الصادرة عن مجتمعات مغايرة لمجتمعنا مع
القيم الجمالية الخاصة بنا عن طريق التلفزيون.
إن
الحديث عن الجماليات، أوعن القيم الجمالية لدى الشباب المبحوث في علاقتها
بالتلفزيون؛ لم يقف عند مجرد الجميل، أو القبيح، أو الجليل، بل تعداه إلى الفكاهة
والضحك، والتراجيدي والهزلي، وبذلك تجلى أن الشباب المبحوث يتجه إلى جماليات
التلقي التلفزيوني؛ فالضحك والفكاهة كعمليتين نفسيتين اجتماعيتين لهما معادلهما
الموضوعي لدى الجمهور.
كما
أن للتراجيدي والهزلي معادلا موضوعيا لمشاكل الشباب النفسية والاجتماعية. وبذلك
يلعب السياق الاجتماعي دورا أساسا في توجيه الشباب نحو الأخذ بجماليات التلفزيون.
فالظروف الأمنية والسياسية والاجتماعية التي مر بها الشباب الجامعي في الجزائر
جعلته يتجه ليبحث عما يلهيه ويضحكه وينسيه آلام المجتمع وصعوباته؛ وفي الفكاهة
والضحك كقيمتين جماليتين موضع ذلك.
وبهذا،
يتأسس الدور الجمالي للتلفزيون، الذي يؤسس بدوره، للمفعول الجمالي في مخيلة، ووعي
الشباب المبحوث؛ من خلال الأنموذج الجمالي، الذي كشف عنه كل شاب مبحوث من خلال
عمليات تراكم المشاهدة التلفزيونية؛ حتى أصبح بذلك لكل شاب، أو لكل مشاهد شخصية
تلفزيونية جميلة، لا يرتبط الانجذاب إليها، وتفضيلها بقيمة الجميل، وإنما بقيم
أخرى كالفكاهي والمضحك والتراجيدي والمأساوي.
وقد تم التوصل إلى مجموعة من النتائج
تصلح لأن تكون بداية لدراسات
أخرى؛ تتناول الظاهرة الجمالية كإحدى إفرازات وسائل الإعلام عموما والتلفزيون
خصوصا؛ حيث يشهد هذا النوع من الدراسات نقصا شديدا في بحوث الإعلام والاتصال.
Post a Comment