الدراسات
التي تناولت التدريس المعتمد على المنحى البنائي (دورة التعلم) وذلك بهدف الكشف عن
فاعليتها ومقارنتها بطرق التدريس التقليدية.
وفي هذا الصدد أجرى روبن ونورمان (Rubin
& Norman)([i])
دراسة هدفت إلى مقارنة أثر استخدام ثلاث استراتيجيات تعليمية (دورة التعلم،
والنمذجة، والطريقة التقليدية) على تحصيل طلبة المرحلة الوسطى (الإعدادية)، في
إحدى مدارس أوروبا لمهارات العلم المتكاملة والقدرة على التفكير الاستدلالي. وتم
تدريس مجموعتين تجريبيتين، استخدمت إحداها دورة التعلم، واستخدمت الأخرى
استراتيجية النمذجة. وقام بتدريس هاتين المجموعتين معلمون تدربوا على استراتيجية
النمذجة، ودورة التعلم، ودرست المجموعة الثالثة (الضابطة) باستخدام الطريقة
التقليدية, حيث درسها معلمون لم يتدربوا على استراتيجيات التدريس (النمذجة، ودورة
التعلم). وقد أشارت نتائج الدراسة إلى تفوق الطلبة ممن تعلموا باستراتيجية النمذجة
في تحصيلهم لمهارات العلم المتكاملة على الطلبة ممن تعلموا باستراتيجية دورة
التعلم، والطريقة التقليدية. كما أظهر الطلبة الذين تم تدريسهم من قبل معلمين
تدربوا على استراتيجية دورة التعلم، واستراتيجية النمذجة تفوقا في تحصيلهم لمهارات
العلم المتكاملة مقارنة بطلبة المجموعة الضابطة. وأشارت نتائج الدراسة أيضا إلى
وجود فروق ذات دلالة إحصائية في تحصيل الطلبة لمهارات العلم المتكاملة تعزى إلى مستوى
النمو العقلي (محسوس، وانتقالي).
وقام
انيانيشي (Anyanechi)([ii]) بدراسة
هدفت إلى استقصاء أثر استخدام النموذج البنائي في تدريس العلوم لطلبة المرحلة
الثانوية في نيجيريا. تكونت عينة الدراسة من (70) مشاركاً ومشاركة قسموا إلى
مجموعتين بالتساوي: مجموعة تجريبية درست باستخدام النموذج البنائي (دورة التعلم)
ومجموعة ضابطة درست بالطريقة التقليدية. وقد تم استخدام مواد البيئة المحلية,
وأساليب مناهج البحث النوعي, وتم تطبيق تحليل المحتوى على مجموعتي الدراسة. وقد
تركز التقويم على أنشطة التفاعل الصفي والعمل الصفي. أشارت نتائج الدراسة إلى أن
استخدام النموذج البنائي أوجد بيئة ممارسة أفضل وأوسع, كما أوجد فهماً أفضل لدى
طلبة المجموعة التجريبية, كما ساعد في بناء المعرفة العلمية لديهم. أوصت الدراسة
باستخدام النموذج البنائي (دورة التعلم) كطريقة أخرى لتدريس العلوم والرياضيات لطلبة
المرحلة الثانوية.
وقارن هيجبث(Hedgepeth) ([iii])
في دراسة له أثر دورة التعلم، والطريقة التقليدية في التحصيل في مساق في علوم
الأرض لطلبة الصف الثامن في ولاية الاباما الغربية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتم تقسيم أفراد العينة التي كان عددها (125) طالبا إلى أربع مجموعات: درست
المجموعة الأولى (الضابطة) بالطريقة التقليدية التي اعتمدت الكتاب المدرسي؛ أما
المجموعات الثلاث الأخرى (التجريبية) فدرست باستخدام دورة التعلم. وقد تعرضت
المجموعات الأربع إلى اختبار قبلي واختبار بعدي أعده الباحث. وأسفرت نتائج الاختبار
التحصيلي البعدي عن وجود فروق ذات دلالة بين مجموعتين من المجموعات التي درست
باستخدام دورة التعلم، والمجموعات التي درست باستخدام الطريقة التقليدية. أما
المجموعة الثالثة التي درسها مدرس علوم الأرض (وهو أكثر المدرسين خبرة) فقد حازت
مجموعته التجريبية تحصيلا علميا أعلى من المجموعات الأخرى التي درست باستخدام دورة
التعلم وبالطريقة التقليدية.
وأجرى هانلي (Hanley)([iv])
دراسة على طلبة مدارس مقاطعةMetro Politan
District في
ولاية كنتكي بالولايات المتحدة الأمريكية هدفت إلى مقارنة أثر كل من دورة التعلم
والطريقة التقليدية في زيادة التحصيل لمفاهيم محددة في علم البيئة. واشتملت عينة
الدراسة على عشر مجموعات: درست خمس منها بالطريقة التقليدية (الضابطة)، بينما درست
الخمس الباقية باستخدام دورة التعلم (التجريبية). وتم تقييم نتائج الطلبة باستخدام
اختبار تحصيلي من نوع الاختيار من متعدد، وثلاثة أسئلة مفتوحة الإجابة. وقد كشفت
نتائج الدراسة عن عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في تحصيل الطلبة تعزى إلى طريقة
التدريس. وبالنسبة لنتائج التحصيل على الأسئلة المفتوحة الإجابة، فقد أظهرت نتائج
السؤال الأول فروقا ذات دلالة إحصائية تعزى لطريقة التدريس (دورة التعلم)، كما
وجدت فروق ذات دلالة على إجابة السؤال الثاني تعزى إلى المعلم والى طريقة التدريس
معاً. أما السؤال الثالث فلم تظهر هناك فروق دالة تعزى إلى المعلم؛ بينما ظهرت
فروق ذات دلالة تعزى إلى طريقة التدريس.
وقام لورد (Lord)([v])
بدراسة هدفت إلى استكشاف أثر التدريس بالطريقة البنائية (دورة التعلم المعدلة 5E) في التحصيل في مساق في
البيئة لدى طلبة المرحلة الجامعية الأولى في جامعة انديانا/ بنسلفانيا، تم فيه اتباع
نموذج Bybee المكون من خمس مراحل هي: الانشغال، والاستكشاف، والتفسير،
والتوسيع، والتقويم. وقد طبقت الدراسة على أربعة صفوف، تم تقسيمها إلى مجموعتين:
الأولى الضابطة وعدد طلبة شعبتيها (45 و46) طالبا درست بالطريقة التقليدية. أما
المجموعة الثانية فكان عدد طلبة شعبتيها (46 و48) طالبا، اتبعت أنموذج Bybee المعد وفقا لأطوار دورة التعلم. وقد أجري فحص مستوى للمجموعتين،
حيث كان الوسط الحسابي نفسه للمجموعتين. وقد قام المعلم نفسه بتدريس المجموعتين،
وتم إعداد استفتاء للكشف عن اتجاهات الطلبة نحو هاتين الاستراتيجيتين. كما وتعرض
طلبة المجموعتين إلى اختبار من نوع الاختيار من متعدد في نهاية تطبيق الدراسة. وأشارت
نتائج الدراسة إلى أن المجموعة التجريبية التي درست بالطريقة البنائية (دورة
التعلم) حازت على تحصيل أعلى من المجموعة الضابطة التي درست بالطريقة التقليدية.
كما أظهرت نتائج الاستفتاء أن 80% من طلبة المجموعة التجريبية أشاروا إلى أن الصف
ممتع وأن الطريقة البنائية ساعدتهم على استيعاب وفهم المادة التي درسوها، والتمكن
منها بشكل أفضل من نظرائهم الطلبة الذين درسوا بالطريقة التقليدية.
وحدد مكورمك (McCormick)([vi])
في دراسته فاعلية المراجعة التي تمت لمساق في الأحياء في مرحلة الدراسة الجامعية
ليتوافق مع المعايير التي وضعت للإصلاح في التربية العلمية. وتمت المراجعة من قبل
مجموعة متعاونة في إحدى الجامعات الصغيرة التي تعنى بالدين والفنون الحرة وتخدم
الجاليتين الأسبانية والبرتغالية في جنوب ولاية تكساس. وقد تمت مراجعة هذا المساق
لكي يتوافق مع المعايير الوطنية الأمريكية، حيث كانت المبادئ المرشدة استخدام أنموذج
تدريسي يكون مبنياً على النظرية البنائية في التعلم. وتكونت عينة الدراسة من ست
شعب, شكلت ثلاث شعب منها المجموعة التجريبية, ودرست باستخدام أنموذج تدريسي (متمركز
حول المتعلم) يقوم على دورات التعلم ودورات التعلم المعدلة 5E. وشكلت ثلاث شعب المجموعة الضابطة التي درست باستخدام الطريقة
التقليدية. وتكونت أدوات الدراسة من ثلاث أدوات لقياس بيئة التعلم المعرفية،
والتحصيل، والاتجاهات نحو العلوم التي تم إعطاؤها في بداية المساق ونهايته. وقد
دلت نتائج الدراسة على تفوق الأفراد في المجموعة التجريبية ومجموعة المحاضرة
التقليدية في اختبار المستوى المعرفي على نظرائهم أفراد مجموعة المحاضرة المعدلة،
وحصول الأفراد في المجموعة التجريبية ومجموعة المحاضرة المعدلة على درجات مرتفعة
في مسح الاتجاهات نحو العلوم مقارنة مع مجموعة المحاضرة التقليدية.
وقام باركر (Parker)([vii])
بدراسة هدفت إلى دراسة أثر فاعلية مشروع تطويري في التحصيل العلمي والاتجاهات نحو
العلوم لدى طلبة المرحلة المتوسطة الذين حضروا برنامج إثراء أكاديمي (تقوية) لمدة
خمسة أسابيع. وتضمن المشروع التطويري المكونات الفعالة الآتية: محتوى عملي مناسب
حسب المعايير الوطنية الأمريكية، والأهداف التعليمية لولايات جورجيا Georgia، واستخدام إجراءات دورة التعلم في التدريس. وتكونت عينة الدراسة
من (11) طالبا أمريكيا من أصل أفريقي من طلبة الصف الخامس والسادس حضروا برنامجا
صيفيا للتقوية في الريف جنوبي ولاية جورجيا. وتم تطبيق اختبار تحصيلي محكي المرجع
ومقياس لمسح الاتجاهات نحو العلوم في بداية ونهاية البرنامج. وقد أشارت نتائج
الدراسة إلى زيادة في التحصيل العلمي للطلبة المشاركين في البرنامج وكذلك تنمية
اتجاهاتهم الإيجابية نحو العلوم.
وعلى المستوى المحلي، قام الخطايبة
ونوافلة([viii]) بدراسة
هدفت إلى تقصي أثر استخدام دورة التعلم في تحصيل طلبة الصف الأول الثانوي الصناعي
في الكيمياء. وتكونت عينة الدراسة من شعبتين من شعب الأول الثانوي الصناعي في
مدرسة وصفي التل الثانوية الصناعية في مدينة إربد وهم (كهرباء واستعمال) وعددهم (30)
طالبا، شكلوا مجموعة تجريبية تم تدريسها بطريقة دورة التعلم، وكذلك تخصص (راديو
وتلفزيون) وعددهم (30) طالبا، شكلوا مجموعة ضابطة تم تدريسها بالطريقة التقليدية.
وتكونت أداة الدراسة من اختبار تحصيل تكوّن من (20) فقرة على المجالات المعرفية (تذكر–
فهم- تطبيق).
وبعد الانتهاء من التدريس تم تطبيق
الاختبار التحصيلي على مجموعتي الدراسة. وقد أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا
بين علامات المجموعتين لصالح المجموعة التجريبية (دورة التعلم).
وأجرت الكيلاني([ix])
دراسة هدفت إلى اختبار أثر دورة التعلم المعدلة 5E في التحصيل في مستويات بلوم العليا والدنيا لطالبات الصف الأول
الثانوي العلمي في المدارس الحكومية التابعة لمديرية التربية والتعليم في مدينة إربد
في مادة الأحياء مقارنة بالطريقة التقليدية. وتكونت عينة الدراسة من مجموعتين:
ضابطة تكونت من (37) طالبة، درست موضوع الفقاريات بالطريقة التقليدية، ومجموعة
تجريبية تكونت من (39) طالبة، درست موضوع الفقاريات باستخدام دورة التعلم المعدلة 5E. وتكونت أداة الدراسة من
(40) فقرة لاختبار من نوع اختيار من متعدد. وقد أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق
ذات دلالة إحصائية في المستوى الأول من مستويات بلوم (المعرفة)، بينما وجدت فروق
ذات دلالة إحصائية في المستويات الخمسة الأخرى (الاستيعاب، والتطبيق، والتحليل،
والتركيب، والتقويم)؛ وكذلك وجدت فروق ذات دلالة إحصائية في التحصيل العام لصالح
المجموعة التجريبية. كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين تحصيل
طالبات المجموعة التجريبية والضابطة في الأحياء لمستويات بلوم العليا وبين التحصيل
المقابل لمستويات الأهداف الدنيا لصالح المجموعة التجريبية.
وقام الخوالدة([x])
بدراسة هدفت إلى استقصاء فاعلية أنموذجين في التعلم البنائي، هما: دورة التعلم،
واستراتيجية ويتلي في تحصيل طلبة الصف الأول الثانوي العلمي في مادة الأحياء
واتجاهات الطلبة نحوها مقارنة بالطريقة التقليدية في تدريس الأحياء. وتكونت عينة
الدراسة من (232) طالبا وطالبة، موزعين في ست شعب من الصف الأول الثانوي العلمي في
ثلاث مدارس من المدارس الحكومية في مدينة المفرق، وشكلت شعبتان (شعبة ذكور وشعبة
إناث) المجموعة التجريبية الأولى درست باستخدام دورة التعلم، وشكلت شعبتان (شعبة
ذكور وشعبة إناث) المجموعة التجريبية الثانية درست باستخدام استراتيجية ويتلي،
وشكلت شعبتان (شعبة ذكور وشعبة إناث) المجموعة الضابطة درست بالطريقة التقليدية.
وتكونت أدوات الدراسة من مقياس لونجيو للنمو العقلي، ومقياس للاتجاهات نحو
الأحياء، واختبار تحصيل في مادة الأحياء. وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات
دلالة إحصائية في تحصيل طلبة الصف الأول الثانوي العلمي في مادة الأحياء تعزى
لاستراتيجية التدريس (دورة التعلم، واستراتيجية ويتلي، والطريقة التقليدية)، وكان
التفوق في التحصيل لصالح الطلبة الذين درسوا باستراتيجية دورة التعلم، واستراتيجية
ويتلي مقارنة بنظرائهم الطلبة الذين درسوا بالطريقة التقليدية. كما وأظهرت النتائج
وجود فروق ذات دلالة إحصائية في اتجاهات طلبة الصف الأول الثانوي العلمي نحو مادة
الأحياء تعزى لاستراتيجية التدريس (دورة التعلم، واستراتيجية ويتلي، والطريقة
التقليدية)، وكان التفوق لصالح الطلبة الذين درسوا باستراتيجية دورة التعلم،
واستراتيجية ويتلي مقارنة بنظرائهم الطلبة الذين درسوا بالطريقة التقليدية.
يستخلص من مراجعة الأدب التربوي قلة
الدراسات المتعلقة باستخدام دورة التعلم في الوطن العربي, على الرغم من أن الأدب
التربوي في الدراسات الأجنبية يشير إلى أهمية هذه الطريقة في تدريس العلوم وبخاصة
زيادة تحصيل الطلبة. وتأتي هذه الدراسة لتسهم في اختبار مدى فعالية هذه
الاستراتيجية القائمة على المنحى البنائي في تعلم المفاهيم العلمية لدى طلبة الصف
الثاني الثانوي العلمي, و بخاصة أن هناك بعض الأدبيات أشارت إلى موقف سلبي من
النظرية البنائية([xi]).
Post a Comment