شح الميا


يعتبر الماء إحدى أهم نعم الحياة التي أنعم الله بها على جميع الكائنات الحية التي تعيش على سطح الأرض, فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ))   ( سورة الأنبياء : 30)   وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن الإسراف في كثير من نواحي حياتنا, قال الله تعالى:   (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا  تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (سورة الأعراف :31)   وقال تعالى:  (...ولا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ)  ( سورة الأنعام :141). وقد نهى الرسول الكريم عن الإسراف في الماء.فقد جاء في الحديث الشريف انه صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال ما هذا الإسراف ؟ فقال أفي الوضوء سرف؟ قال :نعم وإن كنت على نهر جار"

ويمثل الأمن المائي أحد المرتكزات الأمنية ذات العلاقة الوثيقة بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة. تصنف المملكة العربية السعودية على أنها من الدول القاحلة فليس بها أنهار أو بحيرات والأمطار قليلة وغير منتظمة وتهطل في أوقات متباعدة زمنيا ومكانياً ودرجات الحرارة مرتفعة معظم شهور العام كما أن الصحاري تغطي الكثير من أجزائها.مما يعني أن المشكلة المائية أكثر خطورة في المملكة مقارنة بالوطن العربي أو العالم ككل.
تهتم هذه الورقة بعرض المشكلة المائية في العالم عامة وفي المملكة العربية خاصة مع تحديد طرق ترشيد أستخدم المياه بالقطاع الزراعي للمحافظة على الموارد المائية التقليدية, مع إيجاد مصادر مائية غير تقليدية ومدى إمكانية الاستفادة منها في الري المزرعي. حيث يعتبر القطاع الزراعي بالمملكة أكبر القطاعات استهلاكا للمياه لذلك فان ترشيد استخدام المياه بالقطاع الزراعي من الممكن أن توفر كميات ضخمة من المياه المفقودة. لذلك فان هذه الورقة تهتم بمناقشة الطرق التي بتطبيقها يمكن رفع كفاءة استخدام المياه بالزراعة.

المشكلة المائية:
المشكلة المائية مشكلة عالمية حيث أن  97 %  من مياه الكرة الأرضية مياه مالحة تملأ البحار والمحيطات.  الماء العذب لا تتعدى نسبته 3% حتى هذه النسبة البسيطة للماء العذب يوجد أغلبها 2% على هيئة جليد متجمد في القطبين الشمالي والجنوبي. من ذلك يتضح أن كمية المياه العذبة المتاحة سواء على الكرة الأرضية أو في باطن قشرتها السطحية لا تتجاوز 1% من الماء الكلي. هذه الكمية لا تتوزع بانتظام على سطح الكرة الأرضية, بل هناك مناطق تعاني من الإغداق والغرق وأخرى تعانى من الجفاف. ومع تزايد الأعداد السكانية بالعالم زاد الاستهلاك المائي إذ تشير إحصائيات الأمم المتحدة أن الاستهلاك المائي العالمي قد تضاعف 6 مرات بين عامي 1900 و 1995. كم أن ثلث سكان العالم الآن في بلدان تواجه أزمة بالمياه.

وفي الوطن العربي تزداد مشكلة المياه بدرجة كبيرة عن العالم ككل ففي حين يشغل العالم العربي 9% من مساحة العالم ويعيش عليه 5% من سكانه, إلا أن نسبة الموارد المائية العذبة المتجددة التي تصل إليه تقل عن 0.5% من نسبة الموارد المائية المتجددة بالعالم.    يبلغ حجم الموارد المائية المتاحة في الوطن العربي حوالي 371.8 مليار متر مكعب، يستخدم منها 208.8 مليار متر مكعب، منها 3.6% للاستخدام البشري مقابل 3.7% للاستخدامات الصناعية والباقي للزراعة.

 تتفاوت أنصبة الدول العربية من المياه، حيث تكون النسب كما يلي:
·       40.9%      لدول المشرق العربي.
·       23.5%      لدول المغرب العربي.
·       31%         للدول العربية في حوض النيل.
·       4.6%        للجزيرة العربية.

يعتبر نصيب الفرد العربي من المياه أدنى نصيب للفرد في العالم حيث تراجع من 3300 متر مكعب سنويًا عام 1960 إلى 1250 متر مكعب عام 2000، ومن المتوقع أن يصل إلى 650 مترا مكعبا عام 2025، وهذا بسبب تزايد عدد السكان العرب الذي تجاوز 250 مليون نسمة. تبلغ مساحة الأرض العربية الصالحة للزراعة حوالي 200 مليون هكتار لا يزرع منها سوى 47 مليون هكتار فقط، ويرجع السبب الرئيسي في هذا إلى نقص المياه.

على الرغم من مساحة شبة الجزيرة العربية الشاسعة و البالغة نحو 3,11 مليون كم2 ، إلا أن هذه المنطقة يغلب عليها المناخ الصحراوي الجاف وتفتقر إلى الموارد المائية الضخمة مثل الأنهار مما يجعل اعتماد السكان، في الغالب، على موارد المياه  الجوفية السطحية منها و العميقة و التي تمتاز بمحدودية  كمية مياهها نظرا لتذبذب الأمطار من حيث الكمية و الفصلية والموقع ،بالإضافة إلى مياه محطات التحلية.

وتشير آخر إحصائيات الأمم المتحدة للسكان إلى أنه من المتوقع أن يصل عدد سكان دول مجلس التعاون إلى نحو 57 مليون نسمة بحلول عام 2025 م إضافة إلى تزايد العمالة الوافدة  ( الزباري ، 2000) كما تشهد دول المجلس ارتفاعا ملحوظا في النمو السكاني فقد بلغ معدل زيادة السكان السنوي في دول المجلس في عام 1995 م إلى 3.73 % وهو من أعلى معدلات زيادة السكان في العالم (المقرن ،2000).وفي حال استمرار نمو السكان بالمعدلات الحالية واستمرار نمط استخداماتهم للمياه بصورته الحالية فان الطلب على المياه سيرتفع تباعا وقد يصل إلى نحو 47 مليار م3 في عام 2025م ( الزباري ،2000 ).

ويعد استهلاك الفرد من المياه في دول الجزيرة العربية الأعلى  بين دول العالم على الرغم من ضآلة نصيب الفرد على المستوى العالمي . فمعدل استهلاكه يقع ما بين 500- 600 لتر / اليوم. ويشيرBushnak,1989) ) إلى أن القطاع المنزلي في الخليج سينمو بمعدل 10%-15 %  في العقود المقبلة بينما ينمو استهلاك المياه في القطاع الصناعي ب 5%  أما القطاع الزراعي فمن المتوقع أن ينمو عدة مرات .ويتوقع مستقبلا أن تنخفض حصة الفرد من المياه في بعض دول مجلس التعاون نتيجة لتزايد السكان السريع والذي يقابله تناقص في كمية الموارد المائية المتاحة. ففي المملكة العربية السعودية يلاحظ أن نصيب الفرد من المياه قد تناقص من 1900متر مكعب عام 1950م إلى 277متر مكعب عام 2000م ومن المتوقع أن يتناقص إلى 113متر مكعب عام 2025م .في حين أنها تقدر بالوطن العربي بـ 1750 متراً مكعباً في السنة  وتقدر بـ 13 ألف متر مكعب متوسط نصيب الفرد في العالم,( شلبي و الجلعود ، 2000) 




 برزنتيشن عن الماء
 نقص المياه في العالم
 شح المياه في السعودية
 موضوع تعبير عن شح المياه 
بحث عن مشكلة نقص المياه وكيفية ترشيد استهلاك
.

Post a Comment

أحدث أقدم